واصلت قوات الأسد وروسيا في حملة القصف الجوي الجنوني على عدة مدن وبلدات في ريف إدلب الجنوبي، موقعة عشرات الضحايا، في وقت اقتصرت فيه مواقف الأمم المتحدة وأعضاء المجتمع الدولي إزاء تلك المجازر على الشجب والإدانات.
واستشهد 16 مدنياً وأصيب 41 آخرون، الأربعاء 24 تموز، في غارات جوية مكثفة لمقاتلات الأسد وروسيا استهدفت مدينة أريحا وبلدتي محمبل وطبيش جنوبي إدلب، حسبما أعلن الدفاع المدني السوري.
وذكر مراسل وطن اف ام، أن 8 شهداء من عائلة واحدة معظمهم أطفال ونساء، قضوا في مجزرة ببلدة طبيش قرب مدينة خان شيخون، موضحا أن الطائرات استهدفت تجمعا سكنيا بشكل متكرر في الوقت نفسه ما أسفر عن هذا العدد الكبير من الشهداء، فضلا عن دمار واسع في أكثر من 15 منزلاً.
وفي وقت سابق أمس، قضى 5 شهداء مدنيين في غارات لمقاتلات الأسد استهدفت سوقا شعبية ومباني سكنية وسط مدينة أريحا، وتداول ناشطون صورا مؤلقمة، تظهر محاولة طفل إنقاذ شقيقه الرضيع بعد أن تعلق على حديدة من أنقاض منزلهم المدمر في أريحا.
وفي بلدة محمبل بريف إدلب الغربي، استشهدت 3 سيدات بقصف جوي لمقاتلات الأسد على البلدة، في حين كررت المقاتلات الروسية غاراتها على مدينة معرة النعمان وأطرافها، موقعة المزيد من الجرحى.
وتستمر حملة الأسد وحلفائه على منطقة خفض التصعيد (إدلب ومحيطها) للأسبوع الـ 24 على التوالي، وسط تصاعد خطير في حصيلة الضحايا المدنيين.
تفاعل دولي خجول !
وتعليقا على المجازر المتواصلة شمال غربي سوريا، أعرب الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، عن قلقه العميق إزاء هجمات النظام وروسيا على محافظة إدلب، واصفا القصف الأخير بـ “الأكثر دموية”.
وقال بيان صادر عن المفوضية الأوروبية، إن القصف الذي نفذته روسيا والنظام، الإثنين الماضي، واستهدف بلدة معرة النعمان في إدلب، ضمن منطقة “خفض التصعيد”، كان الأكثر دموية ضد مواقع مدنية منذ نيسان الماضي.
وأعرب البيان، عن تعازي المفوضية الأوروبية لأسر الضحايا، داعيا روسيا والنظام إلى وقف فوري للهجمات التي تستهدف المدنيين شمال غربي سوريا.
وأحصى فريق “منسقو استجابة سوريا” في تقرير أصدره 24 تموز، استشهاد 1079 مدنيا خلال حملة الأسد وروسيا، ومن بينهم 294 طفلا، كما تسببت الحملة بنزوح 670837 شخصا من 58 قرية وبلدة شمالي سوريا.
ويقدر منسقو الاستجابة الخسائر المادية للحملة العسكرية بـ 466 مليون دولار وفق إحصائيات أولية.