وجه رئيس مجموعة ” سمان يولو ” الإعلامية التركية هدايت كارجا, رسالة إلى صحيفة الشرق الأوسط من سجن ” سيلفري ” الشديد الحراسة حيث يقبع هناك منذ اعتقاله في 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي خلال حملة شنتها السلطات التركية على مناصري جماعة الداعية فتح الله غولن، ووجهت إليهم اتهامات بتشكيل منظمة إرهابية.
ودافع كارجا في رسالته عن موقفه، ومواقف الجماعة، معتبرا أن في ” تركيا الجديدة ” يمكن للحكومة أن تلصق تهمة ” الخيانة ” و ” العداء ” بكل شخص يدافع عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان الأساسية، سواء كان يحمل الجنسية التركية أو غيرها.
وفي رسالته التي طلب توجيهها إلى ” العالم الحر ” قال كارجا إنه أول صحافي في العالم يسجن بسبب برنامج تلفزيوني بث قبل نحو 4 سنوات، كاشفا أنه توجه إلى المحكمة قائلا «إذا كان فنانون وعاملون في قناة تلفزيونية يُعتقلون ويُتهمون بالإرهاب بسبب مسلسل تلفزيوني، فإن هذه القضية خيالية وهمية. لكنه كان قد صدر حكم مسبق ضدنا منذ وقت طويل، ولم يكن هناك داعٍ حتى للدفاع عن أنفسنا!». وأضاف: «لقد عايشنا عملية محاكمة مزيفة أمام (محاكم صورية).
ووجه كارجا انتقادا عنيفا لرئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان «المخنوق والواقع في مأزق كبير جراء فضيحة الفساد»، معتبرا أنه «بدأ يدمر بسرعة متناهية المكاسب الديمقراطية التي حققها في الماضي. ويسعى للتخلص منا بصفتنا الإعلام الحر؛ وذلك لأننا لم نصفق لهذا الاتجاه السيئ والخطير».
وكان القاضي الذي أصدر حكما بالاعتقال بحقنا شخصية معروفا عنها أنها لا تتجنب كيل المدح والثناء للرئيس إردوغان على مواقع التواصل الاجتماعي». وتابع: «صِحت في المحكمة لرفض الظلم الواقع علي، وسألت القاضي: (تتهموننا بتشكيل تنظيم إرهابي، فأين هذا التنظيم وأين الأسلحة؟)، فلم يستطع الرد علي، فصرخت في قاعة المحكمة: (إن من يصدرون الأحكام دون أن يستطيعوا تقديم دليل واحد يثبت صدقهم، سيجلسون يوما ما على كرسي الاتهام الذي أجلس عليه الآن ليحاكموا أمام المحاكم الحرة!)».
الشرق الاوسط