طالب الأكاديمي والمفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة، بالخروج من العملية السياسية وبدء صراع مفتوح مع الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية إعلان أمريكا القدس عاصمة لدولة الاحتلال، الأربعاء الماضي.
وشدد بشارة، في برنامج “لقاء خاص” على شبكة التلفزيون العربي، مساء الإثنين، على أن “المسار السياسي الراهن لا يقود إلى دولة ولا إلى دولتين”.
وأكد أن هذا “المسار غطاء لشرعية نظام أبارتهيد (نظام تفرقة عنصرية) قائم على الأرض ولممارسات عنصرية تقوم بها إسرائيل”.
وقال بشارة إن “الفلسطينيين خارج لعبة العملية القائمة حاليا”، داعيا إلى “صراع مفتوح مع الاحتلال”.
وشدد على أن العملية السياسية الحالية تجري من خلال كذبة تسمى “وساطة”، في إشارة إلى الوساطة الأمريكية، مشددا على أن الإدارة الامريكية “أكثر تطرفا من إسرائيل”.
وذكر أن الرهان الإسرائيلي والأمريكي إزاء قرار الرئيس، دونالد ترامب، الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، يتلخص في “مظاهرات وردود فعل وتنتهي مثل غيرها ثم يبقى القرار والاستيطان الإسرائيلي بالقدس”.
وأوضح إن “الفلسطينيين جميعا، سلطة في الضفة ومقاومة في غزة، إذا لم يجدوا معادلة جوهرية ليس فقط للوحدة وإنما لقلب الطاولة، فلن يتغير شيء في القضية الفلسطينية”.
ولفت بشارة أن هذه المعادلة الجوهرية يجب أن تغير المعادلات مثل الخروج من العملية السياسية.
وأشار أن حل السلطة ليس حلا وإنما البحث عن “استراتيجية واقع” ليس فقط للصدام أو مواجهة عسكرية مع الاحتلال.
وطالب القيادة الفلسطينية بتقرير طبيعة مشروعها الوطني، متسائلا “هل هي معنية باستثمار الحدث عبر استراتيجية لها ؟!”.
وأضاف أن القيادة الفلسطنية “مطالبة بتحديد موقفها من عملية السلام وتحديد مشروعها”.
كما أكد بشارة أن المفاوضات مع الراحل ياسر عرفات فشلت بسبب قضية القدس.
وأوضح أن عرفات “قاوم بشراسة التنازل عن القدس، واستقبل استقبال الأبطال لا لأنه حررها بل لأنه لم يتنازل عنها”.
وقال إنه منذ عام 1948 عقب النكبة هناك قرار أمريكي بعدم التسليم بالواقع الذي فرضه الاحتلال على القدس، حتى جاء ترامب.
وأفاد أن جميع رؤساء الولايات المتحدة قاموا بتأجيل نقل السفارة الذي اتخذه الكونغرس عام 1995، لافتا إلى أن اعتبارات الكونغرس غالبا داخلية.
كما أكد أن إعلان ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال “قرار خطير سياسيا ومليء بالرموز”.
وذكر أن حل الدولتين تضاءل شيئا فشيئا، لكنه ما زال مطروحا والفلسطينيون مازالوا متمسكين بدولة.
ولفت إلى أن بنية إسرائيل عنصرية ونظام أبارتهيد فعلي، ولا ندري كيف ستعامل العرب في القدس وأهلها من الخارج حال وجود دولتين.
والأربعاء الماضي، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية.
وطن اف ام