سياسة

وزير خارجية قطر: اتهام مرسي بالتخابر مع الدوحة “كارثة”

وصف وزير خارجية قطر خالد العطية اتهام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بالتخابر مع قطر بـ”كارثة”، مؤكدا أن بلاده “لا تدعم الإخوان المسلمين” بل تدعم – وما زالت تدعم – مصر، مشيرا إلى أنه حتى اليوم “هناك ودائع قطرية في الاقتصاد المصري”.

جاء هذا في حوار مع جريدة “الحياة” العربية الدولية، التي تصدر في لندن (مملوكة لسعوديين)، في طبعتها السعودية، خلال مشاركته في الوفد الرسمي الذي رافق أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان إلى الرياض أول أمس، ونشرته في عددها الصادر اليوم.

وفي رده على سؤال بشأن تعليقه على محاكمة الرئيس المصري الأسبق (المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين) محمد مرسي بتهمة التخابر مع قطر، وإفشاء معلومات سرية لها، قال العطية : “لا أستطيع أن أقول شيئاً. إذا كان التعامل مع دول عربية شقيقة يعتبر تخابراً فتلك كارثة”.

وبدأ في 15 فبراير/ شباط الجاري نظر أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و10 آخرين، من كوادر وأعضاء جماعة الإخوان، في قضية اتهامهم بالتخابر مع دولة قطر عبر “تسريب وإفشاء وثائق ومستندات”، صادرة عن أجهزة سيادية كانت بحوزة مؤسسة الرئاسة، تتعلق بالأمن القومي، والجيش، والتي أجلتها المحكمة إلى جلسة 28 فبراير/ شباط الجاري، بحسب مصدر قضائي.

وأكد العطية أن “قطر لا تدعم الإخوان المسلمين، قولاً واحداً”، وذلك ردا على سؤال له حول إصرار بلاده على دعم الإخوان.

وتابع: “قطر وقفت مع مصر ودعمتها مند ثورة 25 يناير منذ أيام المجلس العسكري، وكان المشير حسين طنطاوي (رئيس المجلس العسكري الأسبق) موجوداً، وبدأنا ندعم الأشقاء في مصر بدعم الاقتصاد، وأن نجعل ثورتها تنجح بكل المقاييس”.

وأردف : “في تلك الفترة لم يكن هناك “إخوان مسلمين” في الأفق أصلاً، ومع ذلك استمررنا في دعم الأشقاء في مصر، لأجل مصر، لأجل أن قطر تؤمن بأنه إذا كانت مصر قوية، فهذا سينعكس إيجاباً على الوطن العربي”.

وأضاف: “الإخوان المسلمون جاؤوا ورشحوا أنفسهم، وفازوا في الانتخابات، لم أكن أنا الذي اخترتهم وليست قطر من اختارتهم، وإنما الشعب المصري من اختارهم، ولما تم الاختيار وعُيّن رئيسا من الإخوان المسلمين تعاملنا مع الحكومة، ومع الرئيس، وأزيدك أيضاً بأنه بعد الإجراءات التي تمت في مصر استمررنا في الدعم، والدليل أننا لغاية اليوم هناك ودائع قطرية في الاقتصاد المصري، وأكثر من هذا، صدَّرنا في ظل حكم الرئيس (عبدالفتاح) السيسي 5 شحنات عملاقة من الغاز القطري هبةً للشعب المصري، بتوجيه من الأمير”.

وفي رده على سؤال حول عدد الذين رُحِّلوا من جماعة الإخوان المسلمين من قطر ( نهاية العام الماضي)، قال العطية : “استخدام كلمة (رُحِّلوا) خارج عن السياق. بعض الأشقاء والأخوة المصريين الموجودين ممن ينتمون لتيار الإخوان المسلمين أو غيره هم من طلبوا أن يغادروا قطر، استشعروا الضغط من بعض الأشقاء، وهم من تلقاء أنفسهم طلبوا المغادرة، علماً بأن عوائلهم أو أطفالهم لا يزالون في المدارس، نستضيفهم، وهذه تعتبر بلدهم، وفي أي وقت ممكن أن يغادروا ويرجعوا، وقطر دولة عربية شقيقة لكل العرب”.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت “علاقة الجمود مع مصر ستستمر، أم أن هناك جهوداً وخطوات مستقبلية ستعمل عليها قطر مع دول الخليج لإعادة العلاقات مع مصر، قال وزير خارجية قطر: “دعني أعطيك مثالاً بسيطاً جداً: في 30 يونيو (حزيران) 2013 كان عندنا 130 ألف مصري يعملون في قطر، اليوم عندنا 200 ألف مصري. معناها لم تتأثر العلاقة”.

ونفى وزير خارجية قطر استخدام بلاده هل قناة “الجزيرة” كسلاح للضغط على دول عربية.

وقال في هذا الصدد :” قطر لا تحتاج إلى أن يكون لديها عيار ناري لتصوبه على أحد. قطر لديها رؤية بالنسبة إلى العمل العربي المشترك، ووحدة العرب، وصحة العرب. وقطر دائماً من الدول العربية المتقدمة في المشاريع العربية، ودائماً تجدها في أول الصف في أي مشروع عربي وحدوي يؤدي إلى تماسك العرب، وبالتالي نحن لا نحتاج إلى أن تكون لدينا ذخيرة نطلقها على العرب”.

وردا على سؤال بشأن أن “الجزيرة تموّل من الحكومة القطرية.. وليست مستقلة”، قال العطية :”الجزيرة قناة إعلامية حرة مثل أي قناة. وإدارتها مستقلة. وأنت لك الخيار كمشاهد ومسؤول عربي أن تتنقل بين القنوات، إذا لم تعجبك المادة الموجودة في الجزيرة، انتقل يا أخي إلى قناة أخرى. أنت لست مجبوراً أن ترى الطلقة تأتيك”.

وتتهم السلطات المصرية قناة “الجزيرة” القطرية بمساندة جماعة الإخوان المسلمين، والتي أعلنتها الحكومة المصرية في ديسمبر/ كانون الأول 2013 جماعة “إرهابية”.

وردا على سؤال حول العلاقات الخليجية – الخليجية ، وما يثار من حديث بوجود اختلافات كبيرة في وجهات النظر، وأن هناك ناراً تحت الرماد بين بعض دوله، قال العطية:”اختلافات وجهات النظر نحن نراها من وجهة نظرنا شيئاً صحياً”.

واعتبر أن “علاقة مجلس التعاون الخليجي أصحَّ علاقة إقليمية موجودة الآن، سواء في الشرق الأوسط أو ما بعد الشرق الأوسط”.

وكانت الرياض وأبوظبي والمنامة قد سحبوا سفراءهم من قطر في 5 مارس/ آذار الماضي، قبل أن تعلن في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عودتهم بموجب باتفاق الرياض التكميلي.

وقال العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 19 نوفمبر/تشرين الثاني إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، الذي تم التوصل إليه 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء.

وأجري الحوارمع العطية، قبل إعلان قطر مساء الأربعاء استدعاء سفيرها لدى مصر سيف بن مقدم البوعينين للتشاور، على خلفية تصريح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، اتهم فيه الدوحة بدعم الإرهاب بعد تحفظها على عبارة “التفهم الكامل” لمجلس الجامعة، لتوجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع قالت إنها لتنظيم “داعش” بليبيا.

والفترة الأخيرة توترت العلاقات بين مصر وقطر مجددا، بعد تقدم محدود جرى في العلاقات بين البلدين في ديسمبر/كانون الأول الماضي، برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

قسم الأخبار – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى