سوريا

ما غاية بوتين من العمل “سمساراً” بين بشار الأسد وترامب ؟

حمل الحديث الجانبي بين كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووكيله في سوريا بشار الأسد خلال وجود بوتين في دمشق الأسبوع الماضي والذي تضمن دعوة بشار الرئيس الأمريكي لزيارة سوريا، الكثير من الدلالات وفق ما ترى شريحة من المراقبين للشأن السوري والدولي.

وكانت محطة “روسيا 1” انفردت بنشر فيديو الأحد 11 كانون الثاني، يظهر بوتين وبشار الأسد داخل إحدى الكنائس التاريخية في دمشق، ويدور بينهما حديث يسخران فيه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث بدأ الأسد بقوله عن ترامب: “عليه أن يتبع خطوات أحد تلاميذ المسيح حتى يصبح إنسانا صالحا”، ليرد بوتين: “سينصلح حاله، ادعه إلى هنا وسوف يأتي”.

ووصل بوتين الخميس الماضي في زيارة مفاجئة إلى دمشق، هي الأولى له منذ عام 2011، وقال الكرملين إن بوتين جاب بعض شوارع دمشق في سيارته الخاصة قبل أن ينتقل لمقر القيادة الروسية في العاصمة، ويستدعي بشار الأسد للتباحث بالشأن السوري.

وعلى الرغم من أجواء المزاح التي سادت المشهد في حديث بوتين ووكيله بالفيديو، إلا أن مراقبين أكدوا وجود الصبغة الرسمية لتلك الدعوة، التي لا يمكن أن تحسب في السياق العفوي، وأن الفيديو الذي تم تسريبه لاحقا يحمل رسائل عديدة.

إيران نقطة التقاء
الخبير بالشأن الأمريكي محمد مجدي أكد أن ثمة مصلحة مشتركة بين بوتين وترامب في سوريا، وهي خروج إيران ومليشياتها من المنطقة، وذلك يصب في تعزيز النفوذ الروسي المتنامي من جهة، وتبديد هواجس إسرائيل من جهة أخرى لتعزيز المصالح الأمريكية.

وقال “مجدي” في حديث هاتفي لوطن اف ام، إن زيارة بوتين بدت مفاجئة حتى لبشار الأسد نفسه، ومن الواضح أنه تأتي في نطاق سعي بوتين لفرض هيمنته بشكل أكبر على سوريا.

ورأى الخبير المصري أن من مصلحة بوتين إخراج القوات الإيرانية، بحيث “لا تكون هناك أي قوة ثانية غير القوات الروسية للسيطرة على مساحات شاسعة وقواعد عسكرية وميناء بحري في سوريا”.

وأضاف: “بوتين يحاول استخدام الرئيس ترامب للضغط باتجاه إخراج إيران، وهو الهدف الوحيد الذي يمكن أن يدفع ترامب للتفكير بزيارة سوريا”.

ورجح “مجدي” بقوة أن يزور ترامب دمشق إذا حصل على ضمانات لإخراج إيران تبدد هواجس إسرائيل، وقال في هذا الصدد: “إسرائيل ليس لديها أي مانع من وجود الأسد(..) اعتراضهم على حزب الله وإيران (..) أي مؤشرات على طرد بشار لإيران من سوريا ستجعل ترامب يفكر بالزيارة”.

سمسار الكرملين
رئيس مؤتمر ميونيخ الأمني “فولفجانج إيشينجر” أشاد بما يقوم به بوتين في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا وليبيا وإيران، معربا عن آماله أن يهتم الأوروبيون بشكل أكثر في تلك المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن “إيشينجر” قوله: “من أجل الحصول على نفوذ في المنطقة، فأنت تحتاج إلى كلا الأمرين – بوتين يعرف ذلك ، يعرف ترامب ذلك ، وآمل أن نعرف نحن الأوروبيين ذلك”.

وتدخلت روسيا في سوريا رسمياً لحماية نظام الأسد في أيلول 2015، وهو ما ساهم في استعادة نظام الأسد مناطق واسعة خسرها سابقاً، بعد عمليات عسكرية بدعم روسي أسفرت عن تهجير وقتل عشرات آلاف المدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى