أخبار سورية

قوات الأسد تحصن سهل الغاب بالخنادق والألغام

لم تجد قوات الأسد وسيلة لتعوض اندحارها من بعض قرى سهل الغاب في ريف إدلب غير زراعة محيط القرى الخاضعة لسيطرتها بالألغام والخنادق، وتكثيف القصف على القرى الأخرى لتهجير سكانها.

بعد سيطرة الثوار على عدة قرى في سهل الغاب بريف حماة، انسحبت قوات النظام إلى القرى الموالية لها في المنطقة، وقامت بتعزيز دفاعاتها هناك بزرع ألغام بينها وبين القرى الأخرى غير الموالية لها، كما قامت بحفر خنادق طويلة على امتداد القرى الموالية لها، وذلك بعد أن هجرت سكان القرى غير الموالية لها.

وبعد انسحاب قوات الأسد إلى قرية الحرة الموالية عادت وشنت هجمات لاستعادة السيطرة على أربع قرى أخرى في قلب سهل الغاب، هي الرملة، والأشرفية، وقبر فضة، والكريم لتحصين القرى الموالية وتأمين خطوط دفاعاتها.

وأوضح أبو حمزة الحموي القائد العسكري في “فيلق الشام” أن مجموع القرى التي يسيطر عليها الأسد 15″ قرية موالية له، وأربع قرى سنية، وخطته منذ البداية هي تهجير سكان الأخيرة بتشديد القصف عليها من القرى المحاذية لها، وغارات الطائرات الحربية التي تتوافد إليها من مطار حماة وحمص واللاذقية، حيث تجتمع في سمائها أحياناً ثلاث طائرات في الوقت نفسه، تلقي بنيرانها على المنازل السكنية.

ويرى الحموي أن هذه الممارسات “تهدف إلى تفريغ المنطقة من سكانها المعارضين لتصبح آمنة لجيشه، الذي أصبحت مهمته حماية القرى الموالية، كونها مراكز للقصف ومنبعاً للجنود الذين يقاتلون في جيشه”.

وفي إطار سعي الأسد لتحصين قراه، رصد مقاتلو المعارضة آلياته وهي تقوم بحفر خندق بعرض خمسة أمتار من قرية الحرة جنوبا إلى قرية الرصيف شمالا، لتصبح أكثر من 15 قرية موالية -إضافة إلى القرى الأربع الأخرى التي كانت تحسب على المناطق الثائرة- تحت سيطرة النظام.

كما أقامت قوات الأسد أيضا سواتر ترابية حولها بارتفاع ثلاثة أمتار لبناء الحواجز على أطرافها، لعزل تلك القرى عن بعضها وعن مقاتلي المعارضة المرابطين على بعد كيلومترين من قرية الحرة شرقي نهر العاصي، وبذلك أصبحت القرى السنية خط جبهة مهمته الدفاع عما خلفه من القرى الموالية التي تتصل مع جبل العلويين في الساحل.

ويرى مقاتلو المعارضة أن الأسد يعمد إلى فصل هذه المناطق عن بعضها على الأمد الطويل، في إطار سعيه لرسم خارطة جديدة للمنطقة، وذلك من خلال زرع الألغام الأرضية حول المناطق التي قام بتحصينها لمنع الاقتراب منها.

وقال الناشط مصعب الأشقر للجزيرة نت إن هذه الألغام “أصبحت مصدر رعب لسكان المنطقة بعد أن زرعها النظام بشكل عشوائي، حتى على الطرقات التي انسحب منها، وفي بعض الأراضي الزراعية لينتبه جنوده عند انفجارها لأي تحرك قريب، حيث تسببت هذه الألغام في مقتل خمسة أشخاص وإصابة أفراد عائلة”.

 

ويؤكد الأشقر أن جنود النظام “سيدافعون عن هذه المنطقة بكل ما لديهم، حيث توقع أن يقوموا بتسويرها بأسلاك شائكة في الأيام المقبلة، لأنها تضم حاضنتهم الشعبية، وتعيش فيها أسرهم، فقد قاموا بقطع الأشجار في القرى التي سيطروا عليها، ليكشفوا المناطق أمامهم بعد أن أحرقوا بيوت هذه القرى ونهبوها ليقطعوا أمل أهلها في الرجوع إليها”.

المصدر : الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى