أخبار سورية

القدس العربي .. أقارب من أعدمهم جيش الإسلام بتهمة مناصرة تنظيم الدولة يتهمونه بفبركة التهم ويؤكدون أن أخطاءه تشمل حتى الأسماء

توسعت نيران الحرب بين تنظيم الدولة وجيش الإسلام في سوريا، لتدخل حيز الإصدارات المرئية والإصدارات المضادة، وتنوعت معها أساليب القتل ما بين الذبح واستخدام بنادق خردق، فيما تبقى رحى الردة والخوارج تطحن مقاتلي الفئتين المتحاربين، وتطحن معها أناسا أبرياء لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

عقب أسبوعين فقط من إصدار تنظيم الدولة شريطا مصورا أعدم من خلاله التنظيم عبدالله أنيس المسؤول عن مستودعات جيش الإسلام في القلمون بريف دمشق، وأعقبها التنظيم بإصدار مرئي لعملية ذبح 12 عنصرا في المنطقة ذاتها غالبيتهم العظمى يتبع لـ جيش الإسلام، ليردّ الأخير في مطلع شهر تموز/ يوليو الحالي، بإصدار مرئي أطلق عليه اسم قصاص المجاهدين من الخوارج المارقين، أظهر من خلاله جيش الإسلام تنفيذ حكم الاعدام بحق 18 عنصرا اتهمهم بموالاة ومبايعة تنظيم الدولة، وقد ألبسهم جيش الإسلام لباساً أسود، فيما ارتدى العناصر المنفذون لحكم الإعدام ببنادق الخردق اللباس البرتقالي الذي يظهر به عادة الأسرى لدى التنظيم، في إشارة إلى أن انعكاس الآية، كما وضعت السلاسل في أرجل وأيدي من نُفذت بحقهم الأحكام، إضافة إلى ربط أوزان حديدية إلى أرجلهم.

ولكن في اليوم التالي من تنفيذ جيش الإسلام لأحكام الإعدام تكشفت عدة حقائق، حول هوياتهم والتهم الموجهة لبعض من تم اعدامهم، حيث أكد بسام خبية- أبو بلال ابن عمّ أحد الذين نفذ حكم الإعدام بحقهم ، وقوع جيش الإسلام في عدة أخطاء فادحة وصفها بـ جرائم حرب ينفذها زهران علوش في الغوطة الشرقية بشكل عام، حول ابن عمه بشكل خاص قائلاً: جيش الإسلام أعلن انه أعدم ابن عمي عمر خالد عبدالرزاق خبية بحجة مبايعته لتنظيم الدولة، ولكنهم بداية أخطأوا باسمه، فهو اسمه محمد خالد عبد الرزاق خبية وليس كما عرفه جيش الإسلام، متسائلاً كيف لهم أن يعدموا شخصاً بحجة مبايعة تنظيم الدولة، وهم لا يعرفوا اسمه أصلاً، رغم احتجازه لديهم لأشهر!.

وتابع قائلاً: جيش الإسلام وعلى رأسه قائده زهران علوش ارتكبوا جريمة حرب بفعلتهم، حيث قاموا بفبركة التهمة الموجهة لابن عمي محمد، وألصقوا فيه صفة قاتل مأجور ومبايع لــ داعش ، ولكن الحقيقة مخالفة لهذا تماماً، حيث أن محمد، هو أحد المرافقين الشخصيين لأبو صبحي طه، قائد جيش الأمة المعتقل لدى جيش الإسلام منذُ أشهر بتهمة الفساد، وهو ليس مبايعا لتنظيم الدولة كما اتهمه جيش الإسلام، وأنه كان المرافق الشخصي لقائد جيش الأمة منذ عام 2012، واستمر بمنصبه إلى ما قبل حلّ جيش الأ مة في الغوطة الشرقية بقرابة الشهرين، وانتقل إلى العمل ببيع المازوت على أحد في شوارع دوما، عقب اشتداد الحصار والجوع.

وأردف أبو بلال، بأن جيش الإسلام أمر باعتقاله من مكان تواجده في مدينة دوما بالغوطة الشرقية أثناء حملة الحرب على المفسدين، وذلك في مطلع الشهر الأول/ كانون الثاني – من العام الحالي، ليمكث في سجن القضاء الموحد قرابة أربعة أشهر، خضع خلالها للتحقيق من قبل عدة قضاة وهم القاضي خالد طفور، القاضي زين العابدين، القاضي سعيد جبيل، والقاضي سمير طعمة، والقاضي أبو ياسر بزينة، وأشار المصدر، أن أحد هؤلاء القضاة رفض الكشف عن اسمه، أبلغه آنذاك بأن محمد بريء من كافة التهم التي وجهها جيش الإسلام إليه.
وأضاف المصدر: وعقب ذلك تم تحويله إلى سجن التوبة التابع لـجيش الإسلام في المدينة، حيث تمت عملية تعذيبه وإهانته بشتى الطرق، حتى اعترف بما يريده جيش الإسلام من تهم.

أكد بسام خبية- أبو بلال ، أن حكم الإعدام بحق ابن عمه ومن معه، كان قد نُفذ قبيل خروج قائد جيش الإسلام زهران علوش من الغوطة الشرقية، أي أن عملية الإعدام نفذت قبل شهر ونصف تقريباً، وأشار إلى انه كان يعلم بذلك منذ حينها، مؤكداً، عقب عملية التصفية التي هي جريمة حرب- بحسب وصفه – نفذها زهران علوش بحق القتيل، تم نقل كافة القتلى إلى النقطة 200 في منطقة المساكن، وهي نقطة لتغسيل وتكفين الموتى، حيث شهدت انتشار أمني واسع لـ جيش الإسلام حولها، إلى حين نقلهم ودفنهم في منطقة مجهولة.

في حين أشار محمد إقبال المقاتل السابق في المعارضة ، وهو أحد الرفاق المقربين من القتيل بلال الدبيك، إلى نفيه القطعي للتهم التي وجهها جيش الإسلام من خلال المجلس القضائي الموحد في الغوطة الشرقية لبلال الدبيك بأنه مخترق لصالح تنظيم الدولة في الغوطة، مؤكداً أن الدبيك هو أحد العناصر الأمنيين في المكتب الأمني التابع للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وهو منتسب لأجناد الشام منذ قرابة عام وثلاثة أشهر، وهو ينحدر من بلدة زبدين في الغوطة، واعتقله الاتحاد الإسلامي من مدينة حرستا قبيل ثلاثة أشهر من إعدامه، بذريعة أنه مبايع لتنظيم الدولة.

وأضاف إقبال: ولكن اعتقال الدبيك جاء لأنه كان يريد الخروج خارج الغوطة الشرقية، ومن المعلوم أن الخروج خارجها أمر ممنوع بشكل قطعي من قبل قيادة جيش الإسلام، كما أن القتيل بلال كان يريد الخروج من أجل العمل، لسد حاجته وحاجة أهله الفقراء جداً، مؤكداً على وجود اثنين من رفاقه أيضاً اعتقلوا مع الدبيك وما يزال مصيرهم مجهولاً إلى يومنا هذا.

وأضاف المصدر: بعد فترة من اعتقاله لدى الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، قاموا بتسليمه إلى جيش الإسلام، بحجة أنه أمني مخترق ومبايع لتنظيم الدولة، وأشار قائلاً: عن أي دولة يتكلم زهران علوش، إذ ان تنظيم الدولة قد انتهى بشكل شبه كامل من الغوطة منذُ عام، بعد أحداث بلدة مسرابا، وأن زهران علوش وجيشه ارتكبا جرائم حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بسبب قتلهم لأناس أبرياء بحجة التنظيم، ولكن الحقيقة ما هي الا لإظهار علوش على أنه محارب للتنظيم، وانه البطل والفارس الشجاع بهدف إرضاء الشرق والغرب على حساب دماء السوريين.

ومن جانبه، نفى مصدر اعلامي في الغوطة الشرقية- رفض الكشف عن اسمه، ما تم تداوله حول محمد خبية على أنه كان عنصراً سابقاً في جيش الأمة، مشيراً إلى أن من يتحدث بهذه المنطقية ما هو إلا شخص حاقد على جيش الإسلام، وأنه يتحدث بـ شهادة مجروحة، على حد وصفه.

على ما يبدو لن تكون هذه الجولة من معارك الإصدارات بين جيش الإسلام وتنظيم الدولة هي الأخيرة، منذرة بخطورة الموقف، وخاصة مع إزهاق أرواح أناس أبرياء فيه تحت سهام الشك والتسلط والاستبداد.

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى