انحسرت العمليات العسكرية على أطراف الغوطة الشرقية بشكل كبير بالتزامن مع انباء عن هدنة بين قوات الاسد والفصائل الثورية وفق ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
لكن الصادم أن أيا من الأطراف المعنية لم يؤكد الخبر رغم أن بعض الفصائل ومنها جيش الإسلام الجهة العسكرية الأكبر والأضخم ألمحت إلى أنها تقوم بدراسة مشروع هدنة. تتضمن حسبما أعلن المرصد السوري بنودا أولها الإفراج عن المخطوفين العلويين حصرا إضافة لفتح ثلاثة مداخل من جهة الأوتوستراد الدولي ومدخل من جهة مخيم الوافدين، ومعالجة الثوار في دمشق دون التعرض لهم، السماح بدخول وخروج اهالي الغوطة إلى دمشق إضافة لإدخال المواد الغذائية ومخصصات لتشغيل الفرن وإصلاح شبكتي المياه والكهرباء، مقابل تأمين الثوار لأوتوستراد حمص الدولي وعدم إغلاقه أو القيام بعمليات عسكرية ضد قوات الأسد والمحورالأساسي هو وقف إطلاق نار يستمر لأسبوعين لاختبار حسن النوايا وبالتالي سيصار لتمديدها بعد ذلك بوساطة روسية وإشراف الأمم المتحدة على طريقة هدنة الزبداني.
الخبر انتشر كالنار في الهشيم رغم نفي وزير المصالحة التابع لنظام الأسد للأمر برمته، وشهدت بلدات الغوطة ما يشبه تنفيذ الهدنة بين ثوار الغوطة باستثناء جبهة النصرة وأحرار الشام و الاتحاد الأسلامي مع تضارب الأنباء حول الجهة التي تسلمت ملف التفاوض في الغوطة بين الشيخ سعيد درويش رئيس الهيئة الشرعية سابقا والقيادي في جيش الإسلام سمير كعكة الذي استقبل وفدا روسيا داخل الغوطة للتفاوض وتأكد التفاوض من طرف الجيش الحر على لسان أسامة أبوزيد الذي كشف أن الروس قدموا ضمانات أن باستطاعهم الضغط على الاسد للموافقة على وقف إطلاق النار، الأمر الذي بث التفاؤل الشعبي بإنهاء حصار دام ثلاث سنوات.
لكن ذلك لم يدم سوى ساعات قليلة من الهدوء حتى علق أحد الناشطين في الغوطة “نسمع صوت زقزقة العصافير بدل صفير القذائف” وعلى إثر أنباء الهدنة شهدت الغوطة انخفاضاً غير مسبوق منذ عامين في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، إلا أن وقف إطلاق النار انهار وعادت قوات النظام لتمطر دوما ودير العصافير بالقذائف واختفى ذكر الهدنة إلا من بعض الشكوك حول بداية تطبيقها بشكل مخالف للعادة، ففيما لا تزال أسلحة النظام تقصف دوما ومناطق الغوطة أكدت مصادر في الداخل أنه تم فتح المعابر في الغوطة وسط استنكار شديد من بعض كتائب الثوار معتبرين الامر برمته فتنة وأن لاضمانات من قبل النظام على الالتزام بها فيما عدها آخرون خيانة لدماء الشهداء، وعلى الجانب الآخر يروج إعلام الأسد لفكرة أن توقيع الهدنة جاء بطلب من الأهالي الذين طالبوا بخروج الثوار من منطقتهم.
فهل استطاع الثوار فرض إرادتهم على نظام الأسد وميليشياته أم أن الهدنة جاءت لتخفيف الضغط الداخلي في حاضنة النظام بعد رؤية العلويين في أقفاص عبر شوارع الغوطة تحت صواريخ أبناء جلدتهم، أم هل هي إحدى نتائج اجتماعات فيينا؟ أسئلة كثيرة تطرح إلا أن الإجابة الحقيقة هي أن الدلائل تفصح عن إرهاصات هدنة كبيرة في الغوطة تنهي حصارا اتى على البشر والحجر.
وطن إف إم