حذر مدير منظمة الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، من موجة تطهير وموجة لجوء جديد، خلال الحملة العسكرية الجارية لنظام الأسد وروسيا على محافظة إدلب ومحيطها.
وقال الصالح في مقابلة مع وكالة الأناضول، نشرت اليوم الإثنين 20 كانون الثاني، إن نظام الأسد وروسيا قوى متحالفة، ولهم سياسة واضحة بإخلاء المنطقة من سكانها للسيطرة عليها، مؤكدا أن كل حملة قصف تبدأ بالمنشآت الحيوية والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء، ثم الأسواق والأحياء السكنية، لإخلاء المنطقة من سكانها.
تغيير ديموغرافي وتطهير
وأكد الصالح أنه “كان هناك حملات تطهير وجرائم مرتكبة بحق الشعب، بدأت من ريف دمشق، من داريا ومضايا الزبداني ووادي بردى والغوطة الشرقية، وانتقلت إلى حمص وأحيائها القديمة، والتي رغم أربع سنوات من سيطرة النظام (على أحياء حمص) لا أحد فيها، ثم انتقل إلى ريف حمص الشمالي، ومناطق كثيرة، وحاليًا يتبع السياسة نفسها في إدلب وريف حماة”.
وأضاف: “اليوم نتحدث عن معرة النعمان وريفها، أكثر من 350 ألف شخص أخلوا مناطقهم، وقبلها خان شيخون ومناطق أخرى وريف حماة الشمالي، فهناك أكثر من مليون نسمة تركوا منازلهم منذ نيسان الماضي”.
مدير الخوذ البيضاء شدد في المقابلة على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازمًا في حماية المدنيين من “إرهاب النظام وروسيا” وفق تعبيره، مشيرا بالقول :”حاليًا لا نعلم ما هي أهداف روسيا والنظام في المنطقة”.
وشدد على أن “روسيا ساهمت بالتغير الديموغرافي في عدة مناطق من سوريا، ودعمت النظام والميليشات للقيام بهذا، موضحا أن “ما مارسته روسيا من جرائم بهذا الاتجاه تصنف جرائم حرب، وتشجع النظام باتخاذ قرارات مثل القرار رقم 10 بمصادرة أملاك اللاجئين، حيث تساهم بالتغيير الديمغرافي وتؤثر على سوريا المستقبل”.
وتابع: إذا راجعنا عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الفترة الماضية في ثمانية أشهر، سنجد أن أكثر من 60٪ منهم نساء وأطفال، فكل حديث روسيا عن محاربة الإرهاب هو محض ادّعاءات”.
موجة هجرة
وأكد الصالح أن استمرار التصعيد الدموي ينذر بموجة لجوء جديدة تطال تركيا وأوروبا، وفي هذا الصدد قال: “لا أستطيع تقدير حجم الكارثة، لكن نتحدث عن ملايين الأشخاص موجودين في منطقة كانت قبل سنوات تتسع لحوالي 200 إلى 300 ألف نسمة، وهذا سيكون تهديدًا كبيرًا على تركيا وأوروبا، بمشاهدة موجات نزوح جديدة جماعية”.
وأكد المسؤول الإغاثي أن منظمة الدفاع المدني هدف مباشر للقوات الروسية، وعن ذلك قال: “لا نُستهدف بالقصف وحسب، بل إعلاميًا أيضًا، فروسيا تبذل جهدها لضرب مصداقية الخوذ البيضاء، لأنها الشاهد الأساسي والأول على جرائم النظام وروسيا، لذا تعمل بكل طاقتها لاستهدافنا إعلاميًا وعبر الطائرات”.
ونفى الصالح وجود أية محاولات للتواصل مع موسكو، مضيفًا: “إذا أوقفت روسيا قتل الشعب السوري يومًا ما، فنحن مستعدون للحوار بهذا الشأن”.