سياسة

هل ” بريت ماكجورك ” هو لورانس العرب الجديد؟ ( مترجم )

 

نشرت صحيفة ” خبر تورك ” تقريراً مطولاً عن مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش ” بريت ماكجورك ” تصفه فيه بأنه ” لورانس العرب “.

وطن اف ام ترجمت التقرير كاملاً :

تراقب تركيا كل الخطوات التي يخطوها الدبلوماسي الأميركي عن قرب وكل صورة تُلتقط له مع عناصر ميليشيا “ي ب ك” تخلق ردة فعل صارمة أكثر.

نعم إننا نتحدث عن المبعوث الأميركي الخاص لمكافحة تنظيم داعش “بريت ماكجورك” حيث تم تثبيت دخول ماكجورك إلى ما يسمى إقليم روجافا الذي يقع تحت سيطرة ميليشيا “ي ب ك” في سوريا عن طريق رادارات أنقرة والأكيد أن الموضوع أعمق من المواقف التي اُتخذَت مع عناصر “ي ب ك” فوفقاً للبعض إن هذا الشخص هو النسخة الحديثة للورانس العرب.

ولكن مهمة لورانس هذه المرة ليست تحريض العرب على العصيان بل إعطاء التوجيهات لتشكيل إقليم كردستان في المنطقة، وهذه هي تهمته في أنقرة، وبذلك تم إعلان من هو الشخص الغير مرغوب به في الديبلوماسية الاميركية وقد تمت المطالبة بإقالته وينظر البعض الآخر أيضاً إليه أنه جزء من نظرية المؤامرة وأن ماكجورك هو الديبلوماسي الذي يعمل على وضع تعليمات الرئيس ضمن التنفيذ.

وهدفنا هنا ليس معرفة ما هي مهمة ماكجورك بالتحديد وإنما التعرف على الدبلوماسي الشاب الذي لا تتوافق رؤيته مع النظرة التركية.

وبينما كنا نبحث عن إجابات للعديد من الأسئلة أخبر بعض المسؤولين الكبار في وزارة الخارجية الأميركية صحيفتنا “خبر تورك” عن طريق الهاتف على العديد من المعلومات فلن نقوم بنشر الأسماء ولكنكم تستطيعون إيجاد المسؤولين الذين أعطوا المعلومات بين السطور.

 كتب الدستور العراقي في 31 وأصبح مستشاراً لبوش في 33

“بريت ماكجورك” في الـ 44 من العمر درس الحقوق في جامعة كولومبيا وعمل محامياً فترة من الزمن وتحول بعدها إلى المجال الدبلوماسي بسبب عرض لا يمكن رفضه ،وهو دعوته إلى صياغة الدستور الجديد في العراق بعد الاحتلال حيث عمل مستشاراً للسفير “جون نيغروبونتي” وتم إدخاله ضمن فريق كتابة الدستور والذي يفهم أنه دخل من بابٍ كبير إلى عالم السياسة الأمريكية المخيفة.

وبعد عام تم تعيين الدبلوماسي الشاب في مجلس الأمن القومي وكانت مهمته هذه المرة إدارة العراق وبعد مدة قصيرة تم ترفيعه من قبل الرئيس بوش لكي يصبح مستشار الرئيس في ملفي العراق وأفغانستان وكان قد صعد بالسلم الوظيفي بشكلٍ سريع فقد أصبح مستشاراً للرئيس في أكثر ملفين شكلا تحدياً للولايات المتحدة وكان عمره آنذاك 33 عاماً.

وكان السبب في ذلك بحسب المسؤول الأميركي الذي تحدث مع “خبر تورك” هو أنه كان يحظى بالاحترام في الأوساط الديبلوماسية وتغلبه بسهولة على المهام الصعبة مثل مفاوضات تشكيل الحكومة في العراق من بعد احتلاله عام .2008

 آخر ثلاث رؤساء لأمريكا طلبوه

استلم باراك أوباما منصبه من بوش في شهر يناير عام 2009 وحدث تغيرات كبيرة في وزارة الخارجية وبقي عدد قليل من الأسماء في مواقعهم وكان “ماكجورك” أحدهم حيث استمر بكونه كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة.

وبعد ثمانية أعوام استمر الدبلوماسي الشاب بكونه رجل الرئيس الجديد الذي لا يتغير حيث أن دونالد ترامب الذي انتقد سياسة أوباما الخارجية من دون رحمة عندما تولى الرئاسة عمل على تغيير جميع الموظفين في وزارة الخارجية واحتفظ بـ”ماكجورك” كممثل خاص عنه.

بحسب المسؤول الذي أعطى المعلومات لخبر تورك أن سبب ذلك هو عدم اتباعه بالعمل سياسة أيديولوجية معينة ولديه معرفة بالشرق الأوسط وصاحب نفوذ قوي ومؤثر في المنطقة.

وعلى الرغم من كل تلك النجاحات أعطى “ماكجوروك” استراحة لنفسه من العمل الدبلوماسي عام 2009 ووفقاً لما قاله زملائه بالعمل أن السبب في ذلك رحلات السفر التي لا تنتهي والتي جعلت ليله من غير نوم.

 وقيل أنه حاضر في جامعة هارفارد الأمريكية، وكان مستشارا في مجلس العلاقات الخارجية وقد استدعته وزارة الخارجية مرتين في هذه المدة لممارسة مهامه ، الأولى في 2010 عندما كانت الحكومة العراقية تعيش بأزمة أما الثانية عندما حدثت صعوبات في تمديد الاتفاقية الأمنية بين حكومتي أميركا والعراق في عام 2011.

أول من أحس بخطر تنظيم داعش

عاد إلى الحياة الديبلوماسية في عام 2013 حيث كلف أوباما حينها الديبلوماسي الشاب بمهمة نائب وزير الخارجية والمسؤول عن العراق وإيران وشهدت تلك الفترة صعود تنظيم داعش أحد أكثر التنظيمات الإرهابية إجراماً.

وبحسب المسؤولين الأمريكيين كان ماكجورك واحداً من الأسماء الأولى في الإدارة الأميركية ممن رأى في تنظيم داعش خطراً أكبر مما كان يتوقعه الجميع.

 تنظيمه لسياسة ميليشيا “ب ي د” اغضب تركيا

عندما كان “ماكجورك” في أربيل من أجل إجراء بعض اللقاءات في 10 حزيران عام 2014 استولى تنظيم داعش على مدينة الموصل وبدأ بالزحف نحو بغداد فذهب حينها إلى بغداد وأجلى الموظفين من السفارة الأمريكية.

 كان أحد أكثر الأسماء الذي يستشيرها أوباما بخصوص تنظيم داعش وعين في أيلول عام 2014 نائباً للمبعوث الرئاسي الخاص لمحاربة تنظيم داعش “جون ألين” وأصبح هو المبعوث الخاص في تشرين الثاني عام 2015 وأجرى المفاوضات بين القوى المحلية في المنطقة، ونسق لإقامة تحالف عالمي يضم 72 دولة حول العالم والأهم من ذلك قام بتوجيه الرئيس في موضوع كيفية السياسة التي يجب اتباعها كي يتم هزيمة تنظيم داعش.

ويعود السبب الذي جعل تركيا تغضب منه كونه المهندس الأول لسياسة ميليشيا “ي ب ك” من دون منازع.

 هل هو حبٌ خاص لميليشيا “ي ب ك” ؟

أليسوا هم على علم بكل المشاكل الداخلية والخارجية لحزب “ب ك ك” ؟ بل بحسب المسؤولين الأمريكيين قد كان أحد أهم الأهداف في محاربة تنظيم داعش هو زيادة تنويع المجموعات الموجودة داخل ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية.

ما يعني تقليل نسبة العناصر الأكراد وزيادة عدد العناصر العربية والتركمانية والمسيحية لكن ذلك لم يطبق ما جعل مخاوف تركيا تزداد.

أكد المسؤولين أن الإدارة الأمريكية في واشنطن ليس لديها أي عاطفة أو مصلحة تجاه أي طرف من الأطراف المحلية.

حصلت أنقرة على المعلومات المتعلقة بزيارته التي خلقت التوتر

عمل “ماكجورك” على ضرورة إنشاء تواصل وثيق مع تركيا حيث تفاوض هو وسلفه الجنرال “ألين” مجتمعين مع تركيا من أجل نقطتين مهمتين فأما الأولى كانت من أجل فتح قاعدة أنجرليك لاستخدامها في العمليات ضد تنظيم داعش والثانية في عام 2014 أثناء هجوم تنظيم داعش على كوباني لعبور قوات البيشمركة إلى المنطقة عن طريق الأراضي التركية.

وبحسبما أفادنا به المسؤولين الأمريكين أنه كان في تلك الفترة يؤكد على أهمية مشاركة تركيا في الحرب ضد تنظيم داعش ولكن كلما كان المقص السياسي بين أنقرة وواشنطن ينفتح أكثر كلما كان “ماكجورك” يخسر تماسه المباشر مع تركيا.

والسبب الرئيسي في ذلك من دون أي شك هو اختيار الولايات المتحدة ميليشيا “ي ب ك” شريكاً لها في الحرب ضد تنظيم داعش وقرارها في تسليح الميليشيا.

وعندما كان “ماكجورك” يبني هذه السياسة ذهب عدة مرات إلى ما يسمى إقليم روجافا ومن غير المعلوم فيما إذا كانت الصحافة قد نشرت جميع زياراته ولكن المعلوم أنه عند أول اتصال جرى بينهما كانت علاقته مع أنقرة قد دخلت في حالة البرود ، فالمبعوث الخاص للولايات المتحدة كان يلتقي بالأشخاص الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين وعلاوة على ذلك أيدهم بأفعالهم وساندهم فكانت ردة فعل أنقرة كبيرة على الصور التي يشاركها “ماكجورك” على وسائل التواصل الاجتماعي.

زار “ماكجورك” في نهاية الشهر الماضي ميليشيا “قسد” في مدينتي الرقة والطبقة وبعد ذلك مباشرة ذهب إلى أنقرة واجتمع مع مسؤولين في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وصرح ماكجورك بعدها أنه كان سعيداً في زيارته إلى تركيا مع العلم أنه تم الحديث عما جرى وراء الكواليس من لقاءات حيث أنها لم تكن لطيفة!

أما كبار المسؤولين الأميركيين فقد قالوا لخبر ترك أن المقابلات كانت إيجابية بعكس ما يتم الحديث عنه وقد أعطى “ماكجورك” للمسؤولين الأتراك في زيارته معلومات عن معركة الطبقة والرقة وقال أنه على الرغم من الخلافات في وجهات النظر مع المسؤولين إلا أنه يمكننا إيجاد أرضية مشتركة بيننا كما يمكننا التغلب على الخلافات.

 من هو لورانس العرب ؟

اسمه توماس إدوارد لورانس ولد عام 1888 ودرس علم الآثار في جامعة اكسفورد وشارك في حملة التنقيب عن الآثار ضمن الأراضي العثمانية وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى بدأ بعمليات التجسس لصالح دولته ” المملكة المتحدة” ولعب دوراً فعالاً في ثورة القبائل العربية ضد الإمبراطورية العثمانية.

 تشبيهه بلورانس لم يعجب الولايات المتحدة

بحسب كبار المسؤولين الذين تحدثوا إلى خبر تورك أن تشبيهه بلورانس العرب يحوي على دلالات الإمبريالية لذلك هو أمر غير عادل فـ “ماكجورك” هو فقط أحد الدبلوماسيين الذين يقومون بعملهم فقط !!

وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى