فشل الرياض 2 .. تمسكوا بالأسد وبدستور 2012 فمن يعارضون إذاً ؟!
قال المتحدث الإعلامي باسم الائتلاف الوطني، أحمد رمضان، أمس الثلاثاء، إن منصة موسكو تعتبر مسألة الأسد غير مطروحة للنقاش، وأن ذلك يعد نسفا أبسط مبادئ الثورة السورية، وذلك عقب انتهاء اجتماع أمس بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات، ومنصتي القاهرة وموسكو.
وحسب مصادر مطلعة، فإن موسكو تتمسك بدستور 2012، الذي وضعه نظام الأسد، وإنها تطرح مسألة إصلاح النظام وليس تغييره، كما أن الهيئة العليا لن تنسف جسور التواصل مع منصة موسكو، آملة أن تقوم الأخيرة بمراجعة مواقفها.
وعقدت الاثنين الفائت، اجتماعات في العاصمة السعودية الرياض، ضمت الهيئة العليا ومنصتي القاهرة وموسكو، من أجل تقريب وجهات النظر، حول قضايا عدة في مقدمتها، تسكيل وفد موحد للمعارضة السورية يتولى التفاوض مع نظام الأسد في جنيف.
في المقابل، أكدت مصادر للعربي الجديد، أن منصة القاهرة، أبدت تعاونا في المباحثات، وأنها تتوافق في الكثير من القضايا التي طرحتها الهيئة العليا، أبرزها التمسك بمبادئ جنيف1، وقرارات دولية تدعو لتحقيق انتقال سياسي سلمي في سوريا، عبر تشكيل هيئة كاملة الصلاحيات، تقود مرحلة انتقالية يكتب فيها دستور دائم للبلاد.
من جانبه، يضغط المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، على الهيئة العليا لضم المنصتين إلى وفدها المفاوض في جنيف، في مسعى منه للدفع باتجاه حل سياسي لمصلحة النظام وحلفائه، وهو أشبه للاستسلام بالنسبة للمعارضة.
وفي السياق ذاته، أشاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، زهير الحارثي، بتصريحات سيرغي لافروف أمس، حول التنسيق بين الرياض وموسكو والقاهرة، معتبرا أنه تطور مهم في حلحلة القضية السورية التي تعاني جمودا منذ فترة.
وأكد الحارثي أن التصريحات تصب في دعم التحرك السعودي للوصول إلى مرحلة منتجة لموقف المعارضة السورية، مشيرا إلى أن تحرك السعودية لإيجاد جبهة موحدة للمعارضة السورية، بدعم روسي، من الممكن أن نسميه اختراقا حقيقيا للوضع الراهن المتجمد.
من جانبه يرى الدبلوماسي السوري المعارض، بسام العمادي، أن فشل مباحثات الرياض كان متوقعاً، مضيفاً في حديث مع العربي الجديد أنه لا يمكن للهيئة العليا للمفاوضات قبول الأوامر الروسية، لأن ذلك يعني سقوطها.
وأكد العمادي أن إنشاء ما يُسمّى بمنصة موسكو جاء من أجل تثبيت موقف الأسد وروسيا، وأن هدف موسكو من وراء هذه المنصة، إظهار المعارضة أمام المجتمع الدولي أنها منقسمة، لأن الروس يعرفون أن المعارضة السورية بكل تياراتها لا تقبل الطرح الروسي الذي تتبناه منصة موسكو بشكل كامل، مشيرا إلى أنه كان من الخطأ الجلوس مع منصة موسكو من قبل الهيئة العليا للمفاوضات، متوقعاً خروج تشكيل جديد للهيئة يعرف توجهه بعد.
منصة موسكو يتزعمها، قدري جميل، الذي تربطه مع الروس علاقة جيدة، يتجلى ذلك في مواقفه ودفاعه المستمر عن الوجود الروسي بسوريا، وتضم المنصة شخصيات عدة لا وزن سياسياً لها في المشهد السوري “هم أقرب إلى موظفين لدى قدري جميل”، وفق تعبير أحد أعضاء الائتلاف الوطني السوري.
وطن اف ام