كان الطفل عمر، الذي لم يتجاوز عامه الرابع عشر، ضمن حوالي 100 آخرين سقطوا بنيران طائرات الأسد في السوق الشعبي وسط مدينة دوما الأحد الماضي، مخلفاً وراءه أمه وثلاث أخوات كان يعيلهم رغم سنه الصغيرة، بعد أن هجرهم أبوهم وهرب من الغوطة الشرقية.
كان عمر يفترش بعض البضائع على قارعة الطريق، ليكسب رزقاً بالسوق لأمه وإخوته الثلاث، حينما باغتته غارات الأسد وقتلته غدراً، وحولت سوق المدينة لمقبرة جماعية، ضمت أكثر من 100 مدني قتلهم حقد النظام في غضون دقائق.
“زوجي هجرني وخرج من الغوطة الشرقية، فأصبح طفلي عمر أباً وأخاً ورب منزل، يخاطر بروحه ليؤمن ما نقتات عليه، إلا أن عمر رحل مع مئة آخرين في مجزرة السوق”، هذا ما قالته أم عمر المكلومة على فراق ابنها.
وأضافت أن عمر صار يعمل بجلب السكر والأرز من معبر المخيم ليلاً تحت نيران القناص و”كنت أدعو له في كل وقت صلاة، وصدق وعده وجعلنا نشبع الطعام ورسم البسمة على وجوه إخوته الصغار”.
أم عمر، التي تعتبر نفسها أنها أصبحت أرملة بعد فقد ولدها، وأن أولادها الآن فقط أصبحوا أيتاماً، لا تكاد تصدق أنها فقدت ولدها، وتقول إنها تتمنى في كل لحظة أن تستفيق من كابوس مزعج فقدت فيه أعز أحبابها، ومعيل أطفالها.
المصدر : العربية