أخبار سوريةاللاذقية

غابات اللاذقية ضحية ناري الأسد والصيف

غابات اللاذقية أكبر الغابات في سوريا، كانت مقصدا للسياحة الداخلية والخارجية، لما تتمتع به من مناظر طبيعية لكن جحيم المعارك الدائرة شملها ليصبح اسمها مرتبطا بالحرائق التي تشعلها نيران الأسد أو تسببها موجة الحر التي تضرب المنطقة.

تسبب قصف نظام الأسد المتواصل على ريف اللاذقية  في إشعال عدة حرائق في غابات جبلي الأكراد والتركمان اللذين تسيطر عليهما قوات المعارضة، كما تسببت موجة الحر التي ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية باشتعال النيران في عدة غابات في منطقتي جبلة والقرداحة الخاضعتين لسيطرة النظام.

واشتعلت النيران في ثلاثة مواقع في غابات الصنوبر في جبل التركمان بعدما قصفتها قوات النظام بقنابل النابالم الحارقة، قضت على أشجار يقدر عمرها بمئات السنين، وتجاوزت المساحة المحترقة مائة دونم.

وفي جبل الأكراد احترقت الغابات في موقعين جراء استهدافهما بقذائف المدفعية والدبابات من قبل قوات النظام، التي أحرقت مساحة واسعة ووصلت النيران إلى بساتين الفاكهة وأحرقت عددا منها.

كما تسببت موجة الحرارة التي أصابت المنطقة باشتعال النيران في غابات قرية بيت ياشوط التابعة لمدينة جبلة، واستمرت ثلاثة أيام، قضت فيها على ما يزيد عن ألف دونم من غابات الصنوبر والسنديان والأرز.

وقدر أبو أحمد -العامل في الدفاع المدني بموقع عين الغزال بريف اللاذقية- عدد الأشجار التي التهمتها النيران بأكثر من ألف شجرة معمرة، إضافة لاحتراق كامل الأشجار الصغيرة التي تنمو تحتها. وقال للجزيرة نت “عملنا بإمكاناتنا المتواضعة على إطفاء الحرائق الثلاث رغم الحرارة المرتفعة واستمرار قصف النظام على المنطقة”.

ونوه أبو أحمد بجهود المواطنين وعناصر الجيش السوري الحر لمساعدتهما فريقي الدفاع المدني بموقعي عين الغزال وبداما بإطفاء الحرائق من خلال توظيف جراراتهم بنقل المياه إلى مواقع الحرائق والمشاركة في عمليات التبريد.

وأرجع جمال اللاذقاني -القيادي في الجيش الحر- إقدام النظام على إحراق الغابات، إلى “رغبة النظام بكشف غطاء الأشجار الذي توفره لتحركات الثوار الذين تصدوا له ببسالة خلال معارك جبل التركمان المستمرة من عشرة أيام”.

وانتقد اللاذقاني “تقصير المجلس المحلي لمحافظة اللاذقية في إرسال سيارات الإطفاء وهذه خيانة لا تغتفر لأنها مركونة في مقره قريبا من مواقع اشتعال الحرائق، ولم يحركوها إلا بعد يومين من اندلاع النار في الغابات، وكان عناصر الدفاع المدني قد تمكنوا من السيطرة على معظمها، ولا نقبل مبرراتهم بنقص الوقود والمياه في الوقت الذي يجددون فيه مياه مسبح أحد القطعات العسكرية كل يوم”.

وذكرت مديرية الدفاع المدني بمحافظة اللاذقية التابعة للنظام في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أنها تمكنت بعد ثلاثة أيام من العمل المتواصل بالتعاون مع مراكز إطفاء مدينة جبلة والقرداحة ونقاط أخرى من السيطرة على الحريق.

وقالت إن النيران اشتعلت في ست غابات أخرى بقرى المزيرعة والقنجرة ومنجيلا والحكيم وجوبة برغال والعامرية، قضت على مساحة واسعة من الغابات والأراضي الزراعية وبساتين الليمون والزيتون.

يذكر أن النظام أهمل لسنين طويلة تدعيم الساحل السوري بالوسائل اللازمة لإطفاء الحرائق، كثيرا ما كان يطلب من تركيا المساهمة في إطفاء النيران التي تلتهم الغابات سنويا، فترسل له الطيران للمشاركة في إخمادها.

ومنذ اندلاع الثورة السورية أحرقت قوات النظام ما يزيد على 70% من مساحة الأشجار بريف اللاذقية من خلال قصفها بالنابالم والقذائف الصاروخية، في ظل عجز المعارضة عن توفير معدات إطفاء الحرائق.

وتعد غابات اللاذقية أهم وأكبر الغابات في سوريا، وكانت مقصدا للسياحة الداخلية والخارجية، لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة ومناخ معتدل صيفا وشتاء، حيث تتخللها الأنهار والجداول وتستوطنها الكثير من الحيوانات البرية والطيور.

المصدر : الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى