قالت صحيفة قرار التركية، إن التطورات الأخيرة الحاصلة في شمال العراق، مؤخرا، أثارت الاستياء، مع تقدم المجموعات الكردية ضمن عملية محاربة تنظيم داعش.
وتساءلت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته وطن اف ام، حول مصير ميليشيا “ب ي د” إذا كان سيشبه مصير البرزاني، معتبرة أن الإجابة على هذا السؤال، تنتظرها كل القوى في المنطقة، من الولايات المتحدة لتقرير ما إذا كانت ستبقى في سوريا أم لا.
وأضافت الصحيفة، أنه في العراق وسوريا، كانت المجموعات الأكثر ربحاً في استرجاع الأراضي من تنظيم داعش، هي العناصر الكردية فقد توسعت ميليشيا “ب ي د” في سوريا وحكومة إقليم كردستان العراق بشكل كبير.
حيث إنه بعد الاحتلال الأمريكي في العراق، أول تجاوز للقرار الذي اتخذته حكومة شمال العراق، وهو الاقتراب من الأماكن التي تسمى المناطق المثيرة للجدل.
وأشارت إلى اكتساب حكومة أربيل، في هذا الصدد، جزء كبير من الموارد الطبيعية للعراق، إذ توجد حالة مماثلة لميليشيا “ب ي د” في سوريا، فقد سيطرت الميليشيا على معظم النفط والموارد الطبيعية والزراعية في محافظات دير الزور والرقة والحسكة في سوريا.
وذكرت أن كل من ميليشيا “ب ي د” و حكومة إقليم كردستان العراق في هذه العملية لديهم أقلية من السكان الأكراد في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما يدل على مدى توسع أراضي الجماعات الكردية.
منوهة أن الأنباء التي تفيد بأن مركز مدينة الرقة قد تم الاستيلاء عليه بشكل كامل من قبل قسد، وهو تحالف من ميليشيا “ب ي د” والعناصر العربية، هي الآن تفاصيل غير مهمة، كما ان الرقة هي المكان الذي أعلنت فيه داعش الخلافة واتخذتها عاصمة لها خلال الفترة التي انتشرت فيها على نطاق واسع وخططت فيها للهجمات الإرهابية في الخارج.
وأشارت إلى أن هذا الارتفاع غير المعوق للقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة وخاصة لدى تركيا وإيران والعراق وسوريا قد تجاوزها العراق في غضون أيام قليلة فعقب الاستيلاء على كركوك المدينة النفطية يوم الاثنين، تم السيطرة أمس على سنجار وبعشيقة.
ويشير انسحاب البشمركة من دون مقاومة إلى أن أربيل وافقت على الانسحاب إلى الحدود المتاخمة للمناطق المثيرة للجدل والتي أقرت في عام .2003
ولفتت الصحيفة إلى تخلي حكومة شمال العراق في غضون ثلاثة أيام عن الأراضي التي استولت عليها عن طريق حرب دامت لثلاث سنوات ضد داعش، وقد نتج عن ذلك أن حلم الاستقلال عن طريق الاستفتاء الذي أجراه مسعود بارزاني وواجه العالم به قد وصل إلى نهايته على الأقل في المستقبل القريب.
وكررت تساؤلها بالقول: “هل سيكون مصير ميليشيا “ب ي د” مشابها لمصير برزاني؟”، مؤكدة أن الجواب على هذا السؤال يعتمد على الولايات المتحدة، الحليف الوحيد للميليشيا في المنطقة.
والموقف الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية هو أن أهدافها في سوريا هي محاربة تنظيم داعش وآراء الخبراء حول الموضوع مختلفة فبعض الخبراء يتوقعون أن الولايات المتحدة ستكون دائمة في المنطقة، والبعض أنها سوف تبيع الأكراد، حسب صحيفة قرار
وفي هذا الصدد، نوهت إلى أن الموارد الطبيعية التي اتخذتها ميليشيا “ب ي د” خلال عملية دير الزور، الشهر الماضي بشكل خاص، هي ميزة، ويعتبر عدم الوصول إلى البحر سيئاً.
ويقول التقرير، إنه من الواضح أن ميليشيا “ب ي د” بحاجة إلى دعم أميركي وقال مسؤولون في ميليشيا “ب ي د” إن “الولايات المتحدة ستبقى في سوريا لعقود”
وقد بذلت ميليشيا “ب ي د” قصارى جهدها لضمان ذلك في محاربة تنظيم داعش.
وكانت الميليشيا على استعداد للقتال من أجل دعم الولايات المتحدة وفقدت الآلاف من مسلحيها من أجل الاستيلاء على العديد من المناطق حيث لا يعيش الأكراد فيها، بما في ذلك الرقة.
ويوضح أن الولايات المتحدة، التي دخلت في الحرب السورية لمحاربة داعش في عين العرب في عام 2014، أصبح لديها أكثر من قاعدة في هذا البلد بعدما لم يكن هنالك أي وجود عسكري من قبل، لكن بات لديها الآن في شمال سوريا 10 قواعد تقع في مناطق مختلفة تسيطر على جميعها ميليشيا “ب ي د”.
ويشير إلى أن القوات الأكثر معارضة للإدارة الفعلية لميليشيا “ب ي د” في سوريا هي تركيا ونظام الأسد، لكنهما يقعان على جانبين مختلفين من الحرب الدائرة منذ ستة أعوام ونصف، غير أنه من الممكن أن يكون انسحاب البيشمركة في العراق أعطى تفاؤلاً في خطط الاثنين من أجل ميليشيا “ب ي د”.
ومن المعروف أن نظام الأسد، الذي يشير في كل فرصة أنه يريد الهيمنة على سوريا كلها، وخاصة في دير الزور، قد ضغط على روسيا من أجل أخذ الأرض الواقعة تحت سيطرة ميليشيا “ب ي د”.
كما أن العمليات التي كان من المقرر القيام بها من قبل القوات التركية في منطقتي منبج وعفرين تعرقلها الولايات المتحدة وروسيا عبر وضع الجنود في هذه المناطق وقد نشروا قواتهم بالفعل على حدود إدلب عفرين.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أنه من الصعب القول إن إيران وروسيا وتركيا ونظام الأسد سيعملون معاً، فاستعدادهم لإنهاء هيمنة ميليشيا “ب ي د” في المنطقة ليست بنفس مستوى الإرادة.
فضلا عن ذلك فإن الوقت الذي تعاونت فيه روسيا مع ميليشيا “ب ي د” في منطقة عفرين، لم تتمكن إيران، مع العدد الهائل من العناصر التي تقاتل في صفوف نظام الأسد، من مهاجمة ميليشيا “ب ي د”.
وتبعا لما يقوله التقرير، فإن مصير ميليشيا “ب ي د” يعتمد على الولايات المتحدة كما هو حال البرزاني وواشنطن، ومن ناحية أخرى، لم تحدد بعد السياسة التي ستتبعها ومن الممكن أيضا أن البنتاغون، الذي يسيطر على سياسة الولايات المتحدة في سوريا، لم يقرر بعد ما يجب القيام به من داخله.
وختم التقرير بالقول، إن ميليشيا “ب ي د” من جهة، تعمل من أجل استمرار الدعم الأمريكي، في حين إنه من ناحية أخرى يعمل نظام الأسد على الاحتفاظ بكسب الامتيازات عند المفاوضات على أراضي مثل الرقة، ودير الزور.
وطن اف ام