سرّب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، معلومات سرية هامة إلى روسيا، عن مهمة استخباراتية إسرائيلية في سوريا، بحسب ما ذكرته مجلة “فانيتي فاير”، الخميس 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وقال تقرير للمجلة إن الرئيس الأميركي خان استخباراته، عندما فضح تفاصيل عملية الموساد الإسرائيلي ( جهاز المخابرات في دولة الاحتلال)، لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وسفير روسيا في واشنطن سيرغي كيسلياك، في مايو/أيار الماضي، بحسب ما نقلته “الجزيرة”.
موقع “تايمز أوف إسرائيل”، أشار إلى أن التفاصيل التي كشفها ترامب مهمة وسرية، وأنها لعملية “قام بها عميل موساد إسرائيلي ووحدة سايريت ماتكال الخاصة”، واعتبر الموقع أن ما قام به ترامب “طعن بالسكين لنظام مشاركة المعلومات الاستخباراتية بين إسرائيل وأميركا”.
وبنَت مجلة “فانيتي فاير” تقريرها على معلومات من مصادر وصفتها بـ”خبراء في عمليات الاستخبارات الإسرائيلية”.
وكشفت المجلة تفاصيل عن العملية السرية للموساد الإسرائيلي في سوريا والتي كانت مهمتها التنصت على تنظيم (داعش) هناك، بعد صدور تقارير عن خطة للتنظيم في استخدام حواسيب نقالة لتفجير الطائرات.
وقالت المجلة إن “مروحيتين إسرائيليتين Sikorsky CH-53 كان على متنهما كوماندوز إسرائيليون وعملاء موساد شمال سوريا، ضمن مهمة لزرع أجهزة تنصت للتجسس على خلية تابعة لتنظيم داعش تبني طرقاً جديدة لتنفيذ هجمات تفجير”.
وأضافت المجلة أن “الجنود والجواسيس هبطوا وانتقلوا إلى هدفهم بواسطة مركبات، حيث أجرى الجنود دوريات بينما زرع عملاء الموساد الأجهزة. وبعدها سارع الجنود والعملاء للعودة إلى المروحيات للعودة إلى إسرائيل من دون اكتشافهم”.
ويلفت تقرير المجلة إلى أنه بعد بضعة أيام من تنفيذ المهمة داخل الأراضي السورية، “ورد أن جنود استخبارات الإشارات من وحدة 8200 في جيش الاحتلال تمكنوا من الاستماع لجندي من تنظيم الدولة يشرح طريقة صناعة واستخدام قنابل الحواسيب النقالة، التي اخترعها على ما يبدو خبير المتفجرات السعودي إبراهيم العسيري”، وفق تعبير المجلة.
ويشير موقع “تايمز أوف إسرائيل” إلى أنه على الرغم “من التحذيرات التي أطلقها مسؤولون أميركيون بأن ترامب يخضع لضغوطات موسكو وقد يمرر معلومات حساسة للروس، شاركت دولة الاحتلال المعلومات مع الاستخبارات الأميركية؛ ما أدى إلى حظر مؤقت للحواسيب النقالة على متن طائرات من عدة دول في الشرق الأوسط”.
ولم يذكر تقرير المجلة موقع تنفيذ العملية، ولكن ترامب خلال سرده التفاصيل لوزير الخارجية الروسي لافروف والسفير كيسلياك، “عرّض عملاء إسرائيل في الحقل للخطر”، بحسب “فاينتي فاير”.
والقلق بالنسبة لإسرائيل لا يكمن فقط في تسريب ترامب معلومات سرية إلى روسيا؛ بل في إمكانية تمرير الروس المعلومات لحلفائهم الإيرانيين والسوريين.
وأثار كشف ترامب المعلومات غضب الاستخبارات الإسرائيلية؛ ما أدى الى نداءات من قبل البعض بتقييد مشاركة الاستخبارات مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع للمجلة: “ترامب خاننا”، وأضاف: “وإنه لا يمكننا الثقة به، إذن فسنضطر إلى أن نفعل ما هو ضروري وحدنا إن كان ظهرنا للحائط مع إيران”.
وكانت شبكة “سي إن إن” الأميركية أشارت إلى أن “أحد عملاء المخابرات الإسرائيلية في خطر”؛ بسبب المعلومات التي كشف عنها ترامب للوزير لافروف.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت في مايو/أيار الماضي، إن مصدر المعلومات الاستخباراتية الحساسة جداً عن تنظيم الدولة هو الأردن، موضحة أن خطورة ما قام به ترامب لم يتوقف عند جوهر المعلومات الاستخباراتية التي زودت بها المخابرات أميركا؛ بل إن ترامب كشف عن الوسائل والتكتيكات التي اعتمدتها في الحصول على تلك المعلومات.
وأشارت القناة الثانية إلى أن خطورة ما قام به ترامب تتمثل في أن المعلومات الحساسة التي كشف عنها “ستُهدِّد المصادر الاستخباراتية التي يعتمد عليها الأردن في الحصول على معلوماته عن تنظيم الدولة”، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى مصادر بشرية يمتلكها الأردن داخل التنظيم.
وطن اف ام / مواقع