سياسة

رياض حجاب : أوضحت للفرنسيين ؛ بقاء الأسد يعزز الفوضى ويرسخ الإرهاب

بيّن المنسق العام لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” في المعارضة السورية الدكتور رياض حجاب أنه أوضح في لقاء مع الرئيس الفرنسي “ايمانويل ماكرون” أن بقاء بشار الأسد في منصبه يعزز الفوضى، ويرسخ دور المنظمات الإرهابية، ويجلب المزيد من الميليشيات الطائفية.

جاء ذلك في معرض رده على سؤال من صحيفة “الحياة” التي نشرت اليوم لقاء معه، كما بيّن حجاب أنه أوضح لـ”ماكرون” أن الوسيلة الأنجع لطيّ ملف الإرهاب هو تقديم الأسد وجميع من ثبت تورطهم في ارتكاب انتهاكات في حق السوريين للمحاكمة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، ونبه إلى ضرورة عدم فتح المجال لإيران لاستخدامه وسيلة لتحقيق أطماعها في التوسع الإقليمي وسعيها لنشر الفوضى في دول المنطقة.

ونقل حجاب عن الرئيس الفرنسي تأكيده استمرار دعم بلاده للمعارضة السورية وقوله إن موضوع إعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق غير وارد.

وأبدى حجاب أسفه كون المجتمع الدولي يبدي تراخياً غير معهود إزاء الجرائم التي يرتكبها بشار الأسد ونظامه، معتقداً أن العديد من الدول الغربية ترغب في تقديم تنازلات أساسية لموسكو بهدف استمالتها للتوصل إلى حل سياسي.

وأكد أن الديبلوماسية الأمريكية لا تزال عاجزة عن التوصل إلى اتفاق مع الروس الملف السوري، “فالمفاوضات بين واشنطن وموسكو لم تتوقف خلال الأشهر السبعة الماضية من إدارة ترامب من دون تحقيق أي اتفاق فعلي على الأرض”.

وأشار حجاب إلى أن الأوضاع الميدانية تتجه نحو المزيد من التصعيد في “ظل التحشيد الإيراني غير المسبوق، وإدخال طهران وحلفائها قوات وأسلحة نوعية لم تستخدم من قبل، واستعداد مختلف الأطراف لمرحلة جديدة من الصراع عقب السقوط المتوقع لتنظيم داعش شرق الفرات”.

وفيما يخص محادثات جنيف قال حجاب: إنها لا تزال قاصرة عن تحقيق أي تقدم يذكر، “فالوساطة الأممية تراوح مكانها في ظل رفض النظام التعاون معها، واستمراره في انتهاك القانون الدولي، ورفضه تطبيق القرارات الأممية الخاصة بسوريا، وسعيه المستمر لإفشال جهود المبعوث الأممي”.

وأشار إلى أن المبعوث الأممي لسوريا “ستافان دي ميستورا”: يراهن على تحقيق تفاهمات بين القوى الفاعلة للتوصل إلى صيغة عمل يمكن فرضها على الأرض، إلا أن هذا الافتراض لم يثبت أي نجاح يذكر خلال الجلسات السبع الماضية.

أما بالنسبة إلى المفاوضات المباشرة مع نظام الأسد، فقد أوضح حجاب أن المعارضة السورية وجهت العديد من الدعوات لإجرائها، وذلك لإدراكها أن النظام يستنزف الديبلوماسية الدولية من خلال إضاعة الوقت وإفشال المحادثات.

وفي سياق رده على سؤال عن إدارة الرقة بعد تحريرها من تنظيم “داعش” قال حجاب: “الإدارة الأمريكية تمزج بين سياستي الردع والديبلوماسية غير المعلنة، وهي غير مستعدة لخوض معركة شاملة في الوقت الحالي، في حين تحاول إيران والميليشيات التابعة لها بسط السيطرة على أكبر رقعة ممكنة في ظل التردد الأمريكي وتصاعد نبرة الخلافات الإثنية في المنطقة”.

وبيّن أنه “في مقابل أطماع التوسع الفارسي، تتحرك أنقرة وفق تفاهمات مغايرة مع موسكو، في حين ترتكز بعض القوى الانفصالية الكردية على الدعم الأمريكي لتحقيق موطئ قدم لها شرق الفرات”.

واعتقد حجاب أن الأمور لن تستقر في المنظور القريب لأي من الفئات المتصارعة، بخاصة أن نظام الأسد قد أثبت فشله في تحقيق أي تقدم عسكري أو المحافظة على المناطق التي يتسلمها من حلفائه، كما أن غالبية القوى الفاعلة تتجاهل الخصوصية السكانية لمحافظتي الرقة ودير الزور.

وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى