لم يقف استهداف الطيران الروسي للمدنيين فحسب ، بل طال استهداف وسائل سبل عيشهم قصف الطيران الروسي لعشرات الصهاريج المحملة بالوقود والقادمة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ، واحتراقها اثر بشكل كبير على أهالي الريف الادلبي ، في حرمانهم من التدفئة في فصل الشتاء القارس يعاني السوريين عموما وخصوصا أهالي الريف الادلبي ظروفا إنسانية صعبة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وبالذات مادة المازوت والتي تعتبر المادة الرئيسية للتدفئة ، اذا وصل سعر البرميل الى خمسين الف ليرة سورية أي ما يعادل 130دولار و250 ليرة سورية لليتر الواحد أي ما يعادل ثلاثة ارباع الدولار بعد ان كان سعر الليتر اقل من نصف دولار ,طبعا في ظل ارتفاع الدولار امام الليرة السورية .
” أبو خالد ” من جبل الزاوية يروي لـ وطن اف ام معاناته في تامين الوقود للتدفئة قائلا ” كنت اعمل موظفا في معمل الغزل في مدينة ادلب، وبعد ان سيطرت المعارضة السورية على المدينة، طلب منا النظام التوجه لمدينة حماه لقبض المرتب الشهري مقابل الدوام في معامل حماه، لكنني لم اتجرأ على الذهاب خوفا من اعتقال قوات الاسد لي ومخاطر الطريق “.
وتابع ” فتوقف المرتب الشهري الذي كان يقيني الجوع أولادي، ولم يعد لدي أي مصدر رزق للعيش، في ظل هذه الأوضاع الصعبة وقلة العمل، والبطالة المتفشية بشكل كبير جدا.
(ما عم أقدر دبر مصروف البيت حتى أقدر جيب برميل مازوت بخمسين ألف) بهذه الكلمات تابع ” أبو خالد “حديثه، أن ” الطيران الروسي سبب بارتفاع أسعار المازوت، كما ان استغلال المهربين له دور كبير في ارتفاع الأسعار “.
وأشار أبو خال الى أن ” الطيران الروسي يحاربنا بلقمة عيشنا حيث استهدف سابقا مطاحن وصوامع للحبوب، والان يستهدف صهاريج الوقود لتصعب الحياة ويحرمنا من تدفئة أطفالنا في ظل انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير جدا “، حسب تعبيره.
من جهته” الحاج تركي يقطن في احدى مخيمات اللجوء عبر في حديث خاص لـ وطن اف ام عن امتعاضه من عمل المنظمات وتقصيرها بحق النازحين، طالبا من المنظمات ان تقديم لهم عوازل ومدافئ وقسائم محروقات لهم لعدم قدرتهم على شراء مادة المازوت بسبب ارتفاع أسعاره بشكل كبير جدا، كونهم يعيشون في مخيمات تفتقر الى ابسط مقومات الحياة.
يقول ” الحاج تركي ” بأن الخيم باردة جدا ولا تقي من برد الشتاء ولا الامطار، فكثيرا ما نمضي ليالي وفراشنا مبللة من المياه بسبب تسرب المياه الى داخل الخيم من الامطار، فالعوازل تمنع دخول المياه حتى لو كانت بشكل بسيط حسب وصفه كما يعزي الحاج تركي سبب ارتفاع أسعار المحروقات الى الطيران الروسي الذي بات يستهدف قاطرات الشحن المحملة بالإغاثة وصهاريج المحروقات.
الجدير بالذكر ان الاف العائلات ليس لها القدرة على شراء المازوت بهذه الأسعار وستعاني من أوضاع صعبة هذا الشتاء، في ظل انعدام مصادر الرزق لهم وتحديدا الموظفين الذين فصلوا من وظائفهم، او الذين لم يجرؤوا على الذهاب الى حماه وقبض مرتباتهم فانقطعت عنهم.
عبدالله جدعان – وطن اف ام – إدلب