أخبار سورية

جيش الوفاء للغوطة الشرقية… بين خيانة ثورية ووطنية أسدية

من جديد، وبعد مضي حوالي ثمانية أشهر على تأسيسه، يقفز اسم جيش الوفاء إلى واجهة الاهتمام الإعلامي، وذلك عقب تمكن جيش الإسلام أحد أكبر فصائل الغوطة الشرقية المحاصرة، من أسر قائد جيش الوفاء خالد الديري، ومساعده قاسم علايا على أطراف الغوطة الشرقية.

وكما يقول محمد الدوماني فإن فكرة تأسيس ميليشيا جيش الوفاء أتت في نهاية عام 2014، عندما ضيق النظام الخناق والحصار على أبناء الغوطة الشرقية، فلجأ الكثير من العائلات فيها تحت ضغط المرض والجوع الشديد إلى ما يسمى لجان المصالحة الوطنية للعبور إلى الطرف الآخر دمشق – حيث الدواء والغذاء- بطريقة آمنة.

ونشأت الفكرة في مركز الإيواء بضاحية قدسيا، حيث تم البدء بتطويع بعض الشباب والقادرين على حمل السلاح في هذه الميليشيا تحت ضغط الحاجة من جهة وبالترغيب من جهة أخرى، وأن لا صحة لما يقال حول قيام النظام بفرض التطوع بالقوة المباشرة.

وبدأت فكرة ميليشيا جيش الوفاء وحسب محمد أيضا – وهو أحد الذين خرجوا من مدينة دوما إلى دمشق- ، كظاهرة إعلامية أكثر منها عسكرية، الهدف الرئيس منها ضرب الحاضنة الشعبية للثورة وتحريك مبدأ الثورة المضادة، والترويج لفكرة أن من يقاتل على جبهات الغوطة هم أبناء الغوطة الوطنيين الذين يؤمنون خروج الأهالي من الغوطة ويحمونهم من الإرهابيين الذين يحاصرونهم داخل الغوطة، متخذين منهم دروعا بشرية، على حد قول النظام.

وكانت وسائل إعلام مؤيدة لنظام الأسد ومن ضمنها صحيفة البعث الحكومية نشرت بعد شهرين فقط من تأسيس الجيش الجديد أن أهالي بعض المناطق في الغوطة الشرقية ممن تم إجلاؤهم بفضل جهود الجيش ، أعلنوا عن تشكيل جيش الوفاء، وهدفه القتال إلى جانب الجيش في غوطة دمشق الشرقية.

وأثار هذا الخبر كثيرا من الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ففي حين اعتبره موالون للنظام انتصارا جديدا للقوات النظامية، رأى معارضون أن من سيقاتل في صفوف هذا الجيش هو خائن وسينال حسابه، لمقاتلة أهله.

ومن جهة ثانية يبين الإعلامي في شبكة شام الإخبارية بريف دمشق حسان تقي الدين، أن النظام بدأ بالاستخدام الفعلي لهذه الميليشيا على الصعيد العسكري، بعد أن كان دورها لا يتعدى الدعم الأمني لقوات النظام على الحواجز العسكرية المحيطة في مدينة دوما، والمعنية بتفتيش ومراقبة العائلات التي تخرج من الغوطة إلى دمشق عبر مخيم الوافدين.

ويقول: خاضت هذه الميليشيا مؤخرا العديد من المعارك ضد فصائل عسكرية من الغوطة الشرقية، وخاصة على جبهتي عدرا ومخيم الوافدين، كما ان أحد المتطوعين في هذه الميليشيا قد أرسل إلى أهله رسالة، مفادها أنه تم نقله مع بعض زملائه إلى تكريت في العراق لقتال تنظيم الدولة الإسلامية هناك.

ويذكر الناشط الإعلامي أن راتب المتطوع في هذه الميليشيا يصل إلى (30) ألف ليرة سورية مع وجبة إغاثية لعائلته، وأنه رغم عدم وجود إحصائية رسمية معتمدة لأعداد المتطوعين في هذه الميليشيا إلا أن هناك معلومات ممن خرجوا من مدينة دوما والغوطة بشكل عام، تفيد بأن عددهم لا يتجاوز المئتين.

ويشير إلى أنه تم اعتماد خالد الديري ابن مدينة دوما بتشكيل جيش الوفاء من أهالي الغوطة الشرقية عامة ومدينة دوما خاصة، وقد توعد الديري على وسائل إعلام النظام وفي مناسبات عديدة بدخول مدينة دوما وتحريرها من الإرهابيين حسب وصفه، وقد حدث ذلك بالفعل لكنه دخلها أسيرا وليس محررا.

ويعتبر كل من الإعلامي عمر عيبور والمطرب محروس الشغري، وشخصيات مثل راتب عدس وغيره من أبرز رموز جيش الوفاء، وجميعهم يشتهرون بسوء الصيت والسمعة في أوساط أهالي الغوطة الشرقية، وذلك قبل انطلاق الثورة في سوريا، على حد تعبير الناشط الإعلامي في شبكة شام الإخبارية.

وكانت ميليشيا جيش الوفاء قد ساهمت في تسليم العديد من أبناء الغوطة لأفرع النظام الأمنية أثناء عملهم على حاجز مخيم الوافدين (النقطة الفاصلة بين الغوطة المحاصرة ودمشق)، في مراقبة وتفتيش العائلات التي يسمح لها بالخروج إلى دمشق، ويحدث ذلك حيث يخرج الشاب مع عائلته من الغوطة، لا يعلم ما إذا كان مطلوبا أم لا، وإذ به يقع فريسة بيد النظام بعد أن يشي به ابن بلده وجلدته.

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى