“نعتذر لكم لمخالفة عاداتنا الكريمة بحسن الضيافة وذلك بسبب ظروف الحصار الخانق في الحي” بهذه العبارة بدأ أبو وائل رئيس مجلس محافظة حمص الحر كلمته الموجهة للوفد الأممي الذي زار حي الوعر معبرا بذلك عن الكثير عن معاناة التي يعيشها الحي نتيجة الحصار.
حيث زار حي الوعر ، اليوم السبت الثاني عشر من الشهر الجاري وفد أممي كبير يضم كلا من ستيفن براون الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وكيفن كندي مسؤول عن الشق الإنساني، وسبيستيان تريفيس مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يرافقهم يعقوب الحلو سفير الأمم المتحدة في سوريا وبعض أعضاء مكتب دمشق للأمم المتحدة، ومكتب حمص للأمم المتحدة، وممثلي الهلال والصليب الأحمر في حمص، حيث استقبلهم الأهالي بمظاهرة حملوا فيها لافتات تعبر عما يطالبون الأمم المتحدة به مثل “الأمم المتحدة شاركت بتهجير سكان حمص القديمة ما هو دورها في حي الوعر؟” و”هل جرائم بشار أكبر من المنظومة الدولية؟ أين القانون الدولي من جرائم بشار؟” و “متمسكون بأرضنا بثورتنا بحريتنا نرفض التهجير”.
بدأ الوفد زيارته باجتماع موسع مع الفعاليات الثورية في الحي في مقر المجلس الحلي الثوري، طرح فيه المجلس المحلي ولجنة التفاوض رؤيتها للوفد، وأكدوا على نقاط هامة منها أن أهالي الحي وفعالياته يرفضون التهجير من مدينة حمص وطالبوا الوفد بتوضيح رؤيتهم لهذا الأمر وتحمل المسؤولية لمنع النظام من تحقيق ذلك، كما طالبوا الوفد بجعل قضية المعتقلين في رأس أولوياتهم القضية التي هي بند رئيسي بالهدنة التي وصفتها لجنة التفاوض بهدنة إنسانية ذات شقين كسر الحصار وحل مشكلة آلاف المعتقلين، وطالبوا الأمم المتحدة بنفيذ القرارات الأممية التي تسمح لهم بإغاثة المدنيين في أي مكان حتى لو رفض النظام، وطالبوا الوفد بفتح مكاتب للأمم المتحدة ومنظماتها في الحي لتكون مطمئن للمدنيين، كما طالبوها بألا تساوي بين الضحية في إشارة للسوريين الثائرين والجلاد في إشارة للنظام وميليشياته، وسلم المجلس المحلي الوفد قائمة مطالب قال السيد ستيفن أنه سيرفقها بتقريره الذي سيسلمه للأمين العام للأمم المتحدة.
وكان للسيد ستيفن ردود على ما تم التناقش فأكد بداية عن حزنه الشديد مما إطلع عليه من معاناة وأكد على أن المتحدة هي حيادية بغض النظر عن المكان الذي تجلس فيه، وهم ملتزمون بالعمل مع كل من يمكنهم من الوصول للأشخاص المحتاجين، وأن قرارات الأمم المتحدة هي من مكنتهم من التواجد بحي الوعر ويجب تجديدها لاستمرارا تواصلهم مع المناطق المنكوبة، وقال أن الأمم المتحدة مهمتها مساعدة الأشخاص على البقاء في بيوتهم.
ثم انقسم الوفد لورشات عمل خدمية هندسية وتعليمية وطبية وإغاثية اطلعت على واقع الحي بالتفاصيل من أجل التنسيق لمساعدة المدنيين وقامت بزيارة مناطق في الحي، وكان ستيفن على رأس الوفد الذي اطلع الواقع الطبي المأساوي في مسفى الوليد والنقاط الطبية الأخرى وشاهد الدمار الهائل في المشفى الذي تسبب به قصف النظام واطلع على نقص هائل في المستهلكات والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار الخانق.
وفي سياق متصل دخلت اليوم مع الوفد الأممي الدفعة الثانية من المواد الإغاثية للحي وتمثل 30% من احتياجات الحي الشهرية ليصبح مجموع ما دخل للحي منذ بداية الهدنة 70% من هذه الاحتياجات، وتأتي زيارة الوفد الأممي هذه في سلسلة زيارات قامت بها الأمم المتحدة للحي في وقت سابق منها سياسي ممثلا بالسيدة خولة مطر رئيسة المكتب السياسي للمبعوث الدولي الخاص لسوريا استيفان ديمستورا، ومنها إنساني رافق قوافل الإغاثة.
محمد الحميد – وطن اف ام – حمص