تعتبر منطقة “سهل الغاب” الواقعة شمال غربي محافظة حماة، واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في البلاد، حيث تشكل بوابة الساحل السوري الذي ينحدر منه رئيس النظام بشار الأسد ومعظم أركان حكمه، وخط تماس بين القرى ذات الأغلبية السنية التي تسيطر عليها المعارضة، والقرى ذات الأغلبية العلوية الموالية للنظام.
واستند أصحاب فرضيات تقسيم البلاد التي انتعشت مؤخراً على “سهل الغاب” لتكون خط فاصلاً بين “الدويلة العلوية” المفترضة في الساحل السوري، وباقي أجزاء سوريا، وهو ما رفضته المعارضة مؤكدة على لسان غالبية أطيافها أن “تقسيم سوريا خط أحمر وغير وارد والهدف هو إزالة النظام”.
فصائل المعارضة، حققت خلال الأشهر الماضية، تقدماً ملحوظاً في سهل الغاب بعد معارك مع قوات النظام، وسيطرت على عدد من القرى ذات الأغلبية السنية في المنطقة، وأصبحت لأول مرة، على تماس مباشر مع القرى الموالية، ما دفع النظام إلى قصف قرى السهل الخاضعة لسيطرة المعارضة بشكل مكثف، وهو ما تسبب بنزوح الآلاف من سكانه.
ويشير الوضع الميداني الذي رصدته كاميرا “الأناضول” ومراسلها، إلى سيطرة المعارضة على قرى “الحويز” و”العمقية” و”الحويجة” و”القاهرة” و”الشريعة” و”المنصورة” و”قلعة المضيق” و”باب الطاقة، شرقي السهل. فيما يسيطر النظام على قرى، “القاهرة الغربية” و”الرصيف” و”العزيزية” و”تمانعة الغاب” و”الجيد” و”الزيارة” و”القرقور” و”تل واسط” و”تل زجرم”، غربه.
وحول أهمية المنطقة، قال الرائد ماهر أبو أحمد نائب قائد غرفة عمليات سهل الغاب(تابعة لقوات المعارضة)، بأن أهمية المنطقة “تنبع من تشكليها نقطة الوصل بين الداخل السوري والساحل، كما أن قراها تعد الخزان البشري لشبيحة النظام السوري”.
ولفت في تصريحه لوكالة “الأناضول”، إلى أن فصائل المعارضة حالياً “في حالة رباط بالقرب من مواقع وتحصينات النظام في سهل الغاب، وهنالك تخطيط من أجل بدء معركة قريبة للسيطرة على قرى المنطقة بالكامل”.
وأضاف أبو أحمد أن أهمية المنطقة لا تقتصر على الجانب الاستراتيجي والعسكري فقط، بل أن أراضي تلك المنطقة هي من أكثر الأراضي خصوبة في سوريا، بفضل نهر العاصي الذي يمر فيها، وهذا يزيد من أهميتها بالنسبة للمعارضة والنظام على حد سواء.
من جانبه، قال النقيب أبو الليث القائد العسكري لألوية صقور الجبل(إحدى تشكيلات الجيش الحر)، إن “النظام يستشرس في الدفاع عن منطقة سهل الغاب ويعتبرها ملاذاً أخيراً في حال خسر بقية المناطق المحيطة”.
وفي تصريحه لوكالة “الأناضول”، أوضح القائد العسكري أن مقاتلي المعارضة يرابطون على مسافة قريبة جداً من القرى الموالية للنظام في سهل الغاب، إلا أن هدفهم “ليس قتال طائفة معينة وإنما السعي لتحرير سوريا بالكامل”.
ولفت إلى أن النظام السوري منذ بداية الثورة “عمل على التجييش الطائفي بين مكونات الشعب السوري، إلا أن المعارضة المسلحة ترفض كل سيناريوهات التقسيم بشكل قاطع، وتعمل على تحرير كل شبر في سوريا”.
جدير بالذكر أن منطقة “سهل الغاب” تقع بين جبال اللاذقية غرباً وجبل الزاوية شرقاً وجسر الشغور شمالاً ومصياف جنوباً، ويُشكّل سهلاً منبسطاً خصباً، يمرّ فيه نهر العاصي، ويبلغ طول السهل نحو 80 كيلومتراً، وعرضه بين 10 و13 كيلومتراً.
ويتميز بتنوعه المذهبي فهناك قرى سنية وأخرى من الطوائف العلوية والمرشدية والإسماعلية الموالية للنظام.
المصدر : الأناضول