قال أحد مشايخ الدروز في السويداء وحيد البلعوس أبو فهد أن مشيخة الكرامة مع وقف إطلاق النار بين محافظتي درعا والسويداء المتجاورتين، وأرجع السبب إلى ما وصفه بأنهم نفس واحدة، وتربطنا علاقات متينة عبر التاريخ، ولا نسمح لأيِ كان المساس بأمن الجبل فأمن الوطن وأمن الإقليم من أمن الجبل ، جاء ذلك في تصريحات لصحيفة القدس العربي .
وفي سؤال له حول تنسيق الجهود مع كتائب الجيش الحر في محافظة درعا، والتي أعلنت عن مبادرة طمأنة الدروز السويداء في معركتها على مطار الثعلة العسكري، وعدم دخول الأحياء السكنية، وقال البلعوس : ” نعم يوجد تنسيق بيننا وبين الجيش الحر في درعا، ولكنه تنسيق غير مباشر وهو يصب في خدمة الصالح العام ” .
ويعرف عن البلعوس بسوء علاقته مع نظام بشار الأسد، كان قد أعلن في بيان سابق، ونشر باسم الشبان الدروز المرابطين على خطوط الدفاع ضمن محافظة السويداء، كما أكده خلال لقائه اليوم، ودعا فيه إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والعمليات القتالية من المحافظتين درعا و السويداء، وحمل المسؤولية لما يجري من عمليات وصفها بالإرهابية، للجنة الأمنية في المحافظة التي وقال أنها: ” لم تكن بحجم المسؤولية الوطنية العليا “، وعلى رأسها وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، الذي دعا إلى اعتقاله، وإغلاق منافذ سويداء لمحاصرته، محمّلاً إياه مسؤولية قصف المدينة والأحياء السكنية بقذائف هاون، التي تسبّبت بمقتل مدني وجرح آخرين، لافتعال فتنة بين ثوار درعا ودروز السويداء.
وضمن مساع تبذلها مجموعة من الشيوخ الدورز ورجال الدين ووجهاء محافظة السويداء المعارضين للنظام السوري، والذين عرفوا بالفترة الأخيرة باسم ” شيوخ الكرامة ” للعمل على إيجاد صيغة لتخليص أهل الجبل من ورطة يعمل النظام السوري على استغلالها لمصلحته، وخلق المزيد من التوتر الطائفي والمذهبي، لسلخ جبل العرب الدزري عن محيطه السني، وتضاعفت جهود شيوخ ” الكرامة ” لإيجاد هذه الصيغة التي يتم تداولها مؤخرا، والتي تقضي بتسلم شبان السويداء المسلحين وراء وحيد البلعوس لمطار الثعلة العسكري والثكنات الأخرى ضمن محافظة السويداء من قوات النظام، مقابل سلامة مقاتلي الأخير، وهي في مضمونها تعتبر إحدى السياسات التي لم تعد غريبة على قوات بشار الأسد، التي تعمد على الإخلاء والانسحاب من أي موقع مهدد بالخروج من سيطرتها، وخاصة أن النظام السوري عمل على إفراغ المصرف المركزي في مدينة السويداء، بالإضافة إلى سحب المحتوى الأثري من مخازن العرض في المتحف، مع التماثيل والتحف والمقتنيات التي بداخله، لتسليم المحافظة إلى تنظيم الدولة إبان اقترابه من تخومها، في سيناريو تكرر في كل من مدينة إدلب ومدينة تدمر الشهر الماضي.
وتعتبر محافظة السويداء، المحافظة الوحيدة التي اعتمدت مبدأ النأي بالنفس منذ بداية الحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري، قبل نحو أربع سنوات، رافعة شعار دم السوري على السوري حرام، مع استضافتها جميع العوائل النازحة التي قصدتها من جارتها درعا.
المصدر : القدس العربي