أخبار سورية

صحيفة تنشر تفاصيل تأسيس الجولاني لجبهة النصرة في دمشق ” الجزء الثاني “

يواصل القيادي السابق في تنظيم الدولة رواية تفاصيل تشكيل الخلايا الأولى لـ جبهة النصرة في دمشق، والتي أسهم فيها قياديون عراقيون من تنظيم الدولة احدهما من عشيرة البوعيسى في الأنبار العراقية وجهادي أردني كان مساعدا للزرقاوي، وجهاديون سوريون شكلوا خلايا عسكرية في ريف دمشق نفذت عمليلت اغتيال للضباط وتفجير بدأت بالعبوات اللاصقة وانتهت لعمليات تفجير الفروع الأمنية كتفجير فرع فلسطين، منطلقين من مواقع اتخذوها كمراكز اجتماعات وتصنيع العبوات في ضاحية قدسيا وجرمانة وكذلك مشروع دمـر.. ولكن قصتنا اليوم من الزاهرة الجديدة، حيث نجا أعضاء الخلـية من كمـين لاعتقـالهم بسـبب وشاية أحـد اعضـاء المجـلس العسـكري من دمشـق بعـد اعتقـاله وتهـديده باغتصــاب والـدته.

ويواصل القيادي الجهادي السابق روايته فيقول عن حادثة الكمين الذي كاد يوقع بقيادة الخلية في دمشق فيقول كان في المجلس العسكري شاب شامي عليه علامات استفهام كثيرة بالفترة الأخيرة، وتبين لاحقا ان الامن السوري اخذ والدته وشقيقته للمستشفى وطلب من والدته ان تتصل به ليأتي للمشفى، وعندها تم اعتقاله، وتهديده باغتصاب والدته وشقيقته، فاعترف على كامل أعضاء الخلية، وأبلغهم، بمكان اجتماعنا المقبل في الزاهرة الجديدة، حضرنا جميعا، وكان معنا احد المسؤولين الامنيين البارزين في النصرة اسمه حيدر من العراق، وقد قتل لاحقا في دمشق، وعندما وصلنا قرب ساحة الزاهرة رفض حيدر الذهاب لموقع الاجتماع لأنه رأى اناس ملتحين بكثرة عند حديقة الزاهرة، يبدون كالجواسيس، وأن هناك حركة غير طبيعية لقوات الأمن، وعندما وصل القيادي العراقي المنتمي لعشيرة البوعيسى قرب موقع الاجتماع عرف على الفور ان العنصر الذي تم تعذيبه هو من أخبر بموقع اجتماعهم، فقام بإبعاده فورا، وتفرقنا نحن في الشوارع الفرعية، واتخذنا احتياطات اعتقالنا وقمنا ببلع شرائح الهواتف النقالة فورا، وتفرقنا ونجونا بأعجوبة يومها.. وبعدها وصلنا لمقرنا في مشروع دمر.

وجاء الجولاني، وقال عند دخوله المنزل: اذبحوا لوجه الله لسلامتكم، عضو المجلس كان قد اعترف عليكم، ولكن من لطف الله نجيتم، فقد كان عناصر الامن خائفين من الاقتراب منكم لانهــم كانــوا يظنــون انكــم جميعــا تلبســون أحــزمة ناســفة.

وهنا سأل الجولاني عن كيفية التصرف مع عضو الخلية العسكرية الذي أوشى بنا للامن تحت التهديد، رفض القيادي العراقي البوعيسى إعطاء رأي شرعي وقال اعفني، لأن في قلبي شيئا عليه، أما انا وبعض الحاضرين فاقترحنا ان ينفذ عملية استشهادية، لكن الجولاني قال هو حل طيب اذا اقتنع، ولكنه نقله بالنهاية للرقة او الحسكة، وطلب ان يبقى مجمدا تحت المراقبة، لأنه بالنهاية اعترف للأمن تحت تهديد اغتصاب أهله. وهكذا فان الجولاني كان يحاول التلطف والتخفيف بالاحكام، رغم ان هذا قد يضر التنظيم امنيا لاحقا، وكان الجولاني امينا في التعامل المالي، وإضافة للمخصصات التي كانت تصله من تنظيم الدولة في العراق فإن الجولاني كان لا يقبل اي تبرع مالي الا اذا عرف مصدره، واذكر ان سلفيا جاء من البحرين من أصل عراقي، وأراد تسليم الجولاني تبرعا بمبلغ 35 ألف يورو، فرفض الجولاني قبل ان يعرف مصدر المال، وبعد ان اخبره انها تبرعات المسلمين لنصرة الجهاد، سأل الجولاني هل له تبعات بالمستقبل!؟ اذا كان مشروطا لا نريده، وبعد الحاح استقبل المال وأبلغ به قيادة التنظيم بالعراق، ورغم اننا كنا نمر احيانا بضائقة مالية الا ان الجولاني رفض القيام بأي أعمال خطف للرهائن من ضباط النظام أو الضباط الروس الذين كانوا منتشرين وقتها وسط العاصمة.

وفي الأيام الأخيرة لتواجدنا معه قبل اعتقالي بفرع فلسطين، اضطر القيادي العراقي للعودة للأنبار، وقد قتل هناك على يد الصحوات من الحزب الاسلامي العراقي وحزن عليه الجولاني حزنا شديدا، ثم اعتقلت أنا وخرجت من فرع فلسطين، بدفع رشوة للضابط، وبعدها بدأ التضييق الأمني يشتد على مناطقنا في ضاحية قدسيا وجرمانة وقرب منزلي في مشروع تدمر، فاضطررت للعودة للعراق، أما الجولاني فقد غادر لريف حلب أواخر 2012 وأقام فترة في عندان، وبدأ بتشكيل خلايا جديدة في ريف حلب، كان حينها الحاج بكر قد وصل من العراق وأشرف أيضا على بناء هياكل النصرة وعملياتها العسكرية التي كانت الأكبر ضد مواقع ومعسكرات النظام، قبل ان يحدث الخلاف بين الجولاني وقيادة تنظيم الدولة والذي أراه خلاف إمارة أكثر منه اختلافا شرعيا.

صحيفة تنشر تفاصيل تأسيس الجولاني لجبهة النصرة في دمشق ” الجزء الأول “

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى