صادما كان الفيديو الذي بث على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر عنصرا من مليشيا الدفاع الوطني المؤيدة للنظام السوري يضرب امرأة ويهينها أمام زوجها ويطلب منها إهانته.
وقال ناشطون إنه تم قتل العائلة بكاملها بعد تصوير الفيديو. لم يكتف الجيش وقوات الأمن السورية والمليشيات المؤيدة بتعذيب الرجال وسحلهم وقتلهم، حيث مارسوا “هوايتهم” المفضلة على النساء في أحدث فيديوهات بثت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول ناشطون مقطع فيديو مسرب، يظهر قيام أحد الأشخاص الذي يبدو أنه عنصر في قوات الدفاع الوطني (الشبيحة) وهو يهين سوريا وزوجته في منزلهما وينعتهما بأقسى الأوصاف. وبعد ضرب وإهانة الرجل المكتوف اليدين، ينتقل “العسكري” (الذي يتحدث بلهجة أهل الساحل السوري) إلى الزوجة فيطلب منها أن تصف زوجها بـ”الكر” (الجحش).
كما طلب منهما تقليد أصوات الحيوانات، ثم انهال عليهما بالضرب الشديد بالسوط على مناطق متفرقة في جسديهما.
ويظهر “الشبيح” في الفيديو فرحا بتعذيب وإهانة الزوجين ويقوم بتصويرهما بهاتفه المحمول غير آبه باستغاثاتهما، كما أن أحد زملائه كان يصوره وهو “يتلذذ” بتعذيبهما وإهانتهما.
هوية الشبيح
ونشر ناشطون ما قالوا إنها تفاصيل عن هذا “العنصر” مشيرين إلى أن “اسمه باسل البريدي من قوات الدفاع الوطني وينحدر من قرية عين الصحن بريف صافيتا في محافظة طرطوس”.
وتناقلوا أيضا معلومات عن الشخص الذي يُهان في الفيديو، وهو من قرية “المتراس” التركمانية بمحافظة طرطوس حيث تم قتله مع أفراد عائلته جميعا بعد تصوير الفيديو في “وادي النصارى” بحمص حيث كان يعمل حارسا لمزرعة أبقار.
ويتابع الناشطون أنه بعد هذه الحادثة اقتحمت قوات النظام السوري والمليشيات المؤيدة قرية “المتراس” وارتكبوا مجزرة في القرية، وكان “البريدي” أحد الذين شاركوا بالمجزرة.
الفيديو الذي “غزا” مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل معه النشطاء الذين عبروا عن سخطهم وغضبهم وصدمتهم من ضرب وإهانة المرأة.
وقد أطلق الداعية السعودي المقيم بسوريا عبد الله المحيسني وسما يطلب فيه رأس هذا الشبيح، وعرض مكافأة قدرها عشرين ألف دولار لمن ينال منه.
وعن الفيديو، يسأل صاحب حساب (SY963) “هل سمعنا صراخ المرأة من الألم؟ أين الأحرار؟”.
ويغرد (bbsfdh2013) بقوله “منظر مبكٍ من بشّار وزمرته”. ووصف (heyyeiwg) الفيديو بأنه “محزن ومخزٍ للعرب والمسلمين”.
“ليس إنسانا”
واعتبر الباحث السعودي فهد العبد الجبار أنه “ورب الكعبة، لهذا المنظر تقام الدنيا وتجيّش الجيوش، ولكنه زمن الغرب الصهيوني”.
وفي السياق يغرد (AzzamBasri) بأنه “على من يلقي القبض على هذه الاشكال ألا يرحمها ولا يرأف بها ولا يأخذهم بها شفقة ولا عطف”.
ويصف (iranakhaled) في تغريدة الجيش السوري “بالعقائدي الطائفي البطل”.
ويغرد (panki2015) بأنه “أشعر بالقلق حيال المستوى الذي وصلت له الإنسانية في سوريا”.
ويغرد (Ayed1976) “لعنه الله . هذا ليس بشرا، والحيوان أطهر منه”.
وتكتب سوسن الجابري منشورا على فيسبوك أنه “شركاؤنا في الوطن.. ثقل الحمل.. فيديو تعذيب الأب والأم من قبل ضابط.. هو حكايتنا اليومية على مدى خمسه عقود، لا الأولاد ولا التاريخ سينسى كرمكم الذي دمر سوريا”.
في السياق، يكتب الصحفي إياد شربجي على صفحته بفيسبوك “بعد خمس سنوات من الإجرام الذي بدأه أولئك (رجالا ونساء وأطفالاً) ومن طرف واحد ضد المدنيين في البيضا ثم في كل شبر من سوريا، بالأحرى بعد خمسين سنة من حكم الطائفة التي استحوذت واستفردت بكل مقدرات البلد، من اقتصاد وجيش وإعلام وحتى التعليم”.
المصدر : الجزيرة