رئيس اللجنة القانوينة في الائتلاف: دي ميستورا يسعى لتعويم النظام السوري
قال عضو الائتلاف الوطني السوري، ورئيس لجنته القانونية، هيثم المالح، إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، يسعى إلى تعويم نظام الأسد بعد أن بات ضعيفا، ولا يسيطر سوى على ٢٥٪ من الأراضي السورية.
جاء ذلك في حوار مع وكالة الأناضول اليوم الأربعاء في جنيف، أفاد فيه بأن “برنامج مشاورات الائتلاف مع المبعوث الأممي يبدأ في ١٠ أيار/ مايو الجاري، وسيكون وفد الائتلاف على مستوى الهيئة السياسية”.
وانتقد المالح “طريقة دعوة دي مستورا للائتلاف، حيث وجه الدعوة إلى شخص رئيسه خالد خوجا بصورة فردية، مع جلب من يود من أعضاء الائتلاف، في حين أن الائتلاف هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري باعتراف الجامعة العربية، وموافقة أكثر من مئة دولة بالعالم أعضاء في الأمم المتحدة”.
وفي نفس الإطار، أفاد أن الهيئة السياسية ترغب بالحضور إلى لقاء المبعوث الأممي، معتقدا بأن الأخير جاء إلى جنيف من أجل تخريب المعارضة، حيث دعا نحو ٤٠٠ شخصا من مختلف كيانات المعارضة، وهذا أمر غير طبيعي، فيما لقاء المبعوث الأممي مع الائتلاف سيكون ما بين ١٠ إلى ١٢ أيار/ مايو الجاري”. وأشار إلى أنهم “أعدوا مذكرة لتقديمها إلى المبعوث الأممي بالعربية والإنكليزية، على شكل وثيقة خطية، تتضمن قرارات الجامعة العربية وخطواتها، ومحاولات المبعوث الأممي الأسبق كوفي عنان، وقرارات مجلس الأمن والجامعة العربية، فضلا عن مقدمة حول الثورة، والحديث عن الانتهاكات”، وشدد على أن المذكرة تضم أيضا رؤية هي خلاصة تتكون من ٨ صفحات وهي أفضل من الكلام الشفوي، بانتظار تبني ذلك من قبل الائتلاف بشكل نهائي.
واعتبر المالح أن “من نجح بالعمل هو كوفي عنان، بشكل جزئي، حيث قدم مذكرة من ٥ نقاط، تبناها الخمس الكبار في مجلس الأمن وصدر قرار عنها، وهو الوحيد على الأرض، لكن النظام لم يقدم شيء، وفشلت الجهود، وحاليا يريد دي مستورا أن ينجح، فيما قال هو لمساعده بأنه لن ينجح، ولا يوجد أمل، لأن النظام يريده إما معه أو لا”. وأضاف أن “دي ميستورا أميَل إلى تعويم الأسد، فدعا عددا كبيرا من الشخصيات، ودعا رئيس الائتلاف بشكل شخصي، وليس كهيئة رغم أن الائتلاف ممثل شرعي، فإذا لم يدعى فلا معنى لذلك سوى سعي المبعوث الأممي لتفريق المعارضة”. وشدد على أنه كان “يجب أن يدعو الائتلاف، وانضمام الاخرين إليه، من أجل تشكيل قوة أمام النظام، فيما يريد هو تشتيت المعارضة، معتبرا أن المبعوث الأممي كالنمس الذي لا يظهر ما يبطنه، فلا ممثل شرعي للشعب السوري سوى الائتلاف”.
من جهة ثانية، لفت المالح إلى أنه “يعتقد بأن دي ميستورا سيكون عنده محصلة اللقاءات، ولذلك قد يقول مستقبلا بأنه عمل استمارة واستطلاع للرأي، وهو أمر خطر، لأن من التقاهم لا مانع لديهم من بقاء الأسد في الحكم لسنوات أخرى، فهو بذلك يهدف إلى تعويم للنظام، إذ أدرك المبعوث بأن النظام قد انتهى، والوضع الداخلي بدأ يتحول تدريجيا لصالح الثورة، لذلك بدأ محاولاته هذه”.
وكشف أن “الائتلاف بدأ بخطة تواصل مع الأطياف السورية، منذ ٣ أشهر، وأمر طبيعي أن تظهر احزاب كبيرة، والأطراف الدولية تذرعت بعدم تمثيل بقية المعارضة، فالدول الفاعلة ليس لها استراتيجية واضحة تجاه سوريا، وهذه وسائل للتسويف، ففي ليبيا كانوا مجموعة لا يمثلون كل الشعب، ومع ذلك حسموا الأمر هناك”. وأكد أن “الائتلاف هو قيادة ثورة وليس برلمانا، وليس في دولة مستقرة، والوضع في البلاد في ثورة، والنظام في انهيار، فليس لديه خزان، واعتقلت قوى الثورة شبان بعمر ١٧ في جيش النظام، فيما طلب النظام من إيران ٥ مليارات من الدولارات، فحصل على مليار واحد، فلا مال لديه من أجل دفع الرواتب وهو في انهيار ويتقهقر، وميدانيا لا سلاح لديه، وداخل النظام يتفكك أيضا، فأربع سنوات لم تحسم، وهو يسيطر فقط على ٢٥٪ من الأراضي”. وخلص إلى أن “هذه الاجتماعات لن يحدث بها شيء لأنها تشاورية، وسبق أن حدثت مفاوضات في جنيف٢، وكانت النتيجة تحت الصفر، ورئيس وفد النظام بشار الجعفري لم يكن بجعبته شيء، حتى لم يستطع الموافقة على جدول الأعمال، وطلب أن يسأل دمشق، ولم يمتلك اي صلاحيات”.
ونفى المالح أن “يكون تنظيم داعش مدعوا للمشاورات”، ولكن “جبهة النصرة قد تكون مدعوة، وكل مجموعة دعيت على حدا، وسمعنا بأن إيران أيضا دعيت، وهو أمر رفضه الائتلاف لأنها محتلة للبلاد ولها ٦٠ ألف مقاتل في سوريا، و٢٢ ميليشيا من اليمن وباكستان وافغانستان وحزب الله اللبناني والعراق، وتدفع الأموال للمقاتلين من أجل القتل في سوريا، وتمارس سياسة تتقاطع مصالحها مع إسرائيل في إضعاف المنطقة العربية”. وختم حديثه مطالباً “الشعب السوري بأن يكون مستيقظا، لأنه قد يستيقظ يوما ويجد أن النظام قد هرب، حيث سافرت والدة الأسد إلى روسيا البيضاء، وقريبه رامي مخلوف، هرب ١٤ مليار دولار إلى روسيا، ومنهم من يهرب ويلجأ خارج البلاد من النظام، فهم في حالة ضعف، وإيران أيضا ستفشل، فلا جيش قادر على قتال شعب”.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قد قال أمس في مؤتمر صحفي، إن مشاورات جنيف تضم ٤٠ طرفا من كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فضلا عن وفد النظام، و٢٠ لاعبا دوليا من منظمات ودول الأمم المتحدة ودول الجوار.
الاناضول