حمّل تيار “غد سوريا” الذي يضم علويين سوريين معارضين، نظام بشار الأسد وسلطته، مسؤولية الأوضاع التي آلت إليها البلاد من خراب ودمار، وذلك في البيان الختامي الذي صدر عن اجتماعهم التأسيسي اليوم الأحد.
وفي مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول التركية اليوم، وتلي فيه البيان الختامي، أكد التيار أن “الأسد وسلطته، المسؤولان في المستوى الأول عن فوضى السلاح والجيوش، وتدخل الغرباء في كل مفصل من مفاصل البلاد”.
وأوضح أن “الأسد هو من استدعى العنف بإصراره على الحلول الأمنية والعسكرية، وهو المسؤول ابتداء عن تصاعد الأعمال الطائفية التي جاءت نتيجة لجرائمه الطائفية المتعمدة أصلا للوصول إلى ما نحن فيه”.
من جانب آخر، أكد التيار في بيانه أنه “ينظر إلى كل تواجد أجنبي على الأرض السورية بمثابة احتلال واضح وصريح، سواء أكان هذا التواجد عبر القوة العسكرية، أو عبر تقديم الدعم لقوى غريبة عن البلاد وأهلها، وأهداف ثورتها، وما يطمح له السوريون في وطنهم”.
وشدد على أنه “لا يمكن اعتبار كل من حمل السلاح في وجه بطش الأسد وجرائمه ثائرا، كما أنه لا يقبل بحال أن تتحول سوريا إلى مناطق نفوذ لفوضى السلاح، أو أمراء الحرب، ومن هنا بات من الضروري استعادة البوصلة التي انطلقت الثورة على أساسها، ووضع توصيفات للعمل الثوري لفصله وتميزه عن الأعمال الجنائية”.
وفي نفس الإطار، كشف التيار أنه “تداركا لمزيد من انزلاق البلاد في الحرب الطائفية، وغدت بوادرها جلية، وعدم السماح بأي شكل من الأشكال بتحويل سوريا إلى ساحة صراع مذهبي أو إثني أو طائفي، فإنه يسعى لاستعادة أهداف الثورة في بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، والوقوف ضد كل مشاريع التقسيم، والتأكيد على وحدتها أرضا وشعبا، وعلى الهوية السورية، كفيصل في الانتماء الوطني”.
وبين أنه “تنادى عدد من السوريين المنتمين للطائفة العلوية إلى تأسيس تيار (غد سوريا)، ليكون صوتا من قلب الطائفة لا يدعي تمثيلها، وإنما يتوجه إليها متفهما هواجسا ومصالحها، ويحاول ترميم التشويه التاريخي الذي لحق بالبنية الاجتماعية والفكرية والسياسية لأبناء الطائفة، محاولا بذلك إعادة صياغة علاقتها بمن حولها من السوريين”.
وقال التيار أيضا “العلويون مكون أصيل من النسيج السوري، يمتلك كباقي مكونات الشعب السوري الرغبة في الانعتاق من الاستبداد، والأمل في العيش بكرامة وحرية”.
وأضاف “عملت سلطة الأسد وحلفائه وعلى مر خمسين عاما وأكثر على تعزيز العبث والتلاعب بالانتماءات الطائفية والقبلية والعائلية في المجتمع السوري، مستغلا ذلك لتحقيق مصلحته ومشروعيته في البقاء، على حساب تراجع الانتماء والوعي الوطني، مما ولد الإحساس بالاضهاد، وكان للطائفة العلوية النصيب الأكبر في عملية التخريب تلك، إذ عمد إلى ربط مصلحة الطائفة ببقاء الأسد في السلطة”.
وعقد معارضون سوريون علويون على مدار يومين، مؤتمرا في مدينة إسطنبول، من أجل إطلاق تجمع معارض جديد، أعلن عنه أمس السبت باسم “غد سوريا”، بحضور أبرز قيادات المعارضة السورية، ورموز من مختلف مكونات الشعب السوري، حيث يهدف التجمع الجديد لأن يكون رافدًا جديدًا للمعارضة السورية، وأن يكون مفتوحاً لكافة المكونات، رغم أن دعاة تأسيسه ينتمون للطائفة العلوية، بحسب منظمي المؤتمر.
المصدر : الاناضول