أكد خبير إسرائيلي بارز في الشأن السوري، على ضرورة أن يرسم الاحتلال الإسرائيلي لروسيا خطوطها الحمراء في سوريا، في الوقت الذي تعمل موسكو على تصميم سوريا الجديدة.
وجاء في تقرير نشره موقع عربي21، أن البروفيسور إيال زيسر، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة “تل أبيب”، يرى أنه في حال صح أن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي من تقف خلف الهجوم الأخير في سوريا الذي استهدف مركز البحوث العلمية، فإن توقيت الهجوم والمكان والهدف، يجعله مختلفا عن كل الهجمات التي سبقته، التي استهدفت إرساليات السلاح لميليشيا حزب الله.
ويضيف أن هذا الهجوم إذا كانت إسرائيل بالفعل هي التي تقف خلفه، فذلك يشير إلى قرب انتهاء الحرب في سوريا، موضحا أن أشهر كثيرة أخرى مطلوبة، كي تنطفئ النار المشتعلة في سوريا، ومن الواضح أن بشار الأسد هو صاحب اليد العليا، حسب تعبيره..
ويذكر أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، اللواء أمير إيشل، اعترف مؤخرا بأن الاحتلال نفذ أكثر من مئة هجوم في سوريا خلال السنوات الأخيرة.
وأكد زيسر أن المنتصرين الحقيقيين هم بلا شك روسيا وإيران وميليشيا حزب الله، الذين تجندوا كلهم لضمان انتصار الأسد، مشيرا إلى أن روسيا اليوم هي من تقود خطوة تصميم وجه سوريا المستقبلي بمباركة معظم اللاعبين الإقليميين والدوليين بمن فيهم تركيا، والأردن والولايات المتحدة أيضا، التي اختارت أن تختفي من الساحة السورية وتسلم المفاتيح لموسكو.
وبين المستشرق الإسرائيلي، في مقال له بصحفية “إسرائيل اليوم”، أن إيران ضمنت وجودا ونفوذا في اليوم التالي في سوريا، إلى جانب أن الروس بعيدون عن الحماسة لمثل هذا الوجود الإيراني، ولكنهم لا يزالون يحتاجون طهران للحفاظ على الاستقرار في سوريا، حيث إن الطائرات الروسية تحوم في الجو، والمقاتلون الشيعة الذين ألقت بهم إيران في سوريا يسفكون الدماء على الأرض.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي عاد في الأشهر الأخيرة وحذر الروس من تثبيت السيطرة الإيرانية في سوريا، معتبرة ذلك خطا أحمر بالنسبة لها، بل ومن شأن ذلك أن يدهور المنطقة لحرب شاملة، كما أن روسيا تحاول إيجاد توازن بين التزامهم بأمن دولة الاحتلال ودعم الأسد.
ولفت زيسر، إلى أن تاريخ موسكو هو العمل بغموض، فهي تستمع لطلبات الاحتلال وتستجيب لبعضها، مثلا في كل ما يفترض أن يبعد إيران وميليشيا حزب الله عن خط الحدود الإسرائيلية الشمالية، حتى أنها تمتنع عن كل رد على هجمات الاحتلال في سوريا، التي تتم تحت عيونها المفتوحة، في حين تترك لإيران تثبيت نفسها في سوريا، حسب قوله.
وأكد أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا تخدم الروس، فهي تجعل من موسكو الراشد المسؤول الذي يعمل على التهدئة وتلطيف حدة زبائنه المنفعلين، ليزيد تعلقهم به، وفق تعبيره.
مؤكدا أنه في مثل هذا الوضع، لا يتبقى للاحتلال غير إطلاق رسالة واضحة لموسكو بشأن خطوطها الحمراء، والعمل بقوة في مواجهة الثلاثي، الوجود الإيراني المتزايد في سوريا، واستمرار نقل السلاح إلى ميليشيا حزب الله من ايران، وأخيرا إمكانية أن يستخدم الإيرانيون المنشآت في سوريا لإنتاج السلاح..
وختم زيسر تقريره، بالقول “إن الهجوم المنسوب لإسرائيل مر دون مثل سابقاته، لكن بقي على حاله السؤال، إذا كان في ضوء انتهاء الحرب في سوريا تغلق نافذة الفرص التي فتحتها هذه الحرب أمام إسرائيل للعمل في سوريا، مثلما هو أيضا السؤال متى ستقرر روسيا وقف هذا النشاط الذي من شأنه أن يعرض للخطر إنجازاتها في سوريا، وأي تعويض أمني ستمنحه لإسرائيل في المقابل؟”.
وطن اف ام