سياسة

العاهل الأردني يدعو لبناء تحالف عربي-إسلامي للحرب على “الإرهاب”

اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن الحرب على “الإرهاب” هي حرب عالمية ثالثة لكن بأسلوب جديد، و”سيتعايش معها جيل بأكمله”، ودعا لبناء تحالف عربي-إسلامي لخوض هذه الحرب.

وقال الملك عبد الله في لقاء، أمس الأحد، بالديوان الملكي مع رؤساء تحرير خمس صحف يومية أردنية نشر اليوم في صفحاتها، إن الحرب على الإرهاب هي حرب الإسلام والعرب، وليس الغرب؛ فالحرب “داخل الإسلام”، داعيا لبناء تحالف عربي-إسلامي لخوض هذه الحرب التي “تعني المسلمين قبل غيرهم”.

والصحف الخمسة هي: “الغد”، “الرأي”، “الدستور”، “العرب اليوم” و”جوردان تايمز (ناطقة بالإنجليزية)”.

وفي لقائه الذي تناول عدة ملفات محلية وإقليمية، أوضح العاهل الأردني أن سبل خوض الحرب على الإرهاب، وأدواتها متعددة، وتتوزع على مراحل مختلفة، فهي “أمنية عسكرية” في المدى القصير، وهناك خطة للتعامل معها على المدى المتوسط، كما أنها تحتاج إلى خطة بعيدة المدى، ترتكز على الحل الأيديولوجي، والأخيرة تستغرق وقتا طويلا، وتتطلب تضافر جهود الجميع”.

وأشار إلى أهمية دور الأزهر الشريف لتعرية فكر المتطرفين، وأهمية الخطاب الديني المعتدل لبناء جيل مسلم ضد الإرهاب والارهابيين، مشيرا إلى ضرورة تطوير الإعلام المهني المحترف في مواجهة أعلام التطرف.

وحول مستقبل علاقات بلاده مع السعودية بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم عقب وفاة أخيه الملك عبد الله، ثمن العاهل الأردني العلاقات التاريخية والإيجابية التي تربطه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، واصفاً إياهما بـ”صديقين قريبين”.

وبخصوص الأوضاع في العراق، قال إن العراقيين يؤمنون بقدرة الأردن على مساعدتهم، من خلال دعم وتقوية العشائر على الحدود الغربية، التي لا بد من دعمها لإضعاف التطرف، واستدرك بالقول: “بيد أن الدعم لا يعني أننا سنرى الجيش العربي على إحدى الجبهات العربية، فالدعم يتعلق بالتدريب والاستشارات”.

وحول الأزمة السورية، قال إن هناك حربين؛ الأولى ضد النظام، والثانية ضد “داعش”، وعلى الجميع تحديد مواقفهم بتحديد أولوياتهم بين الحربين، معتبرا أن “الخطورة اليوم تكمن في محاربة الإرهاب”.

وجدد التأكيد على أن الحل في سوريا سياسي بما ينهي معاناة الشعب، وبالتوافق بين جميع مكونات الشعب بما يخدم مصلحة بلدهم.

ولفت إلى ضرورة اعتماد الحل السياسي، ودعم السياسة الروسية في رؤيتها للحل من خلال جمع أطراف النزاع حول طاولة اجتماعات موسكو المرتقبة.

وحول تطورات الأحداث في اليمن، قال إن الأردن حريص على وحدة اليمن وشعبه، ملمحا إلى استعداد الأردن لمساعدة اليمنيين، مضيفا: “تاريخيا نتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف السياسية في اليمن”.

وبشأن الملف الليبي، دعا “العقلاء في المنطقة والعالم إلى مساعدة ليبيا لتجاوز تحدياتها بما يؤمن مستقبلا أفضل لشعبها بروح من الوفاق والتوافق”.

وفيما يتعلق بقضية الطيار الأردني المعتقل لدى تنظيم “داعش”، منذ 24 ديسمبر/ كانون الماضي، أوضح العاهل الأردني أنه “يتابع الملف شخصيا، وبشكل يومي”، لافتا إلى أن “كل الجهود الممكنة تبذل لمتابعة قضيته على مختلف المستويات”.

وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى