ذكرت مصادر إعلامية أن الأوضاع الأمنية في محافظة درعا تتدهور بشكل ملحوظ، وتأخذ منحًا خطيرًا بعد موجة واسعة من الاغتيالات الغامضة التي سُجّلت برسم مجهولين، طالت متعاونين مع نظام الأسد وقياديين سابقين بالفصائل المقاتلة.
ووثق “تجمع أحرار حوران” 13 عملية ومحاولة اغتيال في محافظة درعا خلال أقل من أسبوع، ولم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عنها، موضحا أن الاغتيالات أصبحت حالة عامة تعيشها المحافظة منذ سيطرة نظام الأسد وروسيا عليها.
وقال التجمع إن اشتباكات متقطعة اندلعت مساء أمس الإثنين 29 تموز، بين مجهولين وقوات الأسد، في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي.
ووقعت الاشتباكات التي استمرت 15 دقيقة، بعد أن استهدف مجهولون بالأسلحة الخفيفة وبقنبلة يدوية مبنى الأمن الجنائي وحاجز السوق وسط الصنمين.
ورجّح مصدر محلي في الصنمين للتجمع أن يكون عناصر اللجان الشعبية التابعين لنظام الأسد من استهدفوا مواقع قوات الأسد في الصنمين، مشيرًا إلى حدوث خلافات بين اللجان والأمن العسكري، الأحد الماضي.
وبحسب المصدر، فإنّ الخلاف جاء نتيجة طلب الأمن العسكري من اللجان أن يُسلّموا سلاحهم، الأمر الذي قُوبل بالرفض من عناصر اللجان في المدينة ما جعل هؤلاء العناصر يبحثون عن ذرائع لإبقاء السلاح معهم عن طريق استهداف مواقع قوات الأسد.
وسبق أن تعرض حاجز السوق في الصنمين لرشقات نارية قبل أسبوعين، ما دفع عناصر الحاجز لفتح النار عشوائيا باتجاه المدنيين، وأسفر ذلك عن استشهاد طفلين.
وفي سياق متصل، استهدف مجهولون، اليوم الثلاثاء، سائقًا يعمل في فرع “حزب البعث” ويدعى “مؤيد أبو خشريف” بإطلاق النار عليه في حي السبيل بمدينة درعا، ما أدى لمقتله على الفور.
كما استهدف مجهولون يستقلون دراجة نارية، أمس الاثنين، متعاونا سابقا مع الأمن السياسي “وحيد عيسى الأكراد” في حي المطار وسط مدينة درعا بإطلاق النار عليه، ما أدى لمقتله عقب إسعافه إلى مشفى درعا الوطني مصابًا بطلقتين في الرأس والصدر.
ووثّق تجمع أحرار حوران، عملية استهداف لقيادييَن في فصيل جيش المعتز بالله سابقًا، أبو عبادة المصري و راضي الحشيش، بعبوة ناسفة زُرعت أمام منزل القيادي “المصري” في منطقة العجمي غربي درعا، ما أسفر عن إصابتهم بجروح طفيفة.
كما قتل متعاون مع فرع أمن الدولة التابع لنظام الأسد يدعى “أيمن منير عزو الجلم” متأثرًا بإصابته نتيجة إطلاق مجهولين النار عليه في مدينة جاسم شمالي درعا، يوم الجمعة الفائت.
وكان مجهولون اغتالوا “إياد النمر” بإطلاق النار عليه أمام منزله، الأحد الماضي، في مدينة الحراك شرقي درعا، ويُعد “النمر” أحد المتعاونين مع المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد، وفي سجلّه عشرات القضايا الجنائية قبيل الثورة السورية.
يأتي ذلك بعد محاولة مجهولين اغتيال الشيخ “يوسف البكار”، القيادي السابق في فصيل جيش المعتز بالله، ما أسفر عن إصابته في بلدة تل شهاب غربي درعا.
ويقول تجمع أحرار حوران إن عمليات الاغتيال في المنطقة الجنوبية تبدو ممنهجة، وتقف مخابرات نظام الأسد ومليشيا “حزب الله” اللبناني خلف كثير منها، بهدف توسيع رقعة سيطرتها وإحكام قبضتها الأمنية على أهالي المحافظة بشكل أكبر.