سياسة

آمال الأردنيين بتحرير الطيار معاذ الكساسبة تتضاءل بعد ذهاب ورقة “ساجدة الريشاوي” لليابان!

أحبط تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مساء السبت الماضي، توقعات الأردنيين، حين صاغ صفقة جديدة للإفراج عن الرهينة الياباني المحتجز لديه الصحافي كينجي غوتو، تشترط الإفراج عن العراقية المحكوم عليها بالإعدام في الأردن منذ تسع سنوات من دون تنفيذ، ساجدة الريشاوي، والتي طمح الأردنيون إلى أن تكون جزءاً من صفقة الإفراج عن طيارهم الأسير لدى التنظيم ملازم أول، معاذ الكساسبة.

وأسقط “داعش” في فيديو الصفقة الذي بُث على “يوتيوب”، الطيار الأردني من حساباته، وظهر الرهينة غوتو، يعلن نبأ قتل زميله هارونا يوكاوا ذبحاً على يد التنظيم، بعد انقضاء مهلة 72 ساعة التي مُنحت لحكومة بلاده لدفع فدية قدرها 200 مليون دولار، مقابل إطلاق سراحهما. ويحث التسجيل الجديد طوكيو على الامتثال للطلب “العادل” والضغط على الحكومة الأردنية لإطلاق سراح الريشاوي.

التسجيل الذي أعلنت اليابان عن صحته، خلط أوراق المعادلة، وزجّ الحكومتين الأردنية واليابانية في لعبة الخيارات الصعبة، وهما اللتان تعيشان مأزقاً مشتركاً يتمثل في وجود رهائن لهما في يد التنظيم.
ومنذ أسر “داعش” الطيار الأردني في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد إسقاط طائرته خلال مشاركته في غارة على معاقل التنظيم في منطقة الرقة السورية ضمن صفوف التحالف الدولي، تداولت وسائل الإعلام، على لسان قيادات في التيار السلفي الجهادي الأردني، اسم الريشاوي، كجزء من صفقة مفترضة لتحرير الطيار، وهي الصفقة التي لم يعلن التنظيم تبنيها، ولا الدولة الأردنية، بشقيها الأمني والسياسي، حصولها.

وقبل ساعات قليلة من بث التنظيم للتسجيل، كان الشعب الأردني مجمعاً على ضرورة الإفراج عن الريشاوي في سبيل تحرير طيارهم، معتقدين أنّ الكتمان الذي يحيط ملفه، هدفه إنجاز صفقة تبادل، غير أنّ تسجيل “داعش” وضع علامة استفهام حول مصير الطيار، والجهود المبذولة لتحريره.

وتفرض السلطات الأمنية ستاراً حول ملف الريشاوي، وعندما حاولت “العربي الجديد” الحصول على الموقف الأردني، أشار مصدر أردني طلب عدم نشر اسمه، إلى أنّ حساسية الملف الذي تديره جهات أمنية، تتطلب عدم التعليق على هذا الموضوع.

ولم يعلن التنظيم عن رغبته الصريحة باستعادة الريشاوي، سوى مساء السبت، بشكل خالف رغبة الأردنيين، وداعب مشاعر اليابانيين. ويشرف مساعد وزير خارجية اليابان، ياسوهيدا ناكاياما، على إدارة غرفة عمليات من مقرّ سفارتهم في عمّان، لضمان إطلاق سراح الرهينتين اللذين خسروا أحدهما. وفي حال استرجع التنظيم “ابنته” الريشاوي، فإن ذلك سيُخسر الأردن ورقة للمفاوضة مع “داعش” لتحرير الطيار الكساسبة.

وكانت محكمة أمن الدولة الأردنية قد أصدرت عام 2006 حكماً بإعدام الريشاوي، بعد إدانتها بالمشاركة في تفجيرات فنادق عمّان عام 2005. وهي تنتمي إلى تنظيم “القاعدة في بلاد الرافدين”، الذي أعلن مسؤوليته عن تفجيرات عمّان.

وتقبع الريشاوي (45 عاماً) منذ تسع سنوات في زنزانة انفرادية في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة (نساء)، الواقع في الجنوب الغربي للعاصمة عمّان، رافضة الخروج من زنزانتها والاندماج مع غيرها من السجينات أو المشاركة في برامج التأهيل التي يقدّمها المركز للنزيلات، بحسب مصادر أمنية تحدثت إلى “العربي الجديد”.

ولم تكن الريشاوي تذكر في الفترة الماضية، إلا حين يُثير الأردنيون موضوع تفجيرات عمّان، أو عندما يتجادلون حول عقوبة الإعدام، وفي الحالتين كانوا يطالبون بإعدامها، واليوم يحرصون على حياتها لحرصهم على حياة طيارهم الأسير، لا حياة الرهينة الياباني.

العربي الجديد – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى