يدفع المدنيون في مدينة منبج ثمن الممارسات التي يتلقونها من قبل ميليشيات وحدات “حماية الشعب” الكردية التي تسيطر على المدينة.
وتنوعت وسائل التضييق الممنهجة على الأهالي، مثل اعتقال الأطفال بعمر13-14 عاما للتجنيد الإجباري، ومنع دخول المساعدات للمنطقة، ليستمر التضييق بشكل ممنهج، ويدفع الأهالي ثمن وعود دول غربية، بأن القوات الكردية ستنسحب من مدينتهم إلى شرق نهر الفرات.
وتحدث السكان أنهم يعيشون أياماً صعبة، منها اقتلاع الأطفال من ذويهم، وإجبارهم على الخدمة الإلزامية، ولهذا السبب فإن الحواجز العسكرية تلفت الانتباه في المدينة، بحسب وكالة الأناضول.
كما أن الميليشيات الكردية تمارس العنف ضد المحتجين على التجنيد الإجباري، وذكرت الوكالة معلومات عن إطلاقه النار على المدنيين، واحتجاز عددٍ من المحتجين بشكل غير مشروع، وفقدان الاتصال ببعضهم.
وبسبب العنف الممارس من قبل الميليشيات الكردية فإن النازحين من المدينة، يفضلون عدم العودة إليها.
وكانت الميليشيات الكردية سيطرت على منطقة منبج الواقعة غرب نهر الفرات في آب/أغسطس 2016، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أن كانت تحت حكم تنظيم تنظيم ” داعش”.
الخبير الأمني التركي، وعضو الهيئة التدريسية في “جامعة حسن قليونجي”، مراد أصلان، قال إن “ميليشيا (ب ي د)، وبحجة قتال تنظيم داعش ، حصل على دعم الدول الغربية، وبنى أحلاما للسيطرة على المناطق النفطية السورية، وعلى مساحات تكفيه من الناحية الاقتصادية”.
ولفت إلى أن “الخطوة الأولى كانت باحتلال منطقة منبج، حيث سيطر عليها دون مقاومة، ولكنه أجبر 15 ألفا من التركمان والعرب السنة على التهجير، واضطروا مغادرة مناطقهم التي يعيشون فيها منذ آلاف الأعوام، ومن أجل عودتهم لقراهم وضعت عراقيل عديدة أمامهم، وأحرقت دائرة النفوس في منبج، بكل سجلات القيد التي فيها”.
الخبير تطرق إلى أن “الضغوط تمارس على الشعب بشكل ممنهج”، مذكرا بأن “الميليشيات الكردية فرضت ما أسماه بإدارة مدنية، لتطبقها بشكل غير قانوني وغير شرعي”.
وأوضح أن “الميليشيا الكردية تتبع استراتيجية عنف محددة ضد الشعب في القرى والبلدات، مانعة عودة الأهالي لمنازلهم، ومن جهة أخرى، فإنها لاتتردد في استخدام السلاح ضد الأهالي في التظاهرات”، حسب تعبيره.
وشدد على أن “الأشخاص المحتمل أن يكونوا معارضين للتنظيم، يتم اعتقالهم بدون سبب، وأن قسما من المعتقلين العرب والتركمان لا يعرف مصيرهم، وحصول كل هذه التطورات يدفع بشكل طبيعي وعود أمريكا بشأن منبج، والضمانات التي قدمتها، إلى واجهة الأحداث”.
وبيّن الخبير مراد أصلان أن نوايا “ميليشيا (ب ي د) بدت واضحة، من خلال خطة بقائها طويلا في منبج، رغم التعهدات بأنها ستنسحب لشرق الفرات”.
وختم بالقول إن “تصريح المسؤولين الأمريكيين، بأن التواجد الأمريكي سيستمر بعد القضاء على تنظيم داعش تثير الانتباه، ويجب مساءلة بقاء ميليشيا (ب ي د)، والأمور التي ستفتحها بقاءهافي منبج”.
وقبل أيام، شنت الميليشيات الكردية حملة اعتقالات واسعة في مدينة منبج شرقي حلب ، طالت أكثر من 100 شاب لتجنيدهم إجباريًا في صفوفها.
يشار إلى أن قوات وحدات “حماية الشعب” الكردية (ب ي د) هي امتداد لحزب “العمال الكردستاني” المصنف على لوائح الإرهاب في أمريكا وتركيا، وكان قد سيطرة على منبج بعد انسحاب تنظيم “الدولة ” منها في 12 أغسطس/ آب 2016.
وطن اف ام