“ثمة شيء واحد يتشارك فيه جميع الأطفال، ألا وهو حقوقهم. فلكل طفل حق في البقاء والنماء، وفي التحرّر من العنف وسوء المعاملة، وفي المشاركة وإسماع الصوت”, إنه نص من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة يوم الطفل العالمي, الذي
يوافق تاريخ التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989 من قبل 191 دولة, والتي صادقت عليها جميع الدول ما عدا الولايات المتحدة والصومال اللتان وقعتا عليها دون تصديق.
وفي 1954، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة كل الدول إلى إنشاء يوم عالمي للطفل، دون تحديد يوم موحد. واختيار يوم 20 نوفمبر جاء بعد توقيع اتفاقية حقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989 التي ترجع أيضا إلى إعلان حقوق الطفل الذي أورخ في 20 نوفمبر 1959.
وفي هذه المناسبة يتم القيام بعدة فعاليات وتظاهرات من قبل الناشطين في مجال حقوق الطفل.
ففي فرنسا، تقوم منظمة مدافعين عن الأطفال برفع تقرير سنوي لكل من رئيس الجمهورية الفرنسية ومجلس النواب الفرنسي. ومن جهتها تقوم اليونيسف بتنظيم عدة فعاليات وأنشطة للتعريف والاحتفال بهذا اليوم.
يصادف اليوم العشرون من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام (اليوم العالمي للطفل) وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959 وإعلان إتفاقية حقوق الطفل, في العام1989. ومنذ ذلك التاريخ تشجّع الأمم المتحدة الدول الأعضاء على التصديق على اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولاتها الثلاثة الاختيارية بما تمثّله من وثيقة هامّة تضمن حماية الطفل من أي إيذاء أو سوء معاملة في جميع أنحاء العالم، وقد سبق هذه الاتفاقيات –في مجال توفير رعاية خاصّة للطفل- إعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924.
ويعتبر التوقيع و المصادقة أو الانضمام إلى هذه الاتفاقية من قبل الدول الأعضاء موافقة من هذه الدول بالالتزام ببنود الاتفاقية، وقد وقّعت سوريا على هذه الاتفاقية بموجب القانون رقم (8) من العام 1993 الصادر عن رئيس الجمهورية آنذاك، بعد إقراره من قبل مجلس الشعب في جلسته المنعقدة بتاريخ 5-6-1993 وصدر مرسوم آخر لاحق في العام 2007 يحمل الرقم (12) وكان يقضي بإزالة التحفظ على بقية المواد التي تمّ التحفظ عليها في المرسوم الأول والتي كانت تتعارض يومئذ مع التشريعات العربية السورية النافذة ومبادئ الشريعة الإسلامية وخاصة فيما يتعلّق بالمادة التي تتحدث عن حقّ الطفل في حرية الدين.
الانتهاكات بحق الأطفال منذ بدء الثورة السورية:
منذ بدء الاحتجاجات السلمية في سوريا والتي تحولت إلى ثورة عارمة بدأ الاستهداف المنهجي للأطفال على يد قوات النظام بدءاً بالإعتقال التعسفي ومروراً بالاختفاء القسري وانتهاءاً بالقتل تحت التعذيب، وقد رصد المركز السوري لتوثيق الانتهاكات اعتقال ما لا يقل عن 1800 طفل منذ بدء الثورة السورية على يد قوات النظام مازال مئات منهم يقبعون في أقبية أجهزة الأمن، وهذه الأرقام هي التي استطاع المركز من توثيقها وتدقيقها بالاسم، أمّا الأرقام التقديرية فتشير إلى آلاف الحالات الأخرى.
وقد تعرّض الأطفال أيضاً للقتل المنهجي على يد قوات النظام فقد استطاع مركزنا توثيق سقوط أكثر من (12800) طفل منهم (8770) ذكراً طفلاً و(4051) أنثى طفلة توزعوا على جميع المحافظات السورية.
و اختلفت أسباب الوفاة إلاّ أنّ النسبة الأكبر كانت بسبب القصف بالمدفعية وقذائف الهاون والدبابات والذي أدّى إلى سقوط (5446) طفلاً وطفلة، تلاه القصف الجوي بالطيران الحربي حيث بلغ عدد الضحايا من الأطفال (3821) طفلاً وطفلة كان من ضمنهم (1479) نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة، وقد استطاع المركز توثيق مقتل (1884) نتيجة إطلاق النار كان من بينهم (525) طفلاً تمّ استهدافهم استهدافاُ مباشراً من قبل القناصة، أمّا عدد الأطفال نتيجة حالات الإعدام الميداني فقد بلغ (675) طفلاً وطفلة كان من ضمنهم (239) تم ذبحهم بالسكاكين خلال المجازر التي ارتكبت في العديد من الأحياء والمدن التي تعرضت لمجازر جماعية، وقد بلغ عدد الأطفال الذين قضوا أما نتيجة التعذيب أو الإعدام بعد اعتقالهم أكثر من (112) طفلاً معظمهم من الذكور الأطفال من ضمنهم أربع شهيدات من الأطفال الإناث، وبلغ عدد الأطفال نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات النظام أو نقص التغذية والجوع أو البرد (243) طفلاً وطفلاً.
وبالإضافة إلى قوات النظام فإنّ أطرافاً أخرى منخرطة في الصراع قامت بالعديد من الانتهاكات بحقّ الأطفال وعلى رأسها تنظيم “داعش” حيث بلغ عدد الأطفال الذي تمّ قتلهم على يد هذا التنظيم أكثر من (90) طفلاً وطفلة، أمّا بالنسبة لقوات المعارضة المسلّحة فقد استطاع المركز توثيق سقوط (243) طفلاً وطفلة قضى العشرات منهم نتيجة القصف العشوائي بقذاه الهاون على المناطق المدنية خاضعة لسيطرة النظام
ويتعرّض الأطفال إلى أنواع أخرى من الانتهاكات منها عمليات التجنيد ضمن الكتائب المقاتلة وخاصة فيما يسمّى اللجان الشعبية “الشبيحة” أو “جيش الدفاع الوطني” والتي تقاتل إلى جانب قوات النظام، وأيضاً تقوم أطراف أخرى بعمليات التجنيد وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” فقد استطاع المركز رصد عدّة معسكرات لتدريب الأطفال ممن هم ما دون سنّ الثامنة عشرة في محافظة الرقة ومدن عديدة في الريف الشمالي لمحافظة حلب، وقد استطاع المركز رصد العديد من حالات تجنيد الأطفال واستعمالهم لغايات عسكرية على يد القوات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق الخاضعة لسيطرته في شمال سوريا وأقصى الشمال الشرقي، وقد استطاع المركز توثيق مقتل (223) طفلاً مقاتلاً ما دون سنّ الثامنة العشرة كانوا يقاتلون إلى جانب كتائب معارضة مختلفة .
رزق العبي- وطن اف ام