رغم الانتصار على تنظيم الدولة “داعش” الارهابي في الموصل ما زال الوحش يتربص بالمدينة عبر القليل من البواقي ممن هم دخلاء على العراق وأرضها وشعبها.
ارهابيون وارهابيات أتوا من الخارج ليستبيحون بالأرض وشعبها وجيشها, وعندما يواجهون اما بالموت أم الهزيمة يأخذون المدنيين العزل رهائن ودروع بشرية لكي يقوموا بعمليات انتحارية جبانة ضد الجيش الذي لا يخاف ولا يهيب الموت حتى دحر آخر داعشي ارهابي دخيل عن أرض العراق.
بعد إعلان تحرير مدينة الموصل بالكامل من ارهابيو داعش في 10 يوليو الجاري، لا تزال المعارك مستمرة بين ما تبقى من جيوب للتنظيم الارهابي في آخر منطقتين من الموصل القديمة وقوات الأمن العراقية. وفيما كشفت مصادر أمنية محلية أن عدد الارهابيين المتبقين لداعش في المدينة القديمة يبلغ نحو 250 غالبيتهم من الأجانب وعوائلهم الذين ينفذون عمليات انتحارية ضد القطعات العسكرية.
وقال هاوكار الجاف، المسؤول في مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، لجريدة الشرق الأوسط: «قبضت قوات مكافحة الإرهاب على نساء وأطفال لارهابيو داعش الأجانب الذين جاءوا إلى العراق من أوروبا ودول أخرى، بما في ذلك أجانب من أصول عربية”.
وأشار إلى أن قوات مكافحة الإرهاب والقوات العراقية الأخرى كثّفت عملياتها في منطقتي القليعات والشهواني المحاذيتين لنهر دجلة، حيث ما زال هناك وجود لارهابيو التنظيم وعوائلهم. وأفادت معلومات لجريدة الشرق الأوسط بأن المعارك مستمرة بين بقايا الدواعش والقوات العراقية التي تتقدم بحذر بسبب كثافة العبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون في آخر أزقة المدينة، وبسبب وجود أعداد من المدنيين المحاصرين من افراد التنظيم الاجرامي الذين يختبئون في أقبية المنازل القديمة ويتحصنون بالمدنيين للحؤول دون إلقاء القبض عليهم أو قتلهم.
وفي هذا الإطار، تحدث الجاف عن استسلام عدد من زوجات ارهابيو التنظيم الأجانب بعد مقتل أزواجهن، حيث سلّمن أنفسهن طوعا مع أطفالهن، في حين ألقت قوات الأمن القبض على بعضهن، كما لجأت أخريات إلى تفجير أنفسهن وأطفالهن بالقوات المتقدمة، لافتا إلى أن لدى الحكومة العراقية برنامجا مخصصا للتعامل مع مسلحات التنظيم الأجانب، إذ يتم تقسيمهن إلى قسمين: يتم تسليم بعضهن إلى دولهن، أو تتم محاكمتهن في العراق.
وتنقسم جنسيات مسلحات داعش الأجانب بين الروسيات والشيشانيات وهن الغالبية والألمانيات والكنديات والأستراليات والفرنسيات والبريطانيات والأفغانيات ومن جنسيات أفريقية وعربية مختلفة، إضافة بالطبع إلى العراقيات. وقال الجاف: «خلال الأيام الماضية قبضت القوات العراقية على نحو 27 امرأة أجنبية من مسلحات داعش، ونُقلن جميعهن إلى بغداد للتحقيق معهن. معظمهن كن قناصات، لا سيما الروسيات منهن”.