تمر في هذه الأيام الذكرى السابعة لمذبحة دير الزور أو ما باتت تعرف بـ”الثلاثاء الأسود” في واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري خلال الثورة السورية.
الثلاثاء الموافق لـ 25 أيلول 2012 لم يكن يوماً كغيره على أهالي مدينة دير الزور، بل كان أقسى يوم يمر على المحافظة في تاريخها، الذي لم يشهد وحشية مثل عصر نظام الأسد.
استقدم نظام الأسد – المُمنى آنذاك بخسائر عسكرية فادحة – تعزيزات عسكرية كبيرة من عناصر الشبيحة والحرس الجمهوري، والفرقة 17 لبدء مرحلة جديدة من العمليات العسكرية مع فصائل الجيش الحر في دير الزور، عنوانها زرع الرعب في قلوب الأبرياء المدنيين، ممن آثروا البقاء في مناطق نظام الأسد، إما مجبرين ولا خيار آخر لهم، أو صدقوا رواية إعلام الأسد.
وبدل أن تتجه التعزيزات العسكرية الجديدة إلى جبهات القتال مع المعارضة، دخلت إلى حيي الجورة والقصور المعقلين الأخيرين لنظام الأسد في مركز المدينة، وبدؤوا تمشيط الحيين منزلا تلو الآخر، وتضمن ذلك عزل المدنيين بين (ذكور وإناث، أطفال وكبار، نازحون وسكان، موالون ومعارضون).
وما إن بدأت عمليات التفتيش حتى تواردت المعلومات عن عمليات تصفية ميدانية بشتى أنواع القتل وحشية، ذبحا وحرقا وبالرصاص في عنف لم تشهده محافظة دير الزور في تاريخها الحافل بمقاومة الاحتلال الفرنسي، وما قبلها من أحداث.
مذابح جماعية شهدتها شوارع حيي الجورة والقصور استمرت لثلاثة أيام، بعد جمع أعدادٍ كبيرة من الشبان، ووضعهم أمام جدران الحي، وإطلاق النار عليهم من الخلف، ولم تستثن المجازر النساء ولا الشيوخ ولا الأطفال، كما شملت أيضا الكثير من موالي نظام الأسد، ممن كانوا يروجون لاسطورة “عودة الأمن بعودة الجيش”.
وبسبب قطع نظام الأسد أوصال المدينة، وإيقافه كل وسائل الاتصالات بدا من الصعب جدا، انتشار أخبار المجزرة المروعة في دير الزور، ولم يتم اكتشاف هول المذبحة إلى بعد عدة أيام، ما عرقل توثيق العدد الحقيقي للشهداء، لكن مصادر إعلامية في المعارضة تؤكد أن العدد بين الخمسمئة إلى ألف شهيد.
أعقبت مجزرة الجورة والقصور بأيام العثور على مجزرة أكثر أكثر فظاعة في منطقة المقابر ضحاياها مئات الأطفال والنساء والشيوخ، ممن حاولوا الهروب إلى الأحياء الخاضعة للمعارضة، قبل أن ينتهي بهم المطاف بكمين لقوات الأسد في تلك المنطقة.