ماذا قالت الصحف اللبنانية بعد الغارة الاسرائيلية التي قتلت قادة حزب الله في القنيطرة السورية؟
أفردت الصحف اللبنانية، لاسيما الموالية منها لـ حزب الله ونظام بشار الأسد، مساحات واسعة للحديث عن الغارة الاسرائيلية وارتداداتها، والتوقعات القادمة، وتنبأت معظم تلك الصحف بـ “رد من المقاومة” لكنها تساءلت في الوقت ذاته: متى وكيف!؟.
السفير : ما بعد الاعتداء ليس كما قبله.. وإسرائيل تتحسب
معادلة شهداء القنيطرة: أكبر من رد وأقل من حرب
بداية جولتنا مع صحيفة “السفير” التي كتبت تقول “ما حصل في القنيطرة أمس سيكون بالتأكيد نقطة تحول في الصراع المفتوح بين «حزب الله» وإسرائيل.
ستة مقاومين في «حزب الله»، من بينهم جهاد إبن الشهيد عماد مغنية، يسقطون في غارة إسرائيلية استهدفت موكبهم في منطقة القنيطرة السورية، الواقعة ضمن مثلث الحدود المعقدة والملتهبة بين لبنان وفلسطين المحتلة وسوريا.
هي مواجهة مباشرة غير مسبوقة على الأرض السورية، بين المقاومة وما تمثله، والعدو الاسرائيلي وما يمثله.. من دون وسطاء أو وكلاء.
لم تعد مشاركة إسرائيل في الحرب السورية ضد محور المقاومة مجرد اتهام أو افتراض، وما جرى في القنيطرة ليس سوى دليل إضافي على الانزياح الطبيعي للصراع الحاصل داخل سوريا في اتجاه هويته الأصلية، بعدما طبعته لفترة من الزمن «الأسماء الحركية».
صحيح ان الثمن الذي دفعه الحزب بفعل الاعتداء الإسرائيلي كبير، لكن من شأن هذا الاعتداء أن يساعد الحزب كثيراً في تثبيت الصورة الحقيقية للصراع الدائر في سوريا، باعتباره صراعاً مع إسرائيل ومشروعها.
لا التباس بعد اليوم في طبيعة المواجهة التي يخوضها «حزب الله» في سوريا، بعدما تأكد بالعين المجردة أن إسرائيل أصبحت جزءاً عضوياً من المعسكر الساعي الى تغيير دور دمشق وموقعها الإستراتيجي، تمهيداً للإطباق على المقاومة في لبنان، وما ترمز اليه في المعادلة الإقليمية.
لم تعد إسرائيل تكتفي بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لـ «جبهة النصرة» عبر الحدود مع الجولان، ولم تعد تكتفي بشن غارات «مضبوطة الإيقاع» على مواقع سورية او على إمدادات مفترضة لـ «حزب الله» في لبنان، كما كان يحصل في السابق.. هذه المرة أراد العدو ان يوجه رسالة قاسية بـ «البريد السريع» الى الحزب، وربما أبعد من ذلك.
وما كرسه هذا الاعتداء هو ان «الحدود الشمالية» أصبحت تمتد من الناقورة في الجنوب الى القنيطرة في الجولان، باعتراف إعلام العدو ذاته، الأمر الذي يعني ان الهامش الجغرافي لتحرك المقاومة أصبح أوسع، في وقت يحاول العدو تضييقه عبر سعيه الى تغيير قواعد الاشتباك، وتعطيل مفاعيل المعادلات «الكاسرة للتوازن» (تبعاً للتوصيف الإسرائيلي)، والتي أرساها السيد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية الاخيرة.
وفي سياق الهزات الارتدادية للغارة الإسرائيلية على موكب «حزب الله» في القنيطرة، كان لافتاً للانتباه أن كتائب الناصر صلاح الدين في غزة (الذراع العسكرية للجان الشعبية) اعتبرت أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة ويجب على المقاومة أن ترد على الرسالة، مشيرة الى أن دماء الشهداء في القنيطرة تؤكد وحدة المقاومة من فلسطين مروراً بلبنان وصولاً إلى إيران.
ظروف الاستهداف
ولئن كانت منطقة القنيطرة هي ساحة مواجهة ساخنة، إلا ان ذلك لا يعفي من طرح تساؤلات حول مكامن الخلل التي سهلت للعدو مهمته، ومن هذه التساؤلات التي يفترض أن تجد أجوبة لها لدى «حزب الله» والجانب السوري: من أين انطلق موكب المقاومين، وكيف عرف العدو الإسرائيلي بهوية مَن في الموكب، وهل كان قيد الرصد منذ لحظة تحركه، وهل كان الرصد من الجو فقط أم من الجو والأرض معاً، وفي الحالة الثانية مَن تولى المراقبة في البر؟
الرد: أين وكيف ومتى؟
وأياً تكن الأهداف الإسرائيلية الكامنة خلف استهداف عدد من كوادر «حزب الله»، فإن السؤال البديهي المطروح الآن هو: كيف سترد المقاومة، وأين، ومتى؟
يبدو النقاش حول مبدأ الرد محسوماً، بقناعة الإسرائيليين قبل غيرهم، أما ما يحتمل الاجتهاد فهو تحديد المكان وطبيعة الهدف وزمان الرد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حصول الاستهداف في الأراضي السورية يجعل الباب مفتوحاً على أكثر من احتمال.
وهذا العامل «الجيوسياسي» يدفع الى التساؤل حول تأثيره، سواء على الحسابات التي تحكمت بقرار إسرائيل تنفيذ عملية الاغتيال ضمن الجغرافيا السورية، او على الخيارات المضادة التي سيتخذها «حزب الله» لجهة ما إذا كان سيرد من سوريا أم من لبنان أم من خارج هاتين الساحتين، وهل سيكون الرد سريعاً أم لا، وهل سيتخذ شكل عملية أمنية أم مواجهة عسكرية، وهل سيتولى «حزب الله» حصراً الرد أم كل محور المقاومة، وما هي إمكانية أن تتدحرج التطورات نحو حرب مفتوحة وواسعة؟
وفق تقديرات أوساط قريبة من حزب الله، فإن الرد «حتمي» على الاعتداء الإسرائيلي، «لكن الحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك وهو سيأخذ الوقت الذي يراه مناسباً لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان الصادر ليل أمس عن الحزب والذي اكتفى بنعي الشهداء، تاركاً باب التأويل مفتوحاً».
وأشارت الأوساط الى أنه «إذا كانت المقاومة قد ردت على استشهاد أحد مقاوميها في عدلون بعميلة نوعية في شبعا، فإن استهداف ستة من كوادرها وعناصرها في القنيطرة سيلقى رداً موجعاً وغير نمطي بحجم الاستهداف، لكنه على الأرجح سيكون مضبوطاً تحت سقف عدم الاندفاع الى حرب شاملة، مع الاستعداد لأسوأ السيناريوهات في حال تهورت إسرائيل وقررت خوض مغامرة غير محسوبة.. ما بعد حافة الهاوية».
وبالتأكيد، لا يمكن فصل خيارات «حزب الله» عن مسار الكلام الذي أدلى به السيد حسن نصرالله خلال مقابلته التلفزيونية الاخيرة، حين أكد «أن الضربات الإسرائيلية لأهداف في سوريا هي استهداف لمحور المقاومة والرد عليها أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت». وأضاف: إذا كانت حسابات الإسرائيلي تقوم على أساس أن المقاومة أصابها وهن او ضعف وأنها مستنزفة أو أنه تم المس بقدراتها وجهوزيتها فهو مشتبه تماماً، وسيكتشف لو بنى على هذه الحسابات، أنه يرتكب حماقة وليس خطأ كبيراً.
توجس اسرائيلي
وإذا كانت بعض التفسيرات لدوافع العدوان الإسرائيلي قد وضعته في سياق «تصعيد خطير»، إلا أن هناك من يرجح أن يكون الهدف الإسرائيلي هو إبلاغ «حزب الله» بأنه تجاوز الخطوط الحمر للصراع (وفق الترسيم الإسرائيلي)، من خلال تواجده العسكري في الجولان، وأن عليه أن يعود الى قواعد اللعبة التقليدية، في الجنوب.
وكان مصدر أمني إسرائيلي قد أعلن لوكالة الصحافة الفرنسية عن أن «مروحية إسرائيلية شنت غارة على عناصر إرهابية في سوريا كانوا يعدون لشن هجمات على إسرائيل»، في حين عتمت الرقابة العسكرية على العملية.
ورفع جيش الاحتلال الإسرائيلي استنفار قواته، داخل مزارع شبعا والجولان المحتليْن، فيما أفادت مصادر أمنية متابعة للوضع الحدودي أن تعزيزات إسرائيلية سُجلت في اتجاه خطوط التماس في المزارع والجولان، في ظل تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي من دون طيار في اجواء جبل الشيخ والمزارع.
وبينما لم تعقب إسرائيل بشكل رسمي على عملية الاغتيال، قال وزير الحرب موشيه يعلون في حديث إذاعي: إذا كان «حزب الله» يقول إن رجاله قتلوا في العملية، فليشرحوا لنا ماذا يفعلون في سوريا.
وأضاف: كلما حصل شيء في المنطقة يتهموننا. لست معنياً في التطرق إلى ذلك. سمعنا خطاب حسن نصر الله الأسبوع الماضي، وقد نفى وجود قوات لـ «حزب الله» في هضبة الجولان. إذا كان ذلك صحيحاً، فعليه أن يشرح.
وألمح الجنرال المتقاعد يوآف غالانت إلى أن توقيت الهجوم الذي شنته إسرائيل في الجولان السوري مرتبط بالانتخابات الإسرائيلية.
وقال غالانت، الذي انضم مؤخراً إلى حزب «كولانو» الجديد بقيادة موشي كحلون، في حديث الى القناة الثانية إنه «بالنظر إلى أحداث وقعت في الماضي هناك توقيت أحياناً لا يمكن نفي صلته بالانتخابات».
واستذكر غالانت عملية اغتيال قائد «كتائب القسام» أحمد الجعبري في العام 2012، وقال إن «توقيت الاغتيال كان يمكن أن يكون قبل ذلك. كنت قائداً للمنطقة (الجنوبية) لفترة خمس سنوات قبل ذلك، وتوفرت العديد من الفرص لتنفيذ الاغتيال. نصحت حينها مراراً بالتنفيذ، ولكن لسبب ما لم تنفذ العملية في تلك المواعيد».
واعتبر المحلل العسكري الاسرائيلي ألون بن ديفيد ان الهجوم على موكب «حزب الله» سيرتب معادلة جديدة.
وأفادت القناة العاشرة الإسرائيلية أن السؤال الذي يشغل بال إسرائيل هو أين وكيف سيرد نصرالله، مع تقدير بأن الرد حتمي لكنه ليس فورياً ولن يكون عبر حرب.
ورأت أنه «بالإضافة الى تسلح الحزب الكبير فإن ما قام به في السنة الأخيرة، هو بناء قوة هجومية، فإحدى عبَر الحزب من عملية الجرف الصامد، هي مبدأ بن غوريون بنقل الحرب الى أراضي العدو، وهو يبني قدرة للدخول بقوات كبيرة الى إسرائيل والسيطرة على مستوطنة، وليس عشرة مقاتلين عبر نفق. إنه يشعر بالثقة لأنه يقوم بذلك في سوريا حيث يراكم ثقة بالنفس وخبرة قتالية».
وأضافت «هو يعرف كيف يقوم بهذا، لذلك فإنه يشكل تحدياً إضافياً للتحدي الصاروخي الذي هددنا لسنوات، بحيث أنه بصراحة يوجد أمامنا منظمة من الناحية العسكرية تضع أمام إسرائيل تحديات لسنا متأكدين أن الأجوبة عليها ممتازة وقادرة بصورة سهلة على حل المسألة، فهناك منظمة مسلحة صاروخياً مع قدرة على إصابة كل أنحاء إسرائيل بواسطة صواريخ ثقيلة وأيضاً قدرة هجومية بحيث سيحاول الحزب في كل مواجهة مستقبلية الوصول الى الجليل».
واعتبرت القناة الاولى الاسرائيلية ان ما حصل هو تثبيت لمقولة انه أصبحت هناك جبهة شمالية واحدة.
ورأت القناة الثانية الاسرائيلية ان «حزب الله» سيلملم جراحه وسيرد، إنما ليس بشكل فوري وأوتوماتيكي، مشيرة الى ان مستوطني الجليل والجولان خائفون من رد محتمل.
تجدر الإشارة الى أن مصدراً عسكرياً سورياً قال إنه «في إطار دعم المجموعات الإرهابية قامت مروحية إسرائيلية ظهر أمس بإطلاق صاروخين من داخل الأراضي المحتلة باتجاه مزارع الأمل في القنيطرة ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء وإصابة طفل بجروح بليغة».
كلمة لنصرالله؟
.. ما بعد اعتداء القنيطرة ليس كما قبله. ووحده السيد نصرالله، سيرسم معالم المرحلة المقبلة في كلمته المرتقبة خلال التشييع الحاشد للشهداء، وما على العدو والصديق إلا الانتظار قليلا.
النهار: ضربة القنيطرة أخطر رسالة إسرائيلية إقليمية
سقوط 6 كوادر من “حزب الله” بينهم نجل مغنية
ومن جهتها، كتبت صحيفة “النهار” تقول “الى أين تتجه الاحداث في سوريا والمنطقة؟ هذا هو السؤال الابرز منذ الاعلان عن مقتل ستة من كوادر “حزب الله” اللبناني بينهم جهاد مغنية نجل القائد العسكري الراحل في الحزب عماد مغنية في غارة اسرائيلية شنتها مروحية على قافلة كانوا ضمنها بمحافظة القنيطرة قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة أمس. وجاءت الغارة الجوية بعد تأكيد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في مقابلة مع قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها الخميس، ان الغارات الاسرائيلية على أهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي “استهداف لمحور المقاومة” والرد عليها “أمر مفتوح” و”قد يحصل في أي وقت”.
ووقت تتركز الانظار على الطريقة التي سيرد بها “حزب الله” وعلى التوقيت الذي سيختاره، شكلت الغارة الاسرائيلية أخطر ضربة توجهها اسرائيل الى الحزب في سوريا لما ستتركه من تداعيات عسكرية على الارض قد تدفع بالازمة السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات، الى انفجار اقليمي شامل يعيد خلط الاوراق في منطقة الشرق الاوسط برمتها. ولا يمكن فصل الغارة الاسرائيلية عن سياق الاحداث الاقليمية الجارية. فقد اختارت اسرائيل التوقيت وقت كان مفاوضون من ايران ومجموعة دول 5+1 يعاودون الجلوس معاً في محاولة للتوصل الى اتفاق على البرنامج النووي الايراني، تؤكد معلومات من واشنطن ان كلاً من اميركا وايران يريدان انجازه ضمناً في اذار عوض الموعد المستهدف في الاول من تموز. كما أتت الغارة قبل شهرين تقريباً من موعد الانتخابات الاسرائيلية العامة التي يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلالها الى الفوز بولاية رابعة، فيما لا يخفي الاخير معارضته لأي اتفاق نووي مع ايران.
الوقائع
وقال “حزب الله” في بيان، انه “اثناء قيام مجموعة من مجاهدي حزب الله بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الامل في منطقة القنيطرة السورية، تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الاسرائيلي مما أدى الى استشهاد عدد من الاخوة المجاهدين الذين سيعلن عن اسمائهم لاحقاً بعد ابلاغ عائلاتهم الشريفة”.
وفي بيان لاحق أوضح “حزب الله” انه “بإيمان واحتساب وفخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية في لبنان الى شعبها الوفي وامتها الابية كلاً من الشهداء الابرار التالية اسماؤهم:
1ـ الشهيد القائد محمد احمد عيسى “أبو عيسى”
مواليد: عربصاليم 1972 م / متأهل / 4 أولاد
2ـ الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية “جواد”
مواليد: طيردبا 1989 م / عازب
3ـ الشهيد المجاهد عباس ابرهيم حجازي ” السيد عباس”
مواليد: الغازية 1979 م / متأهل / 4 أولاد
4ـ الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن “كاظم”
مواليد: عين قانا 1985 م / عازب
5ـ الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي “دانيال”
مواليد: الخيام 1988 م / متأهل / ولد واحد
6ـ الشهيد المجاهد علي حسن ابرهيم “ايهاب”
مواليد: يحمر الشقيف 1993 م / عازب.”
وأفاد مصدر مقرب من الحزب ان محمد عيسى هو أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا. ومعلوم ان عماد مغنية اغتيل عام 2008 في دمشق بتفجير سيارة. وحمل “حزب الله” اسرائيل مسؤولية اغتياله. واستهلت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” نشرة أخبارها المسائية بأن “اسرائيل تلعب بالنار وان جنون العدو من تطور قدرات حزب الله العسكرية قد تدفعه الى مغامرة مكلفة تجعل الشرق الاوسط برمته على المحك”.
ونسبت وكالة “الاسوشيتدبرس” الاميركية الى مسؤول في “حزب الله” ان مقاتلي الحزب في مدن الجنوب اللبناني وقراه قد وضعوا في حال تأهب.
وبث التلفزيون السوري الرسمي انه “في اطار دعم المجموعات الارهابية، قامت مروحية اسرائيلية ظهر اليوم (أمس) باطلاق صاروخين من داخل الاراضي المحتلة باتجاه مزارع الامل في القنيطرة مما أدى الى ارتقاء ستة شهداء”.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن “خمسة قياديين في حزب الله اللبناني بينهم نجل عماد مغنية القائد العسكري السابق لحزب الله اللبناني، إضافة الى قيادي في الحرس الثوري الإيراني قضوا في قصف الطائرة الإسرائيلية لمنزل وسيارتين أمام المنزل في منطقة مزرعة الأمل بريف القنيطرة، حيث كانوا في المنطقة من أجل التخطيط للقيام بعمليات عسكرية على الشريط الحدودي مع الجولان”.
واورد موقع “تابناك” الاخباري الايراني شبه الرسمي إن عدداً من أفراد الحرس الثوري “الباسدران” قتلوا أيضاً في الهجوم من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقال التلفزيون الايراني الرسمي إنه لم يتسن التأكد من هويات “الشهداء”.
“اسرائيل”
وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الامر، لكن موقع “واي نت نيوز” الإسرائيلي نقل عن مصدر عسكري إسرائيلي أن الهجوم استهدف “ارهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل”.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأشخاص الذين قتلوا كانوا يخططون لمهاجمة بلدات في شمال إسرائيل أو الاستيلاء عليها. وقال مصدر في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية إن جهاد مغنية كان ضابطاً خطيراً في “حزب الله” .
وقالت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان هناك استعداداً وجاهزية في مستوطنات الشمال، ولكن لم يصل الامر الى حد فتح الملاجىء. واكدت ان مستوطني الجليل والجولان خائفون من رد محتمل من “حزب الله”. واشارت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي الى “حركة جوية كثيفة في الشمال وتعزيز للقوات فضلاً عن الطلب من قوات الجهوزية في المستوطنات البقاء قرب مستوطناتهم”.
واعلنت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية انه بعيد الغارة “كثف الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي طلعاته الاستكشافية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين”. واضافت ان تكثيف الطيران “تزامن مع تحركات غير عادية لقوات الاحتلال الاسرائيلية في مواقعها الامامية، المتاخمة للمناطق المحررة، وعلى طول جبهة مزارع شبعا المحتلة”.
ويشيع “حزب الله” كوادره الذين سقطوا في القنيطرة بعد ظهر اليوم.
الاخبار: حماقة اسرائيلية: نحو قواعد جديدة لـ«اللعبة»
وبدورها، كتبت صحيفة “الاخبار” تقول “هي أقرب الى حماقة كبيرة، من كونها مقامرة. في إسرائيل من اتخذ القرار الخطأ باختبار المقاومة. ولأن الأمور تسير على هذا النحو من الخطورة، فإن السؤال عن اليوم التالي بات سؤالاًً إسرائيلياً بامتياز. إنه السؤال الذي ينطلق من ثوابت أن أي عدوان ابتدائي يقوم به العدو، هو دعوة صريحة للمقاومة للقيام بما تراه مناسباً، في سياق فرض قواعد جديدة لما يسمى مجازياً «اللعبة».
والحماقة التي لا يمكن وصفها بالخطوة الجريئة، تنقصها الحكمة الكافية، بل ربما تنقصها الحيلة أيضاً. لأن لجوء العدو الى عدوان صريح، وشنّ طائراته غارة مباشرة على سيارات تقل عدداً من كوادر المقاومة الإسلامية ومجاهديها في مناطق محاذية للجولان المحتل، يعني أن العدو لا يملك ساعة يشاء الأدوات التي لجأ إليها خلال السنوات الماضية، عندما أقدم على عمليات اغتيال لمقاومين، لكن من خلال عمليات أمنية، جعلته غير مضطر الى تحمل مسبق للمسؤولية عن الجريمة، وعن رد الفعل الآتي عليها.
المقاومة، نعت ستة من الشهداء، أبرزهم القائد الميداني محمد أحمد عيسى، وجهاد مغنية، نجل القائد العسكري السابق في المقاومة الشهيد عماد مغنية، وأربعة من العاملين ضمن تشكيلات المقاومة المنتشرة في بعض مناطق سوريا. وجاء استشهادهم إثر قصف بصاروخين أطلقتهما مروحية إسرائيلية على سيارات تقلهم على طريق داخل منطقة القنيطرة.
بيان المقاومة لم يضف على النعي أي عبارة سياسية تعكس تفكير قيادة المقاومة في الخطوة التالية. لكن كل الأجواء التي سادت إثر الجريمة، وطبيعة الاستنفار القائم من جانب العدو، ثم استنفار دبلوماسي لم يظهر بكامل عناصره بعد، بغية احتواء الموقف، تدل على أمر واحد، وهو أن المقاومة سترد، وسيكون ردّها موصوفاً أيضاً. وسيشهد العدو وجنوده وشعبه على رد واضح، لا حاجة لأحد للبحث عن شكله وكيفيته وتوقيته ومكانه.
على أن الأسئلة الرئيسية التي واكبت عدوان أمس، ركزت على الأسباب التي وقفت خلف هذه المغامرة الإسرائيلية: هل هي في سياق دعم العدو للمجموعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية؟ هل هي في سياق توجيه رسالة الى حزب الله لكي يحدّ من انخراطه في معركة الدفاع عن الخيار السياسي الذي تمثله الحكومة السورية؟ هل هي في سياق مواجهة ذات بعد استراتيجي بين إسرائيل وحزب الله بعدما بات الجميع يتصرف على أساس وحدة الجبهة الشمالية بين لبنان وسوريا من جهة، وبين العدو من جهة ثانية؟ هل هي في سياق انفعال إسرائيلي مرتبط بالانتخابات الداخلية، أو الحوار الأميركي ــ الإيراني، أو بغية إدخال عناصر جديدة تعيد إسرائيل الى المشهد الإقليمي الذي تديره الولايات المتحدة مباشرة؟
سيكون أمام الجميع، وخصوصاً أمام قيادة المقاومة، ما تحتاج إليه من وقت لرسم الإطار المنطقي لما جرى أمس بالقرب من الجولان، وهو الإطار الضروري لرسم إطار الرد المطلوب، ولوضع سياق له، يناسب حتماً، مصلحة محور المقاومة قبل أي شيء آخر.
الأخبار: دم القنيطرة يُقَرِّب المقاومة من الجليل!
وفي مقال آخر لصحيفة الأخبار، قال الكاتب “فراس الشوفي”: خرقت إسرائيل كلّ الخطوط الحمراء التي تمّ إرساؤها خلال العامين الأخيرين، بإقدامها على اغتيال مجموعة من كوادر المقاومة في الجنوب السوري. واختيار ميدان القنيطرة تحديداً، أبعد من «الاستطلاع بالنيران» الذي أجرته إسرائيل أمس لاختبار مدى جديّة محور المقاومة بالردّ على الاعتداءات الصهيونية في سوريا ولبنان.
إذ يأتي الاعتداء بعد أيام على مقابلة الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله، وحديثه عن المقاومة في الجولان وقدرة المقاومة على الدخول إلى الجليل، والتعاون العلني بين إسرائيل و«جبهة النصرة». وإذا كان اغتيال الشهيد حسن حيدر عبر تفجير جهاز تنصّت إسرائيلي في بلدة عدلون الجنوبية في تشرين الأول الماضي، استدعى ردّاً مباشراً من المقاومة في مزارع شبعا، فلا شكّ بأن إسرائيل لديها يقين بأن المقاومة ستردّ على اعتداء أمس، ردّاً موجعاً.
منذ الصباح الباكر، لم تغب طائرات الاستطلاع الإسرائيلية عن أجواء الجولان المحرّر وجبل الشيخ. وحوالي الساعة 12 ظهراً، كانت مجموعة كوادر المقاومة (بينهم القيادي الشهيد محمد عيسى الملقّب بأبو عيسى، والشهيد جهاد عماد مغنية)، تتحرّك بسيارتي «شيروكي» و«كيا سيراتو» على طريق حرفا ــ حضر في القطاع الشمالي من محافظة القنيطرة على مقربة من منطقة «مزارع الأمل» ، التي تبعد حوالي 7 كلم عن الحدود مع الجولان المحتل، في زيارة استطلاعية للمناطق المتاخمة للحدود. وبعد عبور السيارتين مسافة 400 متر من مقرّ القوات الدولية العاملة في الجولان «أندوف» باتجاه حضر، قبل مقرّ «الدفاع الوطني»، أغارت مروحية إسرائيلية على الموكب بصاروخين موجّهين، أديا إلى استشهاد أفراد المجموعة.
وهذا ليس الاغتيال الأول من نوعه في هذه المنطقة، وبالوسيلة نفسها. إذ استهدفت مروحية إسرائيلية في 17 حزيران الماضي، سيارة الشهيد موفّق بدرية (ابن بلدة حضر، أحد كوادر المقاومة السورية في الجولان)، بصاروخ موجّه على طريق بلدة مقروصة القريبة، على خلفية استهداف مواقع للعدو في الجولان المحتل بالقصف الصاروخي.
خلال العام الأخير، توسّع النشاط الإسرائيلي في محافظتي القنيطرة ودرعا عبر دعم الجماعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح. وتعدّى الدعم الإسرائيلي معالجة الجرحى وتقديم المعلومات للمسلحين عن مواقع الجيش السوري، إلى توجيه إرهابيي «النصرة» و «لواء شهداء اليرموك» وجماعات أخرى لإسقاط مواقع معينة بطريقة منهجية، بدءاً بـ «التلول الحمر الشرقية والغربية» في القطاع الأوسط من القنيطرة وقريتي الحميدية والقحطانية، وصولاً إلى «تل الحارة» الاستراتيجي، الذي قامت «النصرة» بنقل محتوياته إلى داخل الكيان الصهيوني عبر معبر القنيطرة في وضح النهار. حتى أن بعض قادة المجموعات المسلحة و«النصرة» يحملون هواتف بأرقام خلوية إسرائيلية كمحمد البريدي قائد «لواء شهداء اليرموك» والقيادي في «النصرة» المعروف بـ «أبو الدرداء»، بالإضافة إلى مراسل «قناة أورينت» في القنيطرة، للتواصل المباشر مع ضباط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان). وعدا عن قيام إسرائيل بإسقاط طائرة ميغ 23 سورية قبل أشهر خلال قيامها بغارات على مواقع المسلحين، قامت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية من موقعي «تل الفرس» و «تل أبو الندى»، في الجولان المحتل، بالتدخل مرات عدة لاستهداف مرابض مدفعية وصواريخ للقوات السورية خلال المعارك مع الجماعات المسلحة، لا سيّما مقرّ اللواء 90 في منطقة «الكوم». ومع ذلك، يفشل المسلحون منذ أشهر بالتقدم في مدينتي خان أرنبة والبعث في القنيطرة. وتشير معلومات الأجهزة الأمنية السورية وجهاز أمن المقاومة، بالإضافة إلى استخبارات الجيش اللبناني، إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل بشكلٍ حثيث على إعداد «قوائم أمنية» وخلق شبكات من العملاء من عناصر الجماعات المسلحة، على غرار عملاء جهاز الـ 504 في جنوب لبنان، عبر تجنيد الجرحى الذين يعالجون في مستشفى صفد، بالإضافة إلى مستشفى «بوريا» قرب بحيرة طبريا، وآخرين في الأراضي المحرّرة وقرى الجولان.
في المقابل، لم يكن خافياً خلال العام الماضي، سعي المقاومة وأجهزة الأمن السورية الى تشكيل قوّة مدرّبة ومجهّزة من أبناء قرى الجولان، تستطيع الدفاع عن القرى القريبة من الحدود مع الجولان المحتل وفلسطين المحتلة من هجمات الإرهابيين، وكذلك قوّة أخرى مخصّصة لتنفيذ عمليات مقاومة انطلاقاً من الجولان وجبل الشيخ ضدّ العدو الإسرائيلي حصراً. وهذا بالمناسبة ليس حكراً على المقلب السوري من جبل الشيخ، فالمعلومات الآتية من المقلب اللبناني للجبل، تشير إلى أن حاصبيا وشبعا لن تكونا في أي معركة مقبلة مع إسرائيل، مختلفتين عن قرى وسط وغربي الجنوب اللبناني لجهة ضراوة القتال ضد القوات الإسرائيلية .
مصادر أمنية معنية في القنيطرة تؤكّد أن «اغتيال عدد من قادة العمل الميداني لا تضعف العمل في الجولان، بل على العكس، فدماء الشهداء تزيد المقاومين إصراراً، وهناك قرار واضح في محور المقاومة للتعامل مع الواقع الإسرائيلي في الجنوب السوري على قاعدة الجنوب اللبناني». ويقول المصدر إن « إسرائيل لم يعد باستطاعتها فصل الجبهات، من الناقورة إلى الجولان والسويداء كما أنها لا تستطيع منع المقاومة من دخول الجليل في الحرب المقبلة». و«الردّ على جريمة اليوم (أمس) قريبٌ جداً»، يجزم المصدر.”
اللواء : كيف سيردّ حزب الله على إعتداء القنيطرة؟
تشييع الشهداء الستة اليوم .. واستنفار إسرائيلي واسع على الحدود مع لبنان وسوريا
وكتبت صحيفة “اللواء” تقول “أحدث الاعتداء الاسرائيلي الخطير، والذي أدى الى استشهاد جهاد مغنية (نجل الشهيد عماد مغنية) مع الشهيد محمد عيسى المسؤول الميداني عن ملفّي سوريا والعراق، إلى جانب أربعة شهداء من كادرات الحزب، هم عباس ابراهيم حجازي ومحمد على حسن أبوالحسن وغازي علي ضاوي وعلي حسن ابراهيم، والقيادي الإيراني أبوعلي الطبطبائي، واقعاً أمنياً وعسكرياً وسياسياً، أخذت معالمه بالظهور، مع الساعات الأولى لبيان «حزب الله» الذي وضعته على شريطها الإخباري «عاجل» قناة «المنار» من أن صاروخاً من مروحية اسرائيلية استهدف «مجموعة من مجاهدي الحزب كانت تتفقد ميدانياً بلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين».
وفيما امتنع الجيش الاسرائيلي عن إصدار أي بيان رسمي عن الغارة، إلا أن مصدراً أمنياً إسرائيلياً أبلغ وكالة «فرانس برس» أن اسرائيل شنت غارة جوية بواسطة مروحية على عناصر وصفها المصدر «بالإرهابية»، مشيراً إلى أن طائرة اسرائيلية من دون طيار حلقت في المنطقة أثناء الغارة، فيما انقلب المشهد رأساً على عقب على طول خط النار من مزارع شبعا إلى رأس الناقورة.
وذهبت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي الى الإشارة أن «السنوات الطيبة لإسرائيل على الحدود الشمالية انتهت»، وأن حزب الله «يستعد لنقل الحرب إلى أراضي العدو»، وأنه «اكتسب في قتاله في سوريا خبرة قتالية وثقة بالنفس، وهو يعرف كيف يحتل قرية وكيف يحتل بلدة»، في إشارة إلى ما كان أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل ثلاثة أيام، من أنه «قد يأتي يوم تطلب فيه قيادة المقاومة من المقاتلين تحرير الجليل».
أما قناة «المنار» فاعتبرت الغارة الاسرائيلية «ضرباً من الجنون» و«لعباً بالنار»، من تطور قدرات حزب الله العسكرية، «قد تدفع اسرائيل إلى مغامرة مكلفة تجعل الشرق الأوسط برمته على المحك».
كيف سيتصرّف حزب الله؟
وفقاً لخبراء ومحللين استراتيجيين، فإن العملية شكّلت ضربة مفاجئة وصدمة للحزب، وإن كانت متوقعة في سياق المواجهة المفتوحة بين الطرفين، وهي تأتي بعد المقاربة العلنية لما يمكن عليه أن يكون موقف «حزب الله» فيما لو استمر القصف الاسرائيلي المتكرر على أهداف في سوريا، حيث اعتبر السيد نصر الله أن هذا القصف هو خرق كبير، مشيراً إلى أن ضرب أي هدف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة، وليس فقط استهدافاً لسوريا.
وفي المقابلة نفسها، قال نصرالله: «لم يقدم أحد التزاماً بأن الاعتداءات على سوريا ستبقى من دون ردّ، وهذا حق محور المقاومة».
واستطرد نصر الله قائلاً، وهنا مكمن الإجابة عن كيفية ردّ الحزب: «ولكن متى يمارس هذا الحق، هذا خاضع لمعايير ستؤخذ في الاعتبار».
تجدر الإشارة إلى أن غارة يوم أمس كانت سبقتها إسرائيل بغارة في الشهر الماضي قرب مطار دمشق في بلدة الديماس، عند الحدود مع لبنان وهي اغارت مرات عدّة على ما وصفته اهداف لحزب الله، تتمثل بنقل صواريخ من سوريا الى لبنان.
واليوم يشيع حزب الله شهداءه الستة، وسط تعبئة غير مسبوقة، وتوعد بالرد على العملية، بعدما ارتفعت حال التأهب عند جانبي الحدود، فيما وصف الجنرال الإسرائيلي يو اف جالنيط في حديث للقناة الإسرائيلية الثانية، العملية بأنها «ليست صدفة وذات صلة بالانتخابات الاسرائيلية»، مذكراً باغتيال قائد كتائب القسام في غزة أحمد الجعبري في العام 2012.
اما لبنانياً، فلم تصدر أي ردة فعل رسمية أو سياسية، باستثناء تغريدة من النائب سليمان فرنجية على «تويتر»، قال فيها: «قافلة جديدة من شهداء المقاومة باستهداف مباشر من العدو يزيد المقاومة صلابة ويزيدنا دعماً لها»، فيما وصف رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل الغارة الإسرائيلية على القنيطرة بأنه «شيء خطير»، معزياً الحزب بشهدائه وأهاليهم، لكنه سأل: إلى أي مدى سنورّط لبنان بحروب أكبر منه، فهل نريد لبنان أم سوريا أم العراق؟ أم نريد لبنان المتماسك مع بعضه البعض؟
وقال: «علينا الا نستفز الشيطان لأنه متربص بنا أينما كان، ما لنا بالجولان، فلنحصن ساحتنا في الداخل».
مجلس الوزراء
في غضون ذلك، لم تشأ مصادر وزارية التأكيد ما إذا كان مجلس الوزراء سيناقش في جلسته الخميس المقبل، موضوع الغارة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن التطورات العسكرية التي يمكن أن تحدث من الآن وإلى الخميس، يمكن أن تحدد مسار المناقشات، علماً ان موضوعاً آخر طرأ على مسار الأحداث يتعلق بمواقف «حزب الله» من البحرين، والتي اثارت موجة من الانتقادات الرسمية، أبرزها من رئيس الحكومة تمام سلام الذي أكّد حرصه على العلاقات الأخوية بين لبنان ومملكة البحرين، مشيراً إلى ان الكلام الذي يصدر عن أي جهة سياسية لبنانية في حق البحرين (في إشارة الى كلام نصر الله) لا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية»، موضحاً أن «الموقف الرسمي للبنان من القضايا العربية والدولية تعبّر عنه الحكومة التي ينطق باسمها رئيس مجلس الوزراء وليس أي جهة سياسية منفردة».
وفي تقدير مصدر وزاري أن موقف الرئيس سلام كان لوضع النقاط على الحروف في مسألة البحرين، ولا داعي بالتالي لإثارة قضايا حسّاسة، في ظل التطورات الامنية الخطيرة، ولا سيما الغارة الإسرائيلية على القنيطرة واستشهاد ستة من كوادر الحزب الرئيسيين، مع أن الغارة في حدّ ذاتها قد تثير مواقف سياسية من خصوم الحزب الذين يعارضون قتاله في سوريا.
إلى ذلك، اشارت مصادر وزارية لـ «اللواء» انه يفترض بمجلس الوزراء الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاطي مع الملفات المؤجلة، بعد نجاحه في بت مسألة النفايات الصلبة، بحيث يُصار إلى بت ما هو ضروري منها، وكان مصيره التأجيل في فترات سابقة، مشيرة إلى ان التحرّك السريع نحو حلحلة ملف النفايات يجب ان ينسحب على باقي المواضيع، ومنها موضوع الخليوي.
وعلمت «اللواء» أن أي اجتماع للجنة المكلفة البحث بملف الخليوي لن يعقد اليوم في السراي، غير أن جدول مواعيد لقاءات الرئيس سلام لحظ لقاء بينه وبين وزير الاتصالات بطرس حرب.
المستقبل: سقوط نجل مغنية وقياديين ميدانيين في غارة القنيطرة.. وارتفاع منسوب التوتر على جبهة الجنوب
ضربة إسرائيلية غير مسبوقة لـ«حزب الله» في الجولان
وكتبت صحيفة “المستقبل” تقول “نهاية أسبوع استفزازية في الجنوب مع الاعتداء الإسرائيلي بالقنابل المسيلة للدموع على مركز للجيش اللبناني في عيتا الشعب، ودموية في الجولان مع الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بشكل مباشر وغير مسبوق مجموعة من قياديي «حزب الله» الميدانيين في منطقة القنيطرة السورية. وبينما بادر الحزب إلى الإقرار بسقوط عدد من أعضاء المجموعة وآثر بدايةً التريث في إعلان أسمائهم ريثما يقوم بإبلاغ عائلاتهم، سرعان ما عاد فأصدر بياناً رسمياً بأسماء ضحاياه ومن بينهم جهاد مغنية نجل عماد مغنية أبرز قياديي الحزب العسكريين السابقين الذي كان قد اغتيل في حي كفرسوسة في دمشق عام 2008، بالإضافة إلى سقوط محمد عيسى الملقب «أبو عيسى» وهو القيادي الأعلى رتبة في المجموعة المستهدفة بغارة القنيطرة وأحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا في «حزب الله» بحسب ما أوضح مصدر مقرّب من الحزب لوكالة الصحافة الفرنسية، في وقت برز إعلان وكالة أنباء «الأناضول» التركية «مقتل إيرانيين في الغارة الاسرائيلية».
وإذ لوّح «حزب الله» في أول رد إعلامي على غارة القنيطرة بأنّ «جنون العدو الإسرائيلي قد يدفعه إلى مغامرة مكلفة تجعل أمن الشرق الأوسط برمته على المحك» وفق ما جاء في افتتاحية نشرة أخبار «المنار» الناطقة باسم الحزب، إرتفع في أعقاب الغارة الإسرائيلية منسوب التوتر والاستنفار والترقب على جبهة الجنوب وسط تحليق حربي واستطلاعي إسرائيلي مكثّف فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان بالتزامن مع تحركات غير عادية لقوات الاحتلال عند المواقع الأمامية على طول الشريط الحدودي قبالة البلدات اللبنانية.
نعي «حزب الله»
وبعدما كان «حزب الله» قد أوضح في بيان صادر عن علاقاته الإعلامية أنه «أثناء قيام مجموعة من مجاهدي الحزب بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في منطقة القنيطرة السورية، تعرّضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الاسرائيلي، مما ادى الى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين الذين سيعلن عن اسمائهم لاحقا بعد إبلاغ عائلاتهم الشريفة»، عاد الحزب فأصدر ليلاً بيان نعي رسمياً جاء فيه: بإيمان واحتساب وفخر واعتزاز تزفّ المقاومة الإسلامية في لبنان إلى شعبها الوفي وأمتها الأبية كلاً من الشهداء الأبرار التالية أسماؤهم: الشهيد القائد محمد أحمد عيسى «أبو عيسى»، الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية «جواد»، الشهيد المجاهد عباس ابراهيم حجازي «السيد عباس»، الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن «كاظم»، الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي «دانيال» والشهيد المجاهد علي حسن ابراهيم «إيهاب».
.. واستفزاز إسرائيلي للجيش
وكان قد أصيب صباح أمس ثلاثة عسكريين في الجيش اللبناني بحالات ضيق تنفّس جراء إلقاء دورية إسرائيلية قنبلتين مسيلتين للدموع باتجاه نقطة للجيش في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، وأوضحت قيادة الجيش في بيان أنّه «داخل الأراضي اللبنانية من ناحية الأراضي الفلسطينية المحتلة مقابل بلدة عيتا الشعب ومركز الحدب التابع للجيش، حضرت أربع آليات للعدو الإسرائيلي حيث أقدم عناصرها على رمي قنبلتين مسيلتين للدموع قرب السياج التقني، فتسرب الدخان والغاز بإتجاه المركز المذكور ما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بضيق تنفّس».
وفي بيان آخر، أعلن الجيش أنّ «طائرة استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي خرقت عند الساعة 8,45 الأجواء اللبنانية من فوق بلدة كفركلا، ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق رياق، بعلبك، المتن وكسروان، ثم غادرت الأجواء عند الساعة 13,00 من فوق البحر مقابل الناقورة».”
البناء :المنطقة في ربع الساعة الأخير على حافة الحرب؟
الجولان يلاقي جنوب لبنان كخط مواجهة بين المقاومة والاحتلال
6 شهداء لحزب الله نتيجة غارة «إسرائيلية»… وتل أبيب تتحسّب للردّ
أما صحيفة البناء فكتبت تقول “هل دخلت المنطقة النفق المظلم الذي يؤدّي إلى حرب شاملة، أم هي عملية اللعب على حافة الهاوية تلجأ إليها «إسرائيل» في محاولة لتغيير قواعد اللعبة التي أخرجتها من بين اللاعبين الكبار، أم هو الجواب على كلام قائد المقاومة السيد حسن نصرالله، بأنّ اللعبة انتهت في المنطقة، بالقول بالنار إنّ اللعبة لم تنته، أم هي مجرّد حملة انتخابية يخوضها بنيامين نتنياهو بمغامرة أو مقامرة بعدما تيقن من خسارته الانتخابات فيخوضها على طريقة شمشون، وفقاً لمعادلة عليّ وعلى أعدائي يا ربّ، أم هي بداية بديل العجز «الإسرائيلي» بين الفشل العسكري والسياسي في خوض خيارات الحرب والسلم، بنقل المواجهة من الجبهة اللبنانية مع المقاومة حيث موازين الردع تضع خيار الحرب الشاملة حتمية لا مفرّ منها، إلى الجبهة السورية حيث وجود الجيش السوري والمقاومة محكوم باعتبارات الحرب الدائرة مع الإرهاب، وبالاعتبارات والأولويات التي تفرضها تلك الحرب، وبالتوقيت الذي يراعي شروط الفوز بها؟
مصادر المتابعين والمعنيين في لبنان وسورية، والذين يعبّرون عن الاستقراء السريع لما جرى على مستوى سورية والمقاومة رأت أن العملية «الإسرائيلية» التي استهدفت المقاومين من حزب الله في منطقة القنيطرة وأدت إلى استشهاد ستة منهم، خليط من كلّ ما ذكر في آن واحد.
المنطقة تقترب من النهايات الحاسمة، والمسارات المشوشة باتت تتبلور نهاياتها الواضحة، ومكانة «إسرائيل» في كلّ الملفات كسائر حلفاء أميركا، ليست مرضية ولا تتناسب مع أوهام الغرور والغطرسة لدى «إسرائيل»، فالميدان العسكري في سورية بات خالياً من فرضيات وأوهام المعارضة المعتدلة خلافاً لأحلام واشنطن، والخيار بات محصوراً بين الجيش السوري من جهة، و«داعش» و«النصرة» من جهة مقابلة، والحل السياسي صار مسقوفاً بالتسليم بشرعية الرئيس بشار الأسد خلافاً للمشيئتين التركية والسعودية، وسلمت أميركا وأوروبا بذلك وصولاً لدعم حوارات موسكو المعلوم سلفاً المسار الذي تسلكه والهدف الذي ستصل إليه، والملف النووي الإيراني حسم التفاهم حوله عملياً ولم يتبق إلا كيفيات الإعلان بما يتحمّله الأميركي داخلياً وتجاه حلفائه وحاجاته للتباطؤ بحثاً عن المخارج الأقلّ كلفة، والمقاومة التي راهنت «إسرائيل» على ضعفها أو تشتتها أو استنزافها في الحرب السورية صارت الرقم الأصعب في معادلات المنطقة وبيدها من القدرات والسلاح والرجال ما يجعلها تهديداً لا قدرة على تحمل رؤية الغد بوجوده، وهذه هي ملفات المنطقة التي تعني «إسرائيل» قبل أن تشهد الحلف العسكري الإيراني العراقي السوري، فكيف وهو يولد ويتنامى وتتسع أطره واهتماماته، وينضمّ إليه المقاومون عملياً، وتأتي غداً سنوات العافية والتسويات وقيامة الدول التي أنهكتها الحرب على الإرهاب، لتواجه «إسرائيل» ساعة الحقيقة المرة.
الخلاصة «الإسرائيلية» هي أنه لا بدّ من قطع المسارات السوداء الآتية، ولو تضمّن الأمر حداً من المخاطرة، لا بدّ من التسخين في جبهة الجولان وصولاً لشيء يشبه القرار 1701 بدفع المنطقة إلى حافة الحرب، والاحتماء بقوة وجدية وحسم وراء 1701 سوري وآخر لبناني، والانكفاء وراء الجدران داخل فلسطين، والاحتماء بيهودية الدولة.
مع هذه الخلاصة يبدو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء تائهاً ككيانه في الخيارات المرة والصعبة انتخابياً، فلا أمل لديه للفوز بتحالفات وعدد أصوات تتيح له ترؤس الحكومة المقبلة، ما لم يفعل ما يبهر الناخبين أو يتيح له، كما يتهمه خصومه، تأجيل الانتخابات بذريعة خطر الحرب.
هو ربع الساعة الأخير المليء بالمفاجآت، والمفتوح على الاحتمالات، طالما أنّ المقاومة ستردّ على العدوان الذي استهدف رجالها، وطالما أنّ الردّ على الأرجح لن يتأخر كما فهم من بيان النعي الذي زفّ شهداء المقاومة لجمهورها، من دون أن يتضمّن الإشارة إلى حق الردّ.
ففي اعتداء لافت في توقيته ومكانه أغارت مروحية إسرائيلية ترافقها طائرات تجسّس من دون طيار، مجموعة من حزب الله كانت في مهمة تفقد ميدانية لمزرعة الأمل في منطقة القنيطرة السورية. وأدى العدوان إلى وقوع ستة شهداء هم: القائد محمد أحمد عيسى، جهاد عماد مغنية، عباس إبراهيم حجازي، محمد علي حسن أبو الحسن، غازي علي ضاوي وعلي حسن إبراهيم.
واكتفى حزب الله في بيان مقتضب بنعي الشهداء من دون مقاربة مسألة الرد على العدوان.
وفيما أكد مصدر عسكري سوري الغارة مضيفاً إلى الشهداء الستة إصابة طفل بجروح بليغة، تريث الجيش «الإسرائيلي» في الحديث عن الغارة. إلا أن مصدراً أمنياً «إسرائيلياً» أكد أن «إسرائيل» شنت غارة جوية بواسطة مروحية على من وصفهم بـ»عناصر إرهابية» كانوا يعدون لشن هجمات على القسم الذي تحتله «إسرائيل» من هضبة الجولان.
وعن توقيت الاعتداء، أشار الجنرال «الإسرائيلي» يوءاف جالنيط إلى أن التوقيت ليس صدفة. وأوضح أن التوقيت له علاقة بالانتخابات الإسرائيلية، مشيراً إلى مثال على ذلك حينما اغتالت «إسرائيل» قائد كتائب القسام في غزة أحمد الجعبري عام 2012.
أما ميدانياً، فقد ساد الحذر والترقب «إسرائيل» إذ اعتبرت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن حزب الله «لن يمر على العملية من دون رد حتى وإن كانت وقعت على الأراضي السورية»، مؤكدة أن الحزب سيحاول في كل مواجهة مقبلة مع «إسرائيل» الوصول إلى الجليل.
وكثف الطيران المعادي تحليقه فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين، ورفع مستوى التأهب في السفارات في العالم. كما رفعت حال التأهب في المناطق الشمالية على الحدود مع لبنان وتعزيز القوات هناك.
وكان سبق الغارة عدوان «إسرائيلي» آخر لافت أيضاً في نوعه وتوقيته، إذ أقدمت قبل ظهر أمس دورية للعدو على إلقاء قنبلتين مسيلتين للدموع قرب مركز عسكري للجيش اللبناني في عيتا الشعب ما أدى إلى إصابة ثلاثة من جنود الجيش بضيق تنفس نتيجة تنشقهم دخان القنبلتين.
وعلى الفور أبلغ الجيش اللبناني قيادة قوات «يونيفيل» بالأمر فأرسلت فريقاً من الضباط لمعاينة ما جرى وإجراء تحقيق في الحادث ورفعه إلى القيادة.
عدوان ثلاثي الأبعاد
وأكدت مصادر عسكرية لـ«البناء «، أن «الحدثين في الجنوب والجولان مرتبطان ويشكلان سلوكاً عدوانياً واستفزازياً، قد تكون «إسرائيل» أرادت منهما استدراج واختبار رد فعل محور المقاومة عموماً وحزب الله خصوصاً، لا سيما أن العمليتين في الجنوب والقنيطرة، تأتيان بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي أظهر فيه عن قدرات جديدة للمقاومة أربكت العدو وأثرت على معنويات جيشه ومستوطنيه». وقالت المصادر: «يبدو أن إسرائيل تعمدت في العدوانين أن يكون عدوانها شاملاً الجيش اللبناني في الجنوب، والمقاومة والجيش السوري في القنيطرة».
وفي السياق، أعرب وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في حديث لقناة «المنار» أن «ما يجب أن تدركه حكومة إسرائيل أن كلفة المحافظة على الأمن الإقليمي أقل بكثير من كلفة انفلات الأمور من عقالها وتطورها بشكل سلبي، وعلى المجتمع الدولي أن يتصرف على نحو منسجم مع شرعة المنظمة الدولية، والمنظمات الدولية لم تتصرف أبداً على هذا النحو على رغم كل الخروقات الإسرائيلية في الجولان»، لافتاً إلى أن «ما يحصل الآن هو جملة من الانتهاكات ضد سورية».
في الأثناء، صد الجيش اللبناني أمس محاولة تسلل لعناصر مسلحة من «جبهة النصرة» من جرود عرسال إلى البلدة. ودار اشتباك بين الطرفين أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى من المسلحين وانكفاء المجموعة إلى المكان الذي انطلقت منه.
اعداد : قسم الأخبار – وطن اف ام
*ملاحظة : المقالات حرفية كما وردت من المصدر