سياسة

اعتداء على محجبة ووقف مدرسيّن عن العمل في فرنسا

ألقى الهجوم الذي تعرضت له أسبوعية “شارلي إبدو” الفرنسية قبل نحو 10 أيام بظلاله على ما يبدو على المؤسسات التعليمية في فرنسا، حيث وقعت خلال اليومين الماضيين عدة حوادث اعتبرت “تمييزا” ضد المسلمين أو تحريضا على العنصرية.

وقررت ثانوية “فرانسوا فيلاون” الواقعة في “الزاس” شرقي فرنسا بوقف مدرس للرسم 4 أشهر عن العمل بعد أن اتهمه أولياء أمور الطلبة بنشر روح العنصرية، مهددين بتنظيم مظاهرات ضد المدرسة.

وبحسب موقع “فرانس انفو” فقد قام مدرس الرسم الموقوف عن العمل بتخصيص حصة كاملة للحديث مع الطلاب عن الرسوم الكاريكاتيرية للرسول وامتدحها، والتي نشرتها صحيفة شارلي ابدو، وهو ما اعتبره البعض نشر لروح من العدائية بين الطلبة.

ورفضت عدة نقابات تعليمية قرار الوقف ووصفوه بالظالم، بينما قررت الإدارة التعليمية فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات.

كما تم وقف معلمة بمدرسة للتأهيل المهني التجاري بمدينة “سان دنيس”، قالت تعليقا على الهجمات “يمكن للفرد أن يقتل من أجل الدفاع عن دينة أو أسرته”.

وبحسب صحيفة “لوموند”، فقد دافعت المعلمة خلال نقاش استمر لنحو ساعة عن النبي محمد وأن رسالته طيبة مثل جميع الأنبياء موسى وعيسى وإبراهيم، واختتمت نقاشها بالقول :”يمكنك القتل من أجل الدفاع عن دينك أو عائلتك”.

وشككت المعلمة في أن إسلاميين هم من نفذوا هجمات “شارلي ابدو” خلال حوار مع طلابها البالغ عددهم نحو 16 طالبا.

واعتبر المسؤولون عن المعهد أن آراء المدرسة غير مسؤولة وتحمل كثير من الغباء والسطحية.

وخلافا للمدارس، فقد ظهرت تداعيات شارلي ابدو على مؤسسات التعليم العالي، ففي معهد الحقوق بباريس نهر أستاذ جامعي طالبة ترتدي الحجاب، وأصر أن تخلعه، وعندما رفضت ترك القاعة، رافضا التدريس.

وروي أحد طلبة معهد الحقوق بباريس لصحيفة “لو فيغارو” قائلا:”عندما كنا في المدرج شاهدنا الأستاذ “جريجوار لافراغ” المدرس والمحامي بالكلية منذ سنوات يحدق في إحدى الطالبات واقترب منها طالبا أن تخلع حجابها ولما رفضت بدا عليه الغضب وترك المدرج قبل أن يعود مرة أخرى غاضبا خالعا سترته وقميصه وصرخ في وجه الطالبة قائلا “ديني هو الطبيعة”.

وقال جريجوار إنه سيرفع دعوى قضائية على المعهد، لأنه لا يلتزم بالمبادئ العلمانية الفرنسية.

واتخذ أغلب الطلبة موقفا مؤيدا لزميلاتهم المحجبة، كما اعتذر مدير المدرسة لها، وقال لصحيفة “لوفيغارو” إن لوائح المعهد لا تمنع ارتداء الحجاب، مشيرا إلى أن المعلم الذي قام بذلك لن يقوم بالتدريس مرة أخري بالمعهد.

وكانت فرنسا أصدرت قانونا يمنع ارتداء الحجاب او أي رموز دينية داخل المدارس الحكومية عام 2004 لكن هذا القرار لا ينطبق على مؤسسات التعليم العالي.

وكان 12 شخصًا قتلوا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، بتاريخ 7 كانون الثاني/ يناير الجاري، في هجوم استهدف مقر مجلة “شارلي إيبدو”، الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبه هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.

قسم الأخبار – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى