أعربت مفوضة حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” إزاء تجاهل العالم للخسائر الكبيرة التي تقع في سوريا، محذرة من أن “المذبحة المستمرة في سوريا لم تعد تلتقطها الرادارات الدولية.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان “ميشيل باشيليت” في بيان أصدرته الجمعة 26 تموز، إن اللامبالاة الدولية باتت واضحة إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين الناجم عن سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت إدلب ومناطق أخرى في شمال غرب سوريا.
وأضافت: باشيليت “على الرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقتها الأمم المتحدة لاحترام مبدأ الوقاية والتمييز في سير الأعمال القتالية، استمرت آخر سلسلة من الغارات الجوية التي نفذها النظام وحلفاؤه بلا هوادة، في ضرب المرافق الطبية والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية مثل الأسواق والمخابز”.
واستبعدت المفوضة السامية أن يكون ضرب تلك الممتلكات المدنية قد وقع “عرضا”، نظرا إلى النمط المستمر لمثل هذه الهجمات، وأكدت مجددا أن “الهجمات المتعمدة ضد المدنيين جريمة حرب، كما إن من أمر بتنفيذها أو نفذها مسؤول جنائيا عن أعماله”.
وبحسب بيان المسؤولة الأممية، “قتل مئات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال في سوريا منذ 2011. وسقط الكثيرون لدرجة أنه لم يعد من الممكن تقدير أعدادهم. وخلال السنوات الأولى من هذا الصراع الدامي، عندما كانت الخسائر لا تزال تحصى بالعشرات، ثم بالمئات، ثم بالآلاف، عبّر العالم عن قلقه البالغ حيال ما يحدث”.
أما اليوم، تابعت باشيليت، وفيما تؤدي الغارات الجوية إلى مقتل وتشويه أعداد هائلة من المدنيين عدة مرات في الأسبوع، “يبدو أن الرد عليها هو بتجاهلها جماعيا”، مشيرة إلى أن مجلس الأمن الدولي مصاب بالشلل، “بسبب فشل أعضائه الخمسة الدائمين المستمر في الموافقة على استخدام سلطتهم ونفوذهم لوضع حد نهائي للاشتباكات وعمليات القتل”.
وفي هذا السياق أكدت المفوضة السامية أن “هذا الفشل في القيادة تعيشه أقوى دول العالم”، مشيرة إلى تداعياته المؤلمة والمأساة واسعة النطاق الناتجة عنه.
ووثق بيان باشيليت” مقتل ما لا يقل عن 450 مدنيا، منذ إطلاق نظام الأسد وحلفائه الحملة الأخيرة على شمال غرب سوريا قبل أكثر من ثلاثة أشهر، بمن فيهم 103 قتلوا في غارات جوية وقعت خلال الأيام الماضية.
يذكر أن إحصائيات الأمم المتحدة حول أعداد الضحايا في سوريا، تبدو أقل بكثير من الأرقام التي توثقها المنظمات العاملة على الأرض.
وأحصى فريق “منسقو استجابة سوريا” في تقرير أصدره 24 تموز، استشهاد 1079 مدنيا خلال حملة الأسد وروسيا، ومن بينهم 294 طفلا، منذ بدء الحملة العسكرية لنظام الأسد وروسيا في شباط الماضي.
كما تسببت الحملة بنزوح 670837 شخصا من 58 قرية وبلدة شمالي سوريا، ويقدر منسقو الاستجابة الخسائر المادية للحملة العسكرية بـ 466 مليون دولار وفق إحصائيات أولية.