أخبار سورية

العام الدراسي الجديد في إدلب وأساليب شد اللحاف

أيام قليلة وتبدأ رحلة العام الدراسي الجديد 2015/2016 في سورية للسنة الخامسة على التوالي من عمر الثورة السورية، وسط تزايد وتيرة العنف واستهداف النظام للتجمعات السكنية والمدارس في المناطق الخارجة عن سيطرته، إذ تعتبر محافظة إدلب ثاني مركز محافظة تخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة التي تسيطر عليها داعش.

ومع اقتراب افتتاح المدارس بدأ النظام عن طريق مديرية تربيته بالإفصاح عن معوقات العملية التعليمية، ومن جانبها دائرة المعارف في حكومة الائتلاف حضرت نفسها لتتسلم زمام الأمور في مدارس المحافظة.

إدلب التي تمارس مديرية تربيتها التابعة للنظام عملها في محافظة حماة، ويرأسها محمود سحاري الذي اجتمع قبل أيام مع محافظي إدلب وحماة وبعض من الكوادر التدريسية حسبما نشرت صحيفة تشرين الموالية للنظام حيث تم الإتفاق على مذكرة رفعوها إلى وزارة تربية النظام في دمشق والتي تضمنت الصعوبات والمعوقات التي تعترض العملية التربوية في إدلب من جراء ماوصفوه “وجود المجموعات الإرهابية المسلحة” في العديد من مناطق المحافظة والاستعداد لافتتاح العام الدراسي القادم في المناطق  التي قال عنها سحاري أنها خاضعة للمصالحة الوطنية بجهود الوجهاء من أبناء الوطن بما يضمن تطبيق المناهج الرسمية المعتمدة من قبل الوزارة، في الوقت الذي لا يوجد فيه شيء من هذا القبيل في إدلب كاملةً.

وذكر سحاري مدير تربية إدلب لدى النظام أن أهم الصعوبات التي استعرضها الاجتماع المذكور تمثلت بتعرض عدد كبير من المدارس للتخريب نتيجة الأعمال الإرهابية والسلب والنهب من قبل ما قال عنهم “العصابات الإرهابية المسلحة”، وسيطرتهم على بعض المدارس وتخوف المدرسين والمعلمين من تدخل الإرهابيين في فرض كوادر تدريس أو مواد تدريسية و منع تدريس بعض المواد كالموسيقا والرياضة والتربية الوطنية والدينية وعدم الاستقرار الأمني.

خالد الحمادي يعمل في المجال التربوي لدى الإئتلاف تحدث لوطن إف إم قائلاً: حقيقةً هنالك في محافظة إدلب مدارس مدمرة وأخرى مسروقة، ولكن هل تسائلنا ما السبب، الكل يعرف أن جيش وأمن وشبيحة النظام أثناء دخوله المدن اتخذوا من المدارس نقاطاً عسكرية، وذلك ما أثر في بادئ الأمر على العملية التعليمية، كون غالبية الطلاب امتنع عن الذهاب إلى المدارس، هذا من جهة ومن جهة أخرى عمد النظام إلى سرقة أجهزة الكمبيوتر وتهريبها إلى أفرعه الأمنية.

وأضاف الحمادي: وكل نقطة تخرج عن سيطرة النظام يعمد الأخير إلى تدميرها، وهذا ما حصل تماماً في عدة بلدات، فالكل يعلم كيف دمر النظام ثانوية ذي قار في كفرنبل التي تعتبر أقدم ثانوية في المدينة، بعدما خرجت كفرنبل عن سيطرته، وكانت الثانوية معسكراً لجنوده، وما أن تحررت المدينة حتى قصف الثانوية بالطائرات وخرجت نهائياً عن العمل.

تربية النظام تتهم والمعارف تضحد:

في الوقت يتهم النظام ما وصفهم بالمسلحين أنهم خربوا المدارس وأنهم أثروا على سير العملية التعليمية يؤكد رضا العبودي تربوي في مديرية التربية والمعارف في حكومة الائتلاف أن هذه التهم واهية، وكاذبة، وقال العبودي: كيف لنا أن ندمر مدارس يتعلم بها أولادنا وإخوتنا، النظام هو من دمر كل شيء ونحن وغيرنا من المديريات وحتى الفصائل العسكرية نوثق بشكل دقيق كل انتهاكاته.

وعن التحضير للعام الدراسي الجديد يقول العبودي: نحن في مديرية التربية والمعارف نحضر للعام الدراسي كوننا انطلقنا بالتعليم منذ سنوات في إدلب ولنا تجربة جيدة، لدينا مناهجنا الخاصة بنا في مناطق المعارضة، وهي لا تختلف من حيث المعلومات عن مناهج النظام إنما حذفنا بعض الترهات التي خدعنا بها النظام على مدى أعوام.

تربية النظام تفصح عن معوقات والإئتلاف يؤكد جاهزيته:

في الوقت الذي تؤكد فيه مديرية التربية والمعارف في حكومة الائتلاف جاهزيتها للعام الدراسي، تقول تربية النظام على لسان محمود سحاري مديرها أنه تم  توقيف بند الإنفاق من قبل وزارة المالية، مشيراً إلى وجود مبلغ 100 مليون ليرة مخصصة للترميم في موازنة العام الحالي إضافة إلى نقص المقاعد ومستلزمات التعليم، وبيّن سحاري أن المجتمعين تقدموا بمقترحات تتضمن تفعيل دور ما أسماها المصالحة الوطنية لضرورة استمرار العمل التربوي خلال العام الدراسي القادم في أغلب مناطق محافظة إدلب وتفعيل بند النفقات لتأمين مستلزمات المدارس وخاصة المتضررة وتأمين احتياجات العمل التربوي والإداري لمديرية التربية التي بدأت عملها بشكل مؤقت في محافظة حماة، وهي مطالب رفعها سحاري لوزيره في دمشق.

وأعلنت منظمة علم القطرية عن إرسال مليوني كتاب مدرسي إلى الداخل السوري المحرر تم الانتهاء من طباعتها مؤخراً وهي لا تختلف عن المناهج القديمة حيث حافظت على جوهرها العلمي والأدبي إلا أنه تم حذف كل مايمجد الأشخاص ويشوه الفكر للتربوي، وستوزع تلك الكتب للعام الدراسي الحالي في كل من حلب وادلب ومخيمات اللجوء على الحدود التركية.

يذكر عدد المتقدمين إلى امتحانات الشهادة الثانوية من أبناء محافظة إدلب للدورة الأولى لدى مديرية تربية النظام بلغ  2253 طالباً وطالبة وللدورة التكميلية 1070 طالباً وطالبة، وعدد الطلاب من إدلب المداومين في محافظة حماة من الوافدين بلغ 20377 تلميذاً من الذكور والإناث، أغلبهم خرجوا مع عائلاتهم أثناء تحرير مركز المحافظة.

في حين تجاوز عدد المتقدمين للإمتحانات لدى الائتلاف ضعفي العدد لدى النظام، بعد تكرار تجربة المدارس قبل سنتين.

ادلب – رزق العبي – وطن اف ام

 

زر الذهاب إلى الأعلى