ساهم تدفق اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة على تركيا عبر مدينة كيليس التركية في تنشيط التجارة في المدينة، خصوصا البضائع التي اعتاد السوريون شراءها، مثل المواد الغذائية، وباتت المدينة مركزا تجاريا نشطا باتجاه العديد من المدن التركية التي يقطنها سوريون.
يقبل السوريون في تركيا على شراء المواد الغذائية -القادمة من مدينة كيليس الحدودية- مثل المعلبات الصغيرة وبعض الأغذية غير المتوفّرة بتركيا، إضافة إلى بضائع خدمية أخرى انتشرت في المدن التركية ضمن محال سورية صغيرة، تختص فقط في بيع المواد السورية وتركزت معظم المحال في المناطق الحدودية.
وتتميز البضائع السورية عن نظيرتها التركية برخص أسعارها فضلا عن اعتياد السوريين عليها، مما جعل منها تجارة تعتمد عليها عائلات سورية كثيرة في عدد من المدن التركية.
عمار حسين عمار من مدينة حلب نزح منذ أكثر من سنة إلى مدينة كيليس التركية، ويقول في حديثه للجزيرة نت “أفضّل أن أشتري البضائع السورية لعدة أسباب، فهي تلبي احتياجاتنا وتناسب جيوبنا، فهي أرخص من نظيرتها التركية، لكن الطمع من بعض التجار أحدث بعض المشاكل”.
وعن هذه المشاكل يقول عمار “هناك ظاهرة الغش في تعبئة البضائع، حيث يقوم بعض المستغلين بسرقة ماركات ويعبئون الشاي والسكر والقهوة لضمان ترويجها وكسب ربح أكبر”.
في هذا الموضوع أصبح افتتاح دكان لبيع المواد الغذائية السورية رائجا في كل المدن الحدودية، فأبو يزن، أحد الذين استأجروا مؤخرا دكانا وملأه بالمواد السورية، يقول للجزيرة نت “لاحظت أن عددا لا بأس به من السوريين في الحي الذي أسكنه، فقررت أن أفتتح دكانا سوريا برأس مال صغير كنت أدخره”.
ويكمل “أبيع بالدكان الخبز والمعلبات السورية إضافة للأجبان والألبان وقطع الحلوى للأطفال وما يخص دكاكين السمانة”.
ومنذ دخول السوريين إلى مدينة كيليس اختلف نمط الحياة فيها، بعد أن استقر عدد كبير منهم في المدينة، كونها تقع على الشريط الحدودي ومقابلة لباب السلامة الحدودي، فضلا عن أسعار إيجار العقارات الرخيصة.
سركان مواطن تركي من أبناء كيليس يقول للجزيرة نت “شهدت كيليس تغيرا كبيرا بعد استقرار اللاجئين فيها، كونها المحطة الأولى لهم أثناء دخولهم لتركيا والمحطة الأخيرة للعائدين إلى سوريا، فنشطت بها التجارة بشكل كبير، خصوصا المنتجات السورية، أضف لذلك أن الأتراك خصصوا في دكاكينهم ركنا خاصا للمنتجات السورية وأهمها الخبز السوري”.
ويضيف في حديثه للجزيرة نت “كانت مدينة كيليس تنام في الحادية عشرة وتغلق دكاكينها في الساعة الثامنة، ومع وفود السوريين أصبحت المدينة لا تنام حتى ساعات متأخرة من الليل، وقد أثر السوريون كثيرا في ثقافة المجتمع، أضف لذلك تنمية المدينة عمرانيا واقتصاديا وتجاريا وصناعيا.
بدوره يقول عبد الجليل، مواطن سوري، للجزيرة نت “حتى الأتراك أصبحوا يلجؤون لشراء المواد الغذائية السورية، فمثلا الخبز السوري رأت بعض العائلات التركية أنه أوفر لهم من (الصمون) الحاضر دائما على مائدة الطعام، لذا ازداد رواج الخبز السوري والأغذية الأخرى كزيت الزيتون السوري المعروف بجودته أيضا انتشر بين الأتراك”.
يذكر أن التجارة بالمواد الغذائية السورية وصلت إلى مدينة إسطنبول وأنقرة وأزمير في الشمالي التركي بعد استقرار الكثير من العائلات السورية هناك.
المصدر : الجزيرة