تلبي المساعدات المرسلة من تركيا القسم الأكبر من احتياجات سكان مدينة عين العرب “كوباني” الواقعة شمال شرقي محافظة حلب، بعد أن دمّرت البنى التحتية فيها، جراء المعارك التي شهدتها بين فصائل كردية ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي.
وتعود الحياة في المدينة ببطء إلى وضعها الطبيعي بعد المعارك التي دامت قرابة أربعة أشهر متواصلة، حيث أن انهيار البنية التحتية في المدينة يأتي على رأس قائمة العوامل التي تسهم في جعل الحياة أصعب على السكان، الذين يواصلون حياتهم بفضل المساعدات التي تأتيهم من تركيا.
ويواصل العديد من المؤسسات الإغاثية على رأسها الهلال الأحمر التركي، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية ” İHH “، إضافة إلى منتدى شانلي أورفة للمساعدات الإنسانية الذي أرسل 200 شاحنة مساعدات إنسانية إلى سوريا خلال عامين، استنفاره من أجل تلبية احتياجات سكان عين العرب.
وأوضح منسق المساعدات في عين العرب، “عز الدين عبدي”، لمراسل الأناضول أن جميع مصادر الدخل فُقدت بسبب الاشتباكات، مشيراً إلى أن سكانًا من مدن حماة وحمص وحلب نزحوا إلى عين العرب، ومؤكداً حاجة السكان الملحة للمساعدات.
وذكر عبدي أن القسم الأكبر من المساعدات جاء من تركيا، مضيفاً “ترسل منظمات المجتمع المدني التركية مثل هيئة الإغاثة الإنسانية ” İHH”، ومنتدى شانلي أورفة للمساعدات الإنسانية، مساعدات للمدينة، وتصدّرت تركيا قائمة البلدان التي تقدم مساعدات لكوباني، حيث وصلنا من إسبانيا 13 شاحنة خلال الأعوام الأربعة الماضية، و شاحنة واحدة من سويسرا، كما نشكر تركيا لتلك المساعدات ولاستضافتها حتى الآن مواطنين من مدينتنا”.
من جانبه، أفاد “خليل شيخ مسلم” المزارع في المنطقة، أنهم ينتظرون تقديم دول أخرى يد العون لهم إلى جانب تركيا، قائلاً ” نأخذ مادة المازوت من تركيا ونقوم بتوزيعها على السكان هنا، حيث إننا نمر بمرحلة صعبة حالياً، ولدينا احتياجات جدية في القطاعات الصحية والاقتصادية والاجتماعية”.
بدوره، أكد قائمقام بلدة سوروج الحدودية مع سوريا في شانلي أورفة، “عبدالله جيفتجي”، أنهم يستضيفون اللاجئين في تركيا بأفضل شكل، وأنهم لم يهملوا تلبية احتياجات السكان خلف الشريط الحدودي، مشيراً إلى أنهم أرسلوا 500 شاحنة مساعدات إلى عين العرب قبل اندلاع الاشتباكات فيها، و 300 شاحنة أخرى بعد انسحاب تنظيم داعش منها.
وتابع قائلاً “استضفنا مئات السوريين بأفضل شكل خلال اندلاع الاشتباكات، ونواصل حالياً دون انقطاع تقديم المساعدات للسوريين في الأراضي السورية، ونتمنى عودة الحياة إلى سابق عهدها في كوباني بأقرب وقت ممكن”.
جدير بالذكر أن تنظيم “داعش” انسحب من عين العرب نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد معارك وحصار استمر قرابة 4 أشهر.