سياسة

رجب طيب أردوغان .. الرئيس الثاني عشر لتركيا

وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى سدّة الرئاسة في تركيا بعد أنّ حسم الانتخابات منذ الجولة الأولى حيث تغلب على منافسيه إحسان أوغلو ودمير طاش بنسبةٍ تعدت الـ 50 % (نتائج غير رسمية) من أصوات الناخبين الأتراك الذين شاركوا في الانتخابات.

رجب طيب أردوغان المولود في 26 فبراير من العام 1954، أصبح رئيساً لحزب “العدالة والتنمية” منذ العام 2003، وكان قبلها عمدة لمدينة استنبول في الفترة الواقعة ما بين 1994 إلى 1998.

الرئيس التركي الجديد رجب طيب أردوغان درس في مدارس “إمام خطيب” الدينية ثم في كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة، يفتخر بأنه نشأ في أسرةٍ فقيرة، حيث قال في إحدى مناظراته تلفزيونية مع رئيس الحزب الجمهوري: “لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيراً”.

بدايته السياسية كانت عندما انضمّ لحزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينات، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في 1980، تم إلغاء جميع الأحزاب، وبحلول عام 1983 عادت الحياة الحزبية إلى تركيا وعاود أردوغان نشاطه من خلال حزب الرفاه، خاصةً في محافظة إسطنبول، وبحلول عام 1994 رشّح حزب الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة استنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات.

في العام 1998 دخل أردوغان السجن بعد أن اتهُم بالتحريض على الكراهية الدينية ما تسبب بالإضافة لسجنه منعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري.

وفي العام 2001 وبعد حظر الحزب، قام أردوغان وبالاشتراك مع عدد من أعضاء حزب الفضيلة بالانشقاق عنه وتأسيس حزب العدالة والتنمية.

استطاع أردوغان بصحبة فريقه السياسي والاقتصادي الوصول بتركيا إلى المرتبة السابعة عشر على قائمة أقوى الاقتصادات في العالم، بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن صندوق النقد الدولي، حيث اظهرت الأرقام وصول الناتج المحلي الإجمالي في تركيا إلى نحو ثلاثة أرباع تريليون دولار في هذه الفترة أي أنه ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل العام 2003.

وبرزت تركيا خلال العقد الماضي، وبالتحديد منذ تولي أردوغان للسلطة بحجم الصادرات الهائل والمتنامي بصورة كبيرة على مر الأعوام، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى وصول قيمة الصادرات التركية إلى 152 مليار دولار خلال العام الماضي، أي عشرة أضعاف قيمة الصادرات التركية قبل تولي أردوغان السلطة.

ومنذ تولى أردوغان السلطة وأرقام الاقتصاد التركي تحقق التقدم تلو الآخر، بعدما تحوّلت تركیا مقصداً للاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تجاوز مجموعها مئة ملیار دولار منذ عام 2003.

كما استطاعت تركيا تسديد الدفعة الأخيرة من ديونها المستحقة إلى “صندوق النقد الدولي”، البالغة 418 ملیون دولار، لتصبح بذلك ولأول مرة بلا ديون للصندوق منذ 52 عاما.

كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 750 ملیار دولار في فترة وجود أردوغان في الحكم، ما يعادل ثلاثة أضعاف ما كان علیه قبل عام 2003، وقد وضع أردوغان خططاً لسلسلة مشاريع تهدف إلى تطوير المرافق والبنى التحتیة، في مقدمتها مطار جديد سیكلف ملیارات الدولارات في اسطنبول، وجسور وقنوات مائیة.

وفيما يخص السوريين، كان سبق موقف الطيب رجب أردوغان جميع المواقف العربية، ليستقبل في دولته أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ سوري، وفر لهم كلّ ما يحتاجونه ليعيشوا كرماء، مؤكداً في أكثر من مناسبة أنّ السوريين هم المهاجرين وأنّ الأتراك هم الأنصار.

أردوغان وعلى الرغم من كل التسهيلات التي قدمها للسوريين في بلده أكد أكثر من مرة في خطب أمام السوريين والأتراك:

ربما لا يكون بوسعنا أن نوفر لكم هنا الرفاهية التي كنتم تتمتعون بها في وطنكم، لكننا حاولنا في هذه الظروف أن نبذل قصارى جهدنا”.

تجدر الإشارة إلى أنّ العام 2023 يوافق الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية تحت المؤسس كمال الدين أتاتورك، وهو التاريخ ذاته الذي حدده أردوغان لتصبح تركيا من بين أعظم الاقتصادات في العالم، من خلال مشاريع وتطوير لمرافق وبنى تحتية جديدة، في مقدمتها مطار جديد سيكلف مليارات الدولارات في اسطنبول، وجسور وقنوات مائية.

زر الذهاب إلى الأعلى