عضو في وفد التفاوض بعرسال: مسلحو النصرة وداعش يريدون الانسحاب من البلدة في أسرع وقت
قال عضو في الوفد الذي يتولى التفاوض على وقف لإطلاق النار بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في بلدة عرسال، اليوم الثلاثاء، إن تنفيذ مبادرة وقف إطلاق النار مستمر رغم خرق الهدنة التي استمرت لساعات، مشيرا الى ان مجموعات “النصرة” و”داعش” يريدون الانسحاب من البلدة في اسرع وقت ممكن وهم بانتظار وقف اطلاق النار لتنفيذ ذلك.
وقال العضو الذي غادر عرسال قبل قليل بعد تسليم 3 من عناصر الامن المحتجزين الى الجيش، طالبا عدم الكشف عن اسمه، في اتصال مع “الاناضول”، ان “خرق الهدنة الحاصل حاليا في عرسال لن يعني عرقلة تنفيذ المبادرة”.
واوضح ان المحامي نبيل الحلبي، رئيس “المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان” (لايف) الذي كان من ضمن الوفد المفاوض واصيب مع عضويين اخريين باطلاق نار عليهم في عرسال مساء امس، “يجتمع حاليا برئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي في بيروت لتثبيت المبادرة ووقف اطلاق النار”.
ولفت الى ان “المجموعات المسلحة الموجودة في عرسال من النصرة وداعش تريد الانسحاب من البلدة باسرع وقت ممكن”، مشيرا الى ان هذه المجموعات “تشعر بأنها تورطت في معركة ليست معركتها”.
واوضح ان “جبهة النصرة هي من يقود التفاوض في ما خص وقف اطلاق النار”، مضيفا ان هذه المجموعات “تنتظر تشكيل اللجنة التي تنص عليها المبادرة من وجهاء عرسال ووقف اطلاق النار كي ينفذوا انسحابهم”.
من جهته، قال مصدر طبي في “مستشفى الرحمة” في عرسال ان الهدنة التي تم التوصل اليها اليوم بين الجيش والمجموعات المسلحة “بحكم الساقطة” حيث تستمر اعمال القنص وتبادل النيران بين الطرفين، بعد فترة هدوء استمرت لساعات، ما ادى الى وقوع ما لا يقل عن 20 جريحا اليوم بعضهم في حال خطرة.
وقال المصدر في اتصال مع الاناضول من عرسال “يبدو اننا وقعنا في دائرة الفعل ورد الفعل من قبل الطرفين” المتقاتلين، مشيرا الى قصف مسجد ومخيم الحصن للاجئين السوريين في وسط بلدة عرسال.
واضاف المصدر ان “20 جريحا الى اليوم وصلوا الى المشفى بينهم امراة حامل في شهرها الثامن وهي في وضع حرج بعد اصابتها براسها بصاصة قنص”، موضحا ان “ممرات المشفى وغرفها تعج بالمصابين الذين لم ننجح في نقل الحالات الخطرة منهم الى خارج عرسال على الرغم من اتصالنا بالصليب الاحمر اللبناني والدولي”.
واوضح المصدر انه “بعد مرور 60 ساعة على المواجهات (بعد ظهر السبت حتى صباح اليوم) نقل الى (مشفى الرحمة) 15 قتيلا و108 جرحى، بينهم 31 لبنانيا والباقين من اللاجئين السوريين “، لافتا الى ان “هؤلاء كلهم مدنيون ويضاف اليهم حصيلة ال 20 جريحا التي وصلت للمشفى اليوم”.
وكان عضو الوفد الذي يتولى التفاوض على وقف لإطلاق كشف في اتصال مع “الاناضول” في وقت سابق اليوم ، ان الوفد “تسلم 3 عناصر من القوى الامنية الذين كانوا محتجزين لدى المسلحين في عرسال… ونقوم بتسليمهم الى الجيش اللبناني”.
من ناحيته، افاد أحد أعضاء بلدية عرسال المشارك في عمليات الوساطة، بأنه “تم البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأوضح عضو البلدية، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “انسحاب المسلحين من عرسال سيبدأ بعد ساعتين تقريبا من تسليم العناصر الامنية الثلاثة”. الا ان ذلك لم يحصل حتى الان بسبب تجدد الاشتباكات.
وبحسب المعلومات المتداولة، تحتجز المجموعات المسلحة في عرسال ما بين 20 الى 30 من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي منذ بدء الاشتباكات يوم السبت الماضي. وظهر 20 منهم في فيديو بثه المسلحون على يوتيوب، في حين اعلن الجيش فقدان الاتصال مع 22 من عسكرييه على الاقل.
من جهته، أشاد “حزب الله” في بيان اليوم بـ “الإجماع الوطني في الوقوف خلف الجيش اللبناني في مواجهته للإرهاب التكفيري وتصديه لمحاولات تهديد السلم الأهلي وانتهاك السيادة اللبنانية من قبل المسلحين الغرباء”، وكذلك “بالموقف الذي اتخذته وسائل الإعلام في وقوفها وراء الجيش اللبناني وتقديم كل الدعم الإعلامي له والامتناع عن بث ونشر كل ما يسيء إليه”.
وأكد الحزب مجددا أن “ما يجري ميدانيا من معالجة للوضع العسكري وحماية الأهالي والتصدي لجماعات المسلحين الإرهابيين هو حصرا من مسؤولية الجيش اللبناني”، نافيا تدخله “في مجريات ما حصل ويحصل في منطقة عرسال”.
واستنكرت كتلة المستقبل الهجوم الغادر الذي تعرضت له بلدة عرسال من قبل مسلحين استهدفوا البلدة والاهالي والجيش والقوى الامنية، واعتبرت انه “يخدم اهداف النظام السوري ومن يتحالف معه”.
وشدد بيان للكتلة بعد اجتماع لها اليوم على انه “ليس مسموحا لاحد ان يرفع سلاحه في مواجهة الجيش اللبناني الوطني لاي طرف انتمى، كما ليس مسموحا لاحد ان يحمل السلاح غير الشرعي على الاراضي اللبنانية”.
وحمل البيان حزب الله ومن يتحالف معه جزأً كبيراً من مسؤولية ما تعرضت له عرسال وما يتعرض له لبنان وجيشه، وذلك “لان حزب الله بتورطه في القتال الجاري في سوريا إلى جانب النظام السوري عطل قرار السلطة اللبنانية في الحكومات المتعاقبة”.
وأضاف ان حزب الله “ورط لبنان بالأزمة السورية وتسبب في شحن النفوس وخلق الاحقاد والضغائن مع الشعب السوري وعطل القرار اللبناني الوطني بنشر الجيش على الحدود الشرقية والشمالية، ولم يسمح للحكومة بالتعامل بجدية مع النازحين السوريين عبر منعه اقامة مراكز إيواء منظمة ومنضبطة على مقربة من الحدود اللبنانية لهم لكي تتمكن الدولة اللبنانية من ضبط وجود النازحين بما لا يعرض السلم الأهلي والأمن في لبنان للخطر على نحو ما يجري الآن”.
وطالبت الكتلة حزب الله بالانسحاب من سوريا و”وقف تصديره الويلات الى لبنان والتوقف عن استجلاب التطرف والارهاب إليه”.
وكان عضو الوفد المفاوض نفسه كشف لـ “الاناضول” في وقت سابق انه يجري العمل على مبادرة جديدة تتضمن اطلاق 3 من عناصر الجيش المحتجزين لدى المسلحين، مقابل امتناع الجيش عن تنفيذ “مداهمات انتقامية” وتشكيل لجنة من أهالي البلدة للتواصل وإدخال الفرق الطبية والمساعدات إليها.
وأوضح أنه تم اطلاق النار على الوفد، مساء أمس، من سلاح ناري، وأصيب نتيجة ذلك الشيخ سالم الرافعي (عضو هيئة العلماء المسلمين) بكسر في رجله ونبيل الحلبي رئيس “المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان-لايف” برأسه.
وأضاف أن الوفد اجرى اتصالات قبل مغادرته عرسال مع كل من امين عام المجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير ووزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل اشرف ريفي، بهدف الاتفاق على “بنود وقف اطلاق نار تتضمن تشكيل لجنة من اهالي عرسال ووجهائها تتولى التواصل مع الدولة وتمنع تنفيذ الجيش اي مداهمات انتقامية في البلدة”.
ولفت عضو الوفد الى أن ذلك “يترافق مع اطلاق سراح 3 عناصر من الجيش تحتجزهم المجموعات المسلحة في عرسال”، وتشكيل “لجنة سورية – لبنانية لتتولى أمر مخيمات اللاجئين السوريين في البلدة”.
واشار الى انه بعد ذلك “تدخل الفرق الطبية والمواد الاغاثية الى البلدة” على أن يلي ذلك “انسحاب المسلحين واطلاق باقي المحتجزين من عناصر القوى الامنية لدى المسلحين”.
وتعرض موكب هيئة علماء المسلمين في لبنان مساء أمس لإطلاق نار خلال دخوله الى بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية من أجل العمل على إرساء هدنة بين الجيش اللبناني ومسلحين في البلدة بعد ٣ أيام على اندلاع اشتباكات مسلحة، مشيرا الى وقوع إصابتين بين أعضائه.
واندلعت معارك بين الجيش والمجموعات المسلحة الذي اسماهم الجيش في بيان بـ”الإرهابيين والتكفيريين” في محيط عرسال السبت الماضي على اثر توقيف احمد الجمعة، أحد القادة الكبار في “التنظيمات الإرهابية السورية”، ما ادى الى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل 14 من عناصر الجيش وجرح 86 اخرين وفقد 22 عسكريا.
وطن اف ام