حملات دعم عديدة يقوم بها المؤيدون من الطائفة العلوية خلال الفترة الماضية بعد الخسائر التي مني بها النظام، واقتراب التنظيمات الإسلامية من مناطق العلويين في تدمر التابعة لريف حمص، ومدينة جسر الشغور الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة اللاذقية المعقل الأكبر للعلويين في سوريا، حملات دعم نفسي تهدف إلى التخفيف من آثار هذه الخسائر يقوم بها جمعيات مثل جمعية بستان الباشا التي تتبع لرامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى حملة دعم مدينة القرداحة التي حملت عنوان «القرداحة عرين الأسود» لدعم أهالي القتلى من أبناء مدينة القرداحة.
وقد وصل تنظيم الدولة الإسلامية إلى ريف حمص واقترب أكثر بعد سيطرته على مدينة تدمر دون أن يلقى أي مقاومة خلال عمليات تقدمه إلا من سلاح الطيران الذي لم يعد يخيف عناصر التنظيم، وكان هناك ثلاثة من أكبر الضباط العلويين المقربين لبشار الاسد قتلوا في المعارك أبرزهم قائد العمليات العسكرية في مدينة تدمر العميد حيدر أسعد، وتفيد الأنباء الواردة وفق ناشطين بسيطرة تنظيم الدولة على المنطقة القريبة من سجن تدمر وتدعى المنطقة الثالثة، كما أكد ناشطون من المدينة أنها باتت محاصرة من عناصر التنظيم والسيطرة عليها فقط مسألة وقت.
كما وصلت قوات المعارضة إلى تخوم مناطق سيطرة العلويين من جهة الشرق عدا عن الشمال فإن ذلك من شأنه ان يحد من تحركاتهم ضمن الساحل، حتى بل يمنع تنقلهم باتجاه باقي المناطق، خصوصاً حمص وحلب والعاصمة دمشق، وأشار العديد من أبناء الطائفة العلوية أن هناك مخاوف متزايدة من سيطرة الإسلاميين على مناطق قريبة من جبال الساحل؛ لأن ذلك من شأنه أن يتسبب بمعارك عنيفة يكون فيها الغلبة للإسلامين، منوهين إلى المعركة التي شهدتها جبال العلويين في الربــــع الأخير من عام2013 وسيطر فيها عناصر المعارضة الإسلامية على 14 قرية علوية في غضون ساعات، وكان تنظيم الدولة هو من يقود العملية التي أدت إلى مقتل المئات من الشبان العلويين، وأسر العديد من النساء والأطفال، وعلى الصعيد النفسي نشطت العديد من المنظمات التي تهتم بشؤون المجتمع المدني في تفعيل العديد من دورات الدعم النفسي التي تركز على معالجة تبعات الحرب، إحدى الجمعيات العاملة داخل مناطق سيطرة النظام في الساحل السوري نشرت على موقعها على فيسبوك خبراً عن تخريج دفعة من الشابات التي تختص بالدعم النفسي، وركزت على أن الوضع الراهن يستوجب إعداد المزيد من اختصاصي الدعم النفسي.
حالة من الخوف الشديد تنتاب صفوف المؤيدين لبشار الأسد في كافة مناطق الساحل العلوي، وتأتي هذه الحالة بعيد وصول عشرات الجثث لأبناء الطائفة إلى المشافي داخل مدن الساحل ويتم تشييعها بطرق استفزازية ويتم فيها إطلاق النار إلى كافة الاتجاهات، ويدرك أبناء الطائفة ان الوضع لن يطول كي يسقط بشار الأسد، في حين ان الأغنياء من التجار والاقتصاديين الكبار بدأوا بالبحث عن مكان آخر يستقرون فيه مع أموالهم بعيداً عن أي حرب أو أعمال عسكرية.
في حين أن هناك العديد من أبناء الطائفة العلوية يفكرون بالانشقاق إلى دول الجوار بعد ان شعروا بأن الوضع لم يعد لصالحهم، وكان آخر انشقاق شهدته الطائفة لضابط علوي يدعى مناف محمد من مدينة جبلة، ويأتي انشقاقه بعد خدمة في مخابرات النظام دامت 18 عاما.
وعلى الصعيد الدولي فالعديد من الدول الكبرى بدأت تستشعر خطر هذه التنظيمات التي تحقق الانتصارات المتتالية في كافة الجبهات، وأكدت هذه الدول على ضرورة الحل السلمي للأزمة السورية، على حد وصفها، وفق ما صرحت به الخارجية الروسية خلال الساعات الماضية، وأكد العديد من قادة المعارضة ان عمليات التحرير مستمرة وليس هناك أي ارتباط أو أجندات وراء هذه الانتصارات سوى توحد العديد من الفصائل تحت مسمى «جيش الفتح» الذي يضم أيضاً «جبهة النصرة».
المصدر : القدس العربي