أوباما يقول إن بلاده لن تسمح لـ”داعش” بإقامة خلافة إسلامية في العراق وسوريا
ففي مقابلة مع الكاتب توماس فريدمان، نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، مساء الجمعة، قال أوباما مخاطبا كل فصيل بالعراق: “سنكون شركائكم لكن لن نقوم بكل شيء.. لن نرسل قوات أمريكية مرة أخرى على الأرض للسيطرة على الأمور، عليكم أن تثبتون لنا أنكم تريدون وجاهزون للتوصل إلى حكومة موحدة تقوم على الحلول الوسط، ومواصلة بناء قوات أمن غير طائفية ومسؤولة أمام حكومة مدنية”.
وأضاف: “لنا مصلحة استراتيجية في صد (تنظيم) الدولة الإسلامية.. لن نسمح لهم بإقامة خلافة بصورة ما في سوريا والعراق (..) لكن لا يمكننا فعل ذلك إلا إذا علمنا أن لدينا شركاء على الأرض قادرون على ملئ الفراغ”.
ومضى قائلا “يمكننا تعطيل (التنظيم) لفترة من الوقت، لكن بمجرد رحيل طائراتنا.. سيعودون”.
وأمر أوباما، الجيش الأمريكي، الخميس الماضي، بتنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” في شمال العراق في عملية محدودة تستهدف منع ما وصفه بـ”إبادة جماعية” محتملة لأقلية دينية وأيضا لحماية المسؤولين الأمريكيين الذين يعملون في العراق. وبدأت، أمس، الهجمات الأمريكية ضد أهداف للتنظيم بالعراق.
وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية ” ومسلحون سنة متحالفون معه، الأحد الماضي على قضاء سنجار في غرب محافظة نينوى شمال العراق، ونتيجة لذلك حدثت موجة من النزوح الجماعي لسكان المنطقة ذات الغالبية الكردية الإيزيدية باتجاه إقليم شمال العراق.
والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب مدينة الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا.
ومنذ نحو شهرين، يشن مسلحون سنة، يتصدرهم تنظيم “الدولة الإسلامية”، هجوما واسعا على مناطق بشمال وشرق وغرب العراق، ما أفضى إلى سيطرتهم على مناطق واسعة بمحافظات نينوي وصلاح الدين وديالي، وإعلانهم قيام “خلافة” إسلامية فيها بجانب مناطق تخضع لهم بشمال وشرق سوريا، ما تعتبره حكومة العراق “هجوما إرهابيا”، وترى قيادات سنية أنها “ثورة شعبية ضد ظلم وطائفية الحكومة المركزية التي يتصدرها الشيعة”.