أفاد تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، أنه ستبدأ غدا أولى الخطوات الملموسة لتأسيس فيدرالية شمال سوريا، بانتخابات وحدات صغيرة، تعقبها خطوات تؤدي إلى تأسيس برلمان وهيئة تنفيذية بداية العام المقبل لإدارة ثلاثة أقاليم وست مقاطعات.
وقال تقرير الصحيفة، إن الانتخابات ستجري غدا في مناطق انتشرت فيها قواعد عسكرية أميركية شرق نهر الفرات لدعم ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية لقتال داعش من جهة، ومركز عسكري روسي غرب النهر لدعم الميليشيا أيضا وفصلها عن فصائل الثوار التي يدعمها الجيش التركي شمال مدينة حلب.
وأشار إلى تزامن الانتخابات مع حشود تركية على الحدود الجنوبية التي تلوح باستخدام القوة لمنع قيام إقليم كردي انفصالي شمال سوريا، وحشود أخرى مقابل حدود العراق للضغط على إقليم كردستان لتأجيل الاستفتاء على الاستقلال الاثنين المقبل.
ونوه أن مجلس الأمن القومي التركي، سيعقد غدا اجتماعا برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان لبحث اتخاذ إجراءات ملموسة بما فيها دعم عملية عسكرية في إدلب لمنع قيام ممر كردي من ريف حلب إلى اللاذقية والبحر المتوسط.
وفي وقت سابق، عقد في الرميلان شرق سوريا مؤتمر أقر القانون الانتخابي للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا وقانون التقسيمات الإدارية لتوسيع ما يسمى بالإدارات الذاتية، لتصبح ثلاثة هي إقليم الجزيرة وإقليم الفرات وإقليم عفرين، بدلا من أقاليم هذه الإدارات التي تأسست قبل سنوات وكانت الجزيرة وعين العرب وعفرين، تقول الصحيفة.
وحددت ما تسمى بالإدارة الذاتية، تاريخ 22 الشهر الحالي موعدا لإجراء انتخابات الكومينات أي الوحدات الصغيرة، وحسب تقديرات الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا الانفصالية، فوزة اليوسف، يعيش في الأقاليم الثلاثة نحو ثلاثة ملايين سوري يشكل الأكراد 50 في المائة منهم، في حين يشكل العرب 45 في المائة، مقابل 5 في المائة من باقي المكونات.
وأشار إلى توجه آلاف الرجال والنساء في الساعات الماضية لتسجيل أسمائهم للاقتراع غدا في الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية.
.
وقالت اليوسف، في اتصال هاتفي أجرته الشرق الأوسط أمس، إن إقليم الجزيرة يضم 2487 وحدة رشح إليها 7384 شخصاً، ويضم إقليم الفرات 749 وحدة رشح إليها 3135 شخصاً، فيما رشح 1566 شخصا للتنافس في 412 وحدة في إقليم عفرين، حيث من المقرر أن تكون الرئاسة في كل واحدة سواء كانت حارة أم حيا أم بلدة مشتركة بين الذكور والنساء.
ونوهت الصحيفة أن محافظة الرقة، التي سيطرت ميليشيا قسد على 80% منها، لن تكون ضمن فيدرالية الشمال، ذلك أن الأميركيين دعموا تشكيل مجلس محلي فيها، حيث يعمل من مدينة عين عيسى في ريف الرقة، ويحظى بدعم التحالف الدولي بقيادة أميركا، وبعد السيطرة الكاملة على الرقة سيقرر ما إذا كانت ستنضم إلى الفيدرالية.
كما لفت إلى أنه من المقرر أن تجري في 3 تشرين الثاني انتخابات الإدارات المحلية انتخابات مجالس القرى، والبلدات، والنواحي، والمقاطعات، وفي 19 كانون الثاني 2018 انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سوريا.
وأوضحت اليوسف، أن مؤتمر الشعوب سيضم 300 شخص وسيكون بمثابة البرلمان، على أن يجري تشكل هيئة تنفيذية بنسبة 80 في المائة من البرلمان و20 بطريقة أخرى، ليحدد عدد أعضاء الهيئة بعد تشكيلها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أكراد أن التحالف الدولي بقيادة أميركا على اطلاع بالانتخابات، وأن الروس يراقبون ذلك بدورهم ما يمكن تفسيره أنه بمثابة رقابة أميركية – روسية على الانتخابات، وسط موافقة ضمنت للطرفين خيار اللامركزية أو الفيدرالية لسوريا مستقبلا، في حين ترفض أنقرة خيار التقسيم وقيام إقليم كردي.
وطن اف ام