قدمت الولايات المتحدة، للمرة الثالثة خلال ثلاثة أشهر، امدادات جديدة من الذخيرة لمقاتلي تحالف “قوات سوريا الديمقراطية ، قبل معركة متوقعة مع تنظيم الدولة الإسلامية في محيط مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، بعد توقف المعارك في قرى ناحية العريشة المجاورة للشدادي، المعقل الرئيسي للتنظيم في المنطقة.
وتحدثت وكالة “رويترز” في وقت سابق ، أن أمريكا ارسلت ثالث شحنة إلى مقاتلي تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، منذ أن بدأت تزويدهم بها من خلال إسقاط ذخائر جوا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن المقاتلين يستعدون للتحرك في نهاية الأمر نحو مدينة الشدادي الواقعة عند شبكة استراتيجية من الطرق السريعة، وقد يساعد الاستيلاء عليها في عزل الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا عن العراق.
وكانت المواجهات بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، بقيادة حزب الاتحاد، توقفت خلال الأيام القليلة الماضية بعد سيطرة عناصر التحالف المدعوم أمريكياً، على قرى الجنبة الشرقية والغربية قرب الحدود مع العراق، ولأطراف الشمالية لقرية الظواهر وشمالها قرى الفج، والمقاسم، والميلبية، والخمائل المحاذية لبحيرة السد الجنوبي، كما سيطروا على قرى سودة وعبد وتل البارود من جهة جبل عبد العزيز جنوب غرب الحسكة.
وفي الأثناء، استهدفت طائرات التحالف الدولي، عدداً من المواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، ما أوقع بعض عناصره قتلى وجرحى، خلال عمليات الاستعداد للمعركة القادمة، التي يحرص التنظيم فيها على استدراج خصومه إلى مساحات أوسع بهدف تشتيت القوات المهاجمة، على جانب ارسال مفخخاته إلى خطوطها الخلفية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر قرر أوباما نشر العشرات من قوات العمليات الخاصة في شمال سوريا للتنسيق مع قوات برية محلية، حيث بدأت بالفعل عملها في دعم قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل المقاتلين الاكراد عمودها الفقري، فيما اختير المعارض هيثم مناع ليكون على رأس هرمها السياسي.
وفي سياق منفصل، قالت مليشيا “الآسايش” التبعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، في بيان لها: إنها حاولت عدم تصعيد الأحداث الجارية في مدينة القامشلي بينها وبين الميليشيات التابعة للنظام، فيما عملت ميليشا الدفاع الوطني في تصعيد الموقف والاشتباك مع عناصرها، ما أدى إلى إصابة أحد عناصرها.
وأضاف البيان، ان “إحدى دوريات مليشيا الدفاع الوطني هاجمت دورية لميليشيا الآسايش في حي الخليج بالقامشلي، مساء أمس، دارت على أثره اشتباكات بين الدوريتان، أوقعت قتيلين من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني”، مشيراً إلى أن التوتر مازال قائما في المدينة، التي تتقاسم السيطرة عليها مليشيات تابعة لقوات النظام وأخرى لحزب الاتحاد الديمقراطي.
وتتقوقع قوات الاسد في محافظة الحسكة في مواقع عسكرية محددة، وتسيطر على أحياء تنشر فيها عناصر مليشيات الدفاع الوطني (المقنعون)، فيما يتحرك عناصره بسهوله في جميع انحاء المحافظة، باستثناء، مناطق سيطرة تنظيم الدولة، الذي يخوض حالياً معارك شرسة في مناطق تبعد جنوبا 20 كم على الأقل عن مواقع قوات النظام، وذلك بعد استلام التحالف الجديد جميع الجبهات، التي لطالما أقلقت وجود النظام في مركز محافظة الحسكة.
عبد الملك – وطن اف ام