سياسة

تنظيم داعش “صامد” في غياب خطة مشتركة ضده

ينتظر الأردن الرسمي والشعبي موعد المهلة النهائية وهو قبل مغرب اليوم الخميس والتي حددها تنظيم “داعش” لقتل الطيار معاذ الكساسبة إذا لم يطلق الأردن سراح السجينة العراقية المحكومة بالإعدام ساجدة الريشاوي.

ويقول تقرير صحيفة (إنديبندانت) اللندنية إن تنظيم داعش ما زال صامدا رغم محاولات التصدي له وما زال يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، ومناطق تزيد مساحتها على مساحة بريطانيا.

ويتابع التقرير إن أعداء تنظيم داعش كثر ولكنهم متفرقون ولا توجد لديهم خطة مشتركة، كما أن الجيشين السوري والعراقي، العدوين الرئيسين للتنظيم، ليسا قويين بالدرجة التي تسمح لهما بالتصدي للتنظيم المسلح.

ويضيف التقرير “أنه طالما بقي تنظيم الدولة الإسلامية، فإنه سيتمكن من الهيمنة على الأجندة السياسية والإعلامية عبر التهديد بإعدام من يحتجزهم من رهائن.
وترى الصحيفة اللندنية أن التنظيم يستفيد جيدا من عمليات احتجاز الرهائن والتهديد بإعدامهم وإعدامهم في نهاية المطاف، حيث يحصل على أكبر قدر من الدعاية ويحدث أكبر قدر من الخوف والترهيب.

انتكاسات ونجاحات
ويقول كاتب التقرير باتريك كوبرن إن تنظيم الدولة تعرض لانتكاسات مؤخرا ولكنه حقق نجاحات أيضا. ففي هذا الأسبوع تمت استعادة بلدة كوباني السورية الكردية من قوات التنظيم بعد حصار دام 134 يوما تعرض فيه التنظيم لخسائر كبيرة جراء الهجمات الجوية الأميركية.

ولكن الكاتب يستدرك أنه في مناطق أخرى في سوريا تتقدم قوات التنظيم نحو مدينة حمص كما أنها تكتسب زخما جنوب دمشق وفي القلمون بالقرب من شرق لبنان.
ويضيف أنه منذ أيلول (سبتمبر) الماضي اكتسب تنظيم الدولة السيطرة على مناطق يعيش فيها مليون سوري بالاضافة إلى المناطق التي كانوا يسيطرون عليها بالفعل.
ويقول إنه في العراق يعزى قدر كبير من التقدم في التصدي لتنظيم الدولة إلى الميليشيات الشيعية، وإنه وفقا لمصادر عراقية فإن الجيش النظامي العراقي لا يوجد لديه سوى المئات من الجنود على جبهة القتال مع التنظيم.

ويضيف كاتب التقرير أن قوات البيشمركة الكردية مدعومة بغطاء جوي أميركي نجحت في استرداد بعض المناطق المحيطة بالموصل من التنظيم، ولكن المسؤولين الأكراد يقولون إن قواتهم لن تهاجم مدينة عربية سنية مثل الموصل لأن ذلك سيثير غضب العرب السنة عموما.

مجلس الأمة الأردني
إلى ذلك، استمع مجلس الأمة الأردني إلى شرح مفصل قدمه رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور حول المساعي الأردنية الحثيثة لإطلاق سراح الرهينة الأردني الطيار معاذ الكساسبة.

وأكد المجلس “وقوفه خلف القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) في استعادة الكساسبة، وتأمين سلامته التي كانت وما تزال هي الهدف الأول والأخير في كل جهود التفاوض عبر الوسطاء، مثمنا في الوقت ذاته الجهود الرسمية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني والتي بدأت منذ سقوط طائرته واحتجازه من قبل تنظيم داعش الإرهابي، ولم تتوقف تلك الجهود حتى هذه اللحظة.

كما أكد المجلس ثقته المطلقة بمهنية وحرفية المفاوض الأردني، الذي يمثل المرجعية في عملية التفاوض مع تنظيم داعش، ويدعو إلى تقدير الظروف المحيطة بعملية التفاوض والخيارات المتاحة أمام المفاوض الأردني، وصعوبة الثقة بتنظيم داعش، أو جدية عرضه التفاوضي المستفز.

محطات التفاوض
واستمع المجلس إلى شرح تضمن محطات التفاوض والعقبات التي واجهها المفاوض الأردني، والتي أكدت وجود نية سيئة لدى التنظيم، في استخدام ابن الوطن الطيار الكساسبة، في مفاوضات جانبية، ولم يتم طرح أي صفقة جدية تضمن إطلاق سراحه.

وقال تقرير لوكالة الأردنية ان مجلس الأمة رأى ان هناك التباسا في الموقف التفاوضي، خصوصا بعد تقديم الدولة الأردنية لكل ما من شأنه ضمان سلامة ابنها الطيار، وتسويف ومماطلة الطرف الآخر في تنفيذ المطلب الرسمي والشعبي في إثبات سلامته، قبل القبول بالصفقة.

وثمن المجلس الوقفة الشعبية الصادقة خلف الملك والقوات المسلحة خلال أيام احتجاز الرهينة، والتي عبر فيها الأردنيون عن رفضهم أي محاولة للمساس بسلامة الطيار، الذي تم حجزه خلال تنفيذه الواجب الوطني المقدس في حماية الوطن من كل شر يتربص به.

وأكد المجلس أهمية الحفاظ على قوة الموقف الأردني الرسمي والشعبي، ووقوفه خلف القوات المسلحة والجيش العربي، في مواجهة هذه اللحظات الحاسمة التي تتعرض لها المملكة، وهو ما يتطلب جهدا من المؤسسات والأفراد لتفويت الفرصة على كل من يحاول إثارة القلاقل والفتن وهو ما يسعى إليه التنظيم.

تفجيرات الفنادق
كما استذكر المجلس تفجيرات فنادق عمان يوم الأربعاء الأسود في التاسع من شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2005، التي سقط ضحيتها نحو 62 قتيلا، وعشرات الجرحى، وشكلت واحدة من المفاصل المهمة في جهود المملكة لمكافحة الإرهاب والتطرف.

ودعا المجلس إلى “الثقة المطلقة بالمؤسسات الأمنية والعسكرية والرسمية، التي ما تزال تعمل جاهدة لتأمين سلامة إبننا البطل الطيار وابن القوات المسلحة والجيش العربي، وإطلاق سراحه”.

وعلى هذا الصعيد، رفض رئيس مجلس الاعيان الأردني الدكتور عبد الرؤوف الروابدة الإدلاء بأي تفاصيل عن الاجتماع، وقال للصحافيين :”كل جندي هو مشروع شهيد”، مشددا على ضروة ترك التفاوض للحكومة وليس عبر وسائل الإعلام.

من جهته، قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة عقب لقائه بالحكومة :”استمعنا لآخر المستجدات التي تبذلها الحكومة لاستعادة الطيار الأسير معاذ الكساسبة”.
وأكد الطراونة أن جميع الخيارات مفتوحة امام المفاوضين لاستعادة الطيار من الأسر لدى “داعش”، لافتاً إلى أن الحكومة تعمل على قدم وساق وعلى مدار الساعة لإنقاذ حياة الطيار والحفاظ على سلامته

الاردن لم يتلق حتى اللحظة أي اثبات ان طياره على قيد الحياة

فيما قال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني الخميس ان بلاده لم تتلق اي “اثبات” بأن الكساسبة ما زال على قيد الحياة.
وقال المومني، وهو ايضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية، لعدد من الصحافيين “طلبنا اثباتا على ان الطيار معاذ الكساسبة على قيد الحياة، لم نتسلم حتى هذه اللحظة أي اثبات بأنه على قيد الحياة”.

واضاف ان “ساجدة الريشاوي ما زالت في السجن في الاردن”، مشيرا الى “استعداد الدولة الاردنية لمبادلة السجينة ساجدة الريشاوي مقابل الطيار الحربي الاردني”.

واكد المومني أن “موقف الاردن كان منذ البداية ضمان حياة ابننا الطيار واستعدادنا بشكل تام لاطلاق سراح السجينة ساجدة الريشاوي إذا تم اطلاق سراحه وعدم المساس بحياته مطلقا”.

واكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة هو الاخر الاربعاء ان بلاده تريد اثباتا بان الطيار الاردني ما زال على قيد الحياة.

وكتب الوزير الاردني في تغريدة باللغة العربية على تويتر “طلبنا من فترة اثباتات على صحة وسلامة البطل معاذ ولم تأت”.

واضاف في تغريدة ثانية “من يقول ان الريشاوي اطلق سراحها وغادرت الاردن هذا الكلام غير صحيح ولقد قلنا من البداية إن إطلاق سراحها مرهون بالإفراج عن ابننا معاذ”.

ايلاف – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى