وفي تصريحات خاصة لوكالة “الأناضول”، أوضح قائد لواء عسكري تابع للجيش الحر، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب شخصية لم يبينها، بأنه يوجد في محافظة درعا حوالي 5 آلاف مقاتل إسلامي معظمهم منضوي تحت لواء “جبهة النصرة” وكتائب إسلامية أخرى، إلا أنه لا تواجد لعناصر من “داعش” بينهم.
ولفت القائد إلى وجود نحو 10 آلاف مقاتل تابع للجيش الحر في قطاع الجنوب السوري الذي يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة الحدودية مع هضبة الجولان الذي تحتل إسرائيل نحو ثلثي مساحته منذ عام 1967، لافتاً إلى أن تواجد قوات النظام أصبح محصوراً في عدد محدود من النقاط العسكرية في كل من القنيطرة ودرعا بعد طردها من عدد كبير من مناطق المحافظتين الجنوبيتين من قبل مقاتلي المعارضة.
وبين أن النظام ما يزال يحكم سيطرته جنوبي البلاد فقط على محافظة السويداء ذات الغالبية من السكان الدروز الموالين للنظام أو ممن اتخذ موقفاً محايداً من الثورة المندلعة في البلاد ضد حكم بشار الأسد منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام.
وأشار القائد إلى أنه بعد “الانتصارات التي حققتها قوات المعارضة من إسلاميين وجيش حر في درعا وسيطرتهم على عدد من المواقع الاستراتيجية خلال الأيام الماضية خاصة سيطرتهم على تل الحارة الاستراتيجي، أصبح يفصلهم نحو 22 كلم عن بلدة الكسوة بريف دمشق(18 كلم جنوبي العاصمة).
ولفت إلى أن الخطوة القادمة لقوات المعارضة بعد “تطهير باقي المناطق في درعا هو الزحف نحو دمشق وإسناد مقاتلي المعارضة فيها”، مشيراً إلى أن المقاتلين المعارضين مدركون بأن “النظام لن يسقط سوى باقتلاعه بالقوة من دمشق”.
ولم يتسنّ لمراسل “الأناضول” التحقق مما ذكره القيادي من مصدر مستقل.
ومنذ أكثر من شهر حققت قوات المعارضة تقدماً واضحاً في المعارك مع قوات النظام جنوبي سوريا حيث سيطرت على مناطق واسعة من محافظة القنيطرة والمعبر الحدودي الوحيد لسوريا مع الجولان المحتل (معبر القنيطرة)، فضلاً عن سيطرته على مواقع جديدة في محافظة درعا أو كما يسميها الثوار السوريون “مهد الثورة” كونه انطلقت فيها أولى الاحتجاجات التي خرجت ضد نظام بشار الأسد.
ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.