أوقفت منظمة الهلال الأحمر السوري التابعة لنظام الأسد تقديم السلة الغذائية الشهرية لمئات العائلات في محافظتي دمشق وريفها، دون أن توضح لهم أسباب استبعادهم، وذلك بحسب ما نقل موقع “صوت العاصمة”.
ونقل عن ما وصفها “مصادر خاصة” أنّ قطع المساعدات عن العائلات في دمشق وريفها جاء بعد تقييم أجرته مبادرة أهل الشام لأوضاع العوائل المستفيدة من السلة الغذائية التي توزعها منظمة الهلال الأحمر، وبموافقة وزارة الشؤون الاجتماعية.
وأضافت المصادر أنّ مبادرة أهل الشام مؤلفة من أكثر من 40 جمعية محلية يمولها تجار وصناعيين من العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن المبادرة يُشرف عليها لجان محلية ومخاتير، وأنّها تستهدف العائلات الفقيرة في محافظتي دمشق وريفها وتتعاون معها منظمات دولية مثل مفوضية اللاجئين والهلال الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي والمجلس الدنماركي ومنظمات أخرى.
ولفتت المصادر إلى أن عمليات التقييم من قبل اللجان المحلية بدأت العام الماضي 2022 وتضمنت جولات على جميع المنازل المعنية بالمبادرة حيث انتهى التقييم في نيسان 2023، لتصدر بعد ذلك قوائم جديدة في نهاية أيار الماضي.
ووفقاً للمصادر فإنّ استبعاد مئات العائلات جاء بسبب عدم استيفائهم الشروط التي وضعتها اللجان المشرفة أبرزها عدم وجود أكثر من دخل مادي للعائلة الواحدة أو عدم وجود موظفين في القطاع الخاص أو عدم وجود أكثر من شخصين بالقطاع الحكومي، بالإضافة إلى عدم وجود منزل ملكيته لأحد أفراد العائلة.
وذكرت المصادر أن اللجان المحلية في حال رأت أثناء جولاتها الميدانية لمنازل المستفيدين عفش ذو قيمة لدى العائلة أو ثياب جديدة يرتديها الأطفال كانت تقوم باستبعادها بحجة أنّ وضع العائلة جيد.
ونقل موقع أثر برس الموالي عن مصادر بوزارة الشؤون الاجتماعية أن كمية المساعدات التي كانت تأتي من المنظمات تراجعت بنسبة 40% بعد الحرب في أوكرانيا، ما انعكس على نوعية سلل المساعدات المقدّمة، ومن يتلقاها لاحظ أن بعض السلل انخفضت قيمتها.
إلا أن مصادر “صوت العاصمة” أكّدت أنّ حرمان العائلات من الحصول على السلة سببه تقليص المساعدات لا علاقة له بالوارد من خارج سوريا بل بتخفيض التجار والمبادرين للكميات بسبب الأوضاع الاقتصادية وعدم إمكانية استبدال المواد بأخرى محلية، مبيّنةً أن بعض العائلات لم تُشطب أسمائهم بل تمت زيادة مدّة استلام السلة الغذائية لتصبح كل ثلاثة أشهر ومنها خمسة وستة أشهر.
وبيّنت المصادر أنّ مناطق الغوطة الشرقية والريف الغربي لدمشق هم أكثر المتضرّرين من هذا التقييم، واصفةً التقييم الأخير بـ “المزاجي”.
يذكر أن العديد من مناطق سيطرة الأسد تعاني من أوضاع متردية وسط انتشار الفقر في ظل ضعف الأجور، حيث يتراوح راتب الموظف بين 15 إلى 20 دولاراً.