واشنطن بوست تنشر تفاصيل برنامج أمريكا الجديد لتدريب الثوار السوريين
قالت صحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء إن أمريكا قررت تزويد بعض الثوار السوريين بمركبات مزودة برشاشات و أجهزة اتصال، قادرة على استدعاء الطيران الحربي الأمريكي، رغبة منها في تكرار تجربة القوات الكردية التي ساعدها طيران B-1B الأمريكي على التفوق على تنظيم “داعش”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة هذه تأتي في الوقت الذي تحضر فيه أمريكا لبدء تدريب الثوار المعتدلين، الذين يقاتلون على جبهتين، ضد النظام و المتطرفين.
ونقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن المدربين العسكريين الأمريكان سيكونون في الأردن في الأول من الشهر القادم، فيما سيفتح مركز آخر قريباً في تركيا.
وأوضحت أن أمريكا ستنظر بعد ذلك في الزج بما اسمته “القوة السورية الجديدة” في ميدان القتال بسوريا، وفق مسؤول أمريكي.
وبينت أن كل مجموعة من الثوار مكونة من 4 إلى 6 عناصر ستعطى سيارة بيك اب “تويوتا هاي لوكس”، مزودة برشاش اوتوماتيكي، و نظام اتصال، و نظام تحديد مواقع عالمي، يمكنهم من الاتصال و طلب تنفيذ غارات جوية، كما سيتم منحهم قذائف مورتر، لافتة إلى أن الإدارة لم تقرر بعد إمكانية منحهم أسلحة متقدمة مضادة للمدرعات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول قوله إنه من المفترض أن يكون لبرنامج التدريب العسكري الجديد تأثيراً دراماتيكاً في الميدان، إذ سيتم تدريب عدد أكبر من المقاتلين و تزويدهم بدعم جوي، مقارنة بالبرنامج السابق الذي بدء به في العام 2013.
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تتعامل مع المسائل القانونية للبرنامج، بما فيها السؤال المثير للجدل، وهو هل سيكون عليها مواجهة قوات بشار الأسد إن حاولت قتال الثوار المدربين أمريكياً، سيما إن أمريكا ليست في حالة حرب مع سوريا رسمياً.
ويقول مسؤولون إن البيت الأبيض لم يمنح الضوء الأخضر لدعم الثوار، إن كانوا في معركة مع القوات النظامية، ما دفع مشرعين أمريكيين كجون ماكين و ليدنسي غراهام إلى انتقاد حملة أمريكا في سوريا، التي يرون إن فرص نجاحها ضعيفة.
وتساءل غراهام :”كيف يمكننا تدريب الجيش السوري الحر أو أي قوة أخرى في سوريا إن لم نتعامل مع خطر طيران الأسد”.
ويرى مسؤولون أمريكيون إن توسيع ضربات التحالف ضد “داعش” لتشمل قوات الأسد قد يؤدي إلى تضعضعه.
وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي ترى فيه بعض الدول ضرورة توسيع الضربات لتشمل النظام السوري، يعتقد آخرون انه من الخطأ اضعاف التركيز على التنظيم، لافتين إلى أن مهاجمة قوات الأسد قد يساعد في تقوية التنظيم، كما يرى آخرون ضرورة الانتظار حتى اضعاف “داعش” قبل بدء ضرب قوات الأسد.
ولفت مسؤولون أمريكيون إلى أن مهاجمة قوات الأسد سيزعزع السلام الهش بين أمريكا و إيران، التي قد تدفع ميلشياتها في العراق إلى الهجوم على القوات الأمريكية هناك.
و بدأت الولايات المتحدة بتصوير بعض الثوار الذين سينضمون لبرنامجها، الذي من المفترض أن ينتهي من تدريب 3000 آلاف منهم مع نهاية العام، لكن المسؤولين لم يحددوا العدد الذي تم اختياره إلى الآن.
ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون إنهم سيملكون سيطرة محدودة على المقاتلين المعارضين حال وجودهم في ساحات القتال، في حين لفت مسؤول بارز إلى أنهم سيملكون بعض النفوذ، حيث سيزودونهم بالذخيرة و الرواتب و الدعم الجوي، وأن المقاتلين المعارضين سيغامرون بفقدانها إن مضوا عكس ما طلبنا منهم.
وتؤكد الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين يرون من خلال تجربة مدينة كوباني عين العرب، إنه سيكون للغارات الجوية تأثيراً مدمراً على تنظيم “داعش”، إن حصلت على شريك آخر على الأرض.
و يرى مسؤولون عسكريون أمريكيون إن الثوار سيدعونهم على الأرجح لضرب أهداف متحركة لتنظيم “داعش”، بدلا من التركيز على الأهداف الثابتة.
وأوضحوا أن الطائرات ستلقي قنابل موجهة تزن ما بين 500 و 2000 باونداً، وهي القنابل الاعتيادية التي تحملها مقاتلات B1، التي استخدمت في سوريا و أفغانستان، و تملك قدرة عالية على استهداف الأهداف المتحركة بدقة، كالدبابات و الدراجات النارية و المركبات المتحركة الأخرى.
وأشار الطيارون العائدون من قصف مدينة عين العرب كوباني مؤخراً إلى إن التواصل مع المقاتلين الأكراد والحصول على المعلومات بالسرعة المطلوبة كان حاسماً في استهداف التنظيم، ما أدى إلى تراجعه و انسحابه لاحقاً.
عكس السير – وطن اف ام