حالة قلق يعيشها الأردنيون في المدن الشمالية، المحاذية للحدود السورية، جراء استمرار سقوط قذائف الطائشة (مجهولة المصدر)، على أراضيهم، من الجانب السوري، وقد زادت حدة القلق، عقب مقتل شاب في مقتبل العمر، نهاية الشهر الماضي، في مدينة الرمثا، جراء سقوط واحدة من هذه القذائف على مقربة من مكانه، وسط المدينة.
ورغم تعايش الأهالي هناك، مع ضجيج الانفجارات، وأصوات القصف المستمر، الذي غالبا ما يقع في مدينة درعا ، إلا أن القذائف الطائشة التي تتراشقها قوات النظام مع المعارضة ، أصبحت تشكل “كابوساً” يقض مضاجع الأردنيين هناك، خشية أن تنال قذيفة “عمياء” من عزيز عليهم.
وخلال تجول مراسل الأناضول في مدن الشمال الأردني الحدودية، لاستطلاع آراء الأهالي هناك بشأن هذه القذائف، سقطت قذيفة طائشة، ظهر الأربعاء، في أرض خالية تابعة لبلدة (الطرة) الأردنية المقابلة لـ”تل شهاب” التابعة لمحافظة درعا السورية، حيث هرعت الأجهزة الأمنية المختصة إلى مكان وقوع القذيفة، وقامت بإبطال مفعولها في زمن قياسي.
ووصف محمد قرباع (ثلاثيني من سكان مدينة الرمثا)، القذائف الطائشة بـ “العمياء”، كونها لا تفرق بين صغير أو كبير، مؤكدًا أن منازلهم تصدعت نتيجة الاهتزازات التي تسببها التفجيرات في الجانب السوري، فضلا عن حالة الرعب عند النساء والأطفال.
وأشاد قرباع بدور الجيش الأردني في ضبط الحدود ومتابعة التطورات بسرعة ودقة فائقة، مطالبا في الآن ذاته بوضع حد لتساقط هذه القذائف.
بدوره رجح منصور أبو هاجم (خمسيني من سكان قرى الرمثا) أن يكون مصدر تلك القذائف هو النظام ، دون أن يقدم دليلاً ملموسًا على ذلك.
وقال “نحن في حالة حرب، ونعاني من قلق فظيع، ومعرضون في أي لحظة لخطر سقوط القذائف، كما أننا نشاهد انفجارات القذائف على الجانب السوري بأعيننا، ونسمع دويها”.
أما علي محمود، وهو رجل مسن، فلم يختلف كلامه عن سابقيه، مؤكدا “أن الجميع في المدن والقرى الشمالية، ليس بمنأى عن تلك القذائف (…)، أصبحنا نفكر في ترك منازلنا أو بيعها”.
من جانبه، أبدى الشاب عبد الله الأحمد (عشريني من قرية الشجرة) تعاطفه مع جيرانه في القرى القريبة جدًا من الحدود، موضحاً أنه، ورغم بعد قريته النسبي عن الحدود، إلا أنهم يشعرون باهتزاز تسببه الانفجارات.
ويبلغ طول حدود الأردن مع جارته الشمالية نحو 375 كلم، يتخللها عشرات المنافذ غير الشرعية، التي كانت ولا زالت معابر للاجئين السوريين، حين يقصدون أراضيه نتيجة الحرب المستعرة التي تشهدها بلادهم.
الاناضول